الإثنين، 24 فبراير 2025

08:13 م

«792 مليار دولار»، الأزمات الاقتصادية تشكل تحول إيرادات التعدين العالمية

الإثنين، 24 فبراير 2025 05:09 م

قطاع التعدين

قطاع التعدين

تحليل/كريم قنديل

يعد قطاع التعدين أحد الركائز الأساسية للاقتصاد العالمي، حيث تعتمد العديد من الصناعات الحيوية على المعادن المستخرجة من باطن الأرض. 

وبينما أصبحت المعادن النادرة عنصرًا أساسيًا في الصناعات التكنولوجية الحديثة، لا يزال الفحم يحتفظ بمكانته كأحد المصادر الرئيسية للطاقة عالميًا.

شهدت إيرادات أكبر 40 شركة تعدين في العالم تقلبات ملحوظة، إذ سجلت مستوى قياسيًا بلغ 943  مليار دولار أمريكي في عام 2022، قبل أن تتراجع إلى نحو 792 مليار دولار أمريكي في 2024، كما انخفض هامش صافي الربح في الصناعة من 25%  عام 2010 إلى 11%  في 2023، ما يعكس تحديات السوق وتقلبات الطلب العالمي على المعادن.

التعدين

الدول الرائدة في إنتاج المعادن

تتصدر الصين وإندونيسيا والهند قائمة أكبر منتجي الفحم عالميًا، بينما تأتي الصين أيضًا ضمن أكبر ثلاث دول منتجة لخام الحديد، وتبرز الصين كقوة رئيسية في سوق المعادن النادرة، إذ استحوذت على نحو 69% من الإنتاج العالمي في 2023، كما أنها الدولة الأولى عالميًا في تعدين الذهب.

أكبر شركات التعدين في العالم

وفقًا للقيمة السوقية في مايو 2024، تصدرت شركة BHP  الأسترالية قائمة أكبر شركات التعدين عالميًا، تليها ريو تينتو البريطانية، كما ضمت القائمة شركتين أمريكيتين بارزتين، هما Southern Copper Corp وFreeport-McMoran،  وبلغت القيمة السوقية لشركة BHP نحو 146  مليار دولار أمريكي.

أما من حيث الإيرادات، فقد احتلت Glencore  الصدارة في عام 2023 بإيرادات بلغت 218  مليار دولار أمريكي، إلا أن جزءًا كبيرًا من دخلها جاء من تجارة السلع الأساسية، واللافت أن أربعًا من أكبر 10 شركات تعدين عالميًا من حيث الإيرادات كانت مقرها في المملكة المتحدة، بينما استحوذت الصين على أربع شركات أخرى في القائمة، مما يعكس الدور المحوري للبلدين في قطاع التعدين العالمي.

إيرادات شركات التعدين الرائدة في العالم من 2005 إلى 2024 (بالمليار دولار أمريكي)

قطاع التعدين العالمي.. تقلبات حادة بين الصعود والانخفاض

شهدت إيرادات أكبر شركات التعدين في العالم تحولات كبيرة خلال العقدين الماضيين، متأثرة بتقلبات أسعار السلع، والطلب العالمي، والأزمات الاقتصادية. 

فمنذ عام 2005، سجل القطاع نموًا قويًا، لكنه واجه تحديات انعكست على عائداته بين فترات الصعود والهبوط.

طفرة حتى 2012.. والنمو في ذروته

بدأت الإيرادات عند 222  مليار دولار أمريكي في 2005، واستمرت في الصعود عامًا بعد عام، حتى بلغت 731  مليار دولار في 2012، وهو مستوى قياسي آنذاك. 

هذا النمو جاء مدفوعًا بازدهار الاقتصاد الصيني وارتفاع الطلب على المعادن والموارد الطبيعية.

انخفاض حاد بين 2013 و2016، بعد سنوات من الانتعاش، بدأت الإيرادات في التراجع، حيث سجلت 690 مليار دولار في 2014، ثم انخفضت بشكل ملحوظ إلى 539  مليار دولار في 2015 و496  مليار دولار في 2016، هذا التراجع تزامن مع انخفاض أسعار السلع عالميًا، ما أثر سلبًا على أرباح شركات التعدين.

عودة الانتعاش من 2017 إلى 2019، فمع تعافي الأسواق، شهد القطاع تحسنًا تدريجيًا، حيث ارتفعت الإيرادات إلى 600  مليار دولار في 2017، ثم 683  مليار دولار في 2018، وصولًا إلى 692  مليار دولار في 2019، هذا التعافي جاء نتيجة تحسن أسعار المعادن وزيادة الإنتاج في الأسواق الناشئة.

قفزة هائلة بعد الجائحة، وارتفاع الإيرادات بشكل غير مسبوق، لتصل إلى 925 مليار دولار في 2021، ثم 911  مليار دولار في 2022، كان هذا النمو مدفوعًا بانتعاش الطلب الصناعي وارتفاع أسعار المواد الخام بسبب اضطرابات سلاسل التوريد.

بعد الارتفاع الكبير، شهدت الإيرادات تراجعًا إلى 845  مليار دولار في 2023، ثم 792  مليار دولار في 2024، ويرجع ذلك إلى انخفاض أسعار بعض المعادن، إلى جانب تباطؤ الاقتصاد العالمي، وتأثيرات السياسات البيئية والتشريعات الجديدة على قطاع التعدين.

Short Url

search