1.1 تريليون جنيه، 10 شركات تحدث طفرة عقارية في مصر خلال 2024

الخميس، 20 فبراير 2025 01:24 م

قطاع العقارات

كتب/كريم قنديل

يواصل السوق العقاري المصري تحطيم الأرقام القياسية، ومبيعات الشركات الكبرى تقفز إلى مستويات غير مسبوقة في عام 2024، لم يكن العقار مجرد سوق، بل كان محركًا رئيسيًا لعجلة الاقتصاد المصري، حيث تجاوزت مبيعات أكبر 10 شركات عقارية حاجز 1.1 تريليون جنيه، في ظاهرة اقتصادية تعكس حجم الطلب الهائل على السكن والاستثمار العقاري. في ظل التوسع العمراني الكبير الذي تشهده البلاد، والتوجه الحكومي نحو إنشاء مدن جديدة ومجتمعات متكاملة، أصبحت الشركات العقارية في سباق لا يتوقف، والمنافسة على أشدها لخطف أنظار المشترين والمستثمرين.

طلعت مصطفى.. الإمبراطورية العقارية التي لا تهدأ

تعد من كبريات الشركات الرائدة في مجال التطوير العقاري في مصر والشرق الأوسط، حيث أن لها باع طويل في هذا المجال وخبرة واسعة، وتتمتع بسجل حافل بإنجازاتها علي مدار 50 عامًا، قامت خلالها بتطوير أكثر من 33 مليون متر مربع من الأراضي وبيع أكثر من 90 ألف وحدة عقارية.

على رأس القائمة، جاءت مجموعة طلعت مصطفى القابضة، محققة رقمًا قياسيًا بمبيعات بلغت 510 مليارات جنيه، ونسبة نمو مذهلة وصلت إلى 264%. هذا الرقم الضخم لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة لسنوات من العمل الدؤوب والابتكار المستمر، استطاعت المجموعة أن تفرض نفسها كأكبر مطور عقاري في مصر بفضل مشروعاتها العملاقة مثل مدينتي والرحاب، التي تحولت إلى مدن متكاملة تجذب آلاف الأسر سنويًا، كما دخلت في شراكات استراتيجية مع الحكومة لتنفيذ مشروعات عملاقة، مما عزز من مكانتها كأهم لاعب في السوق العقاري المصري.

بالم هيلز.. من الرفاهية إلى التوسع الجماهيري

تُعَد شركة بالم هيلز واحدة من أبرز الشركات الرائدة في قطاع العقارات في مصر، حيث ساهمت منذ تأسيسها في إحداث نقلة نوعية في مجال التطوير العقاري، وتتميز الشركة برؤية طموحة والتزام قوي بتقديم مشروعات سكنية وتجارية عالية الجودة تلبي احتياجات وتطلعات عملائها.

في المركز الثاني، جاءت بالم هيلز بمبيعات 150 مليار جنيه ونسبة نمو بلغت 150%. الشركة، التي كانت تركز في البداية على الإسكان الفاخر، غيرت استراتيجيتها في السنوات الأخيرة لتخاطب فئات أوسع، فأطلقت مشروعات تستهدف الطبقة المتوسطة، ووسعت استثماراتها في القاهرة الجديدة و6 أكتوبر، كما عززت من استخدام التكنولوجيا الذكية في مشروعاتها، مما جعلها واحدة من أكثر الشركات طلبًا في السوق.

ماونتن فيو.. النمو الصاروخي الذي هز السوق

شركه ماونتن فيو للتنمية والاستثمار العقاري تأسست عام 2005، ويمثلها المهندس عمرو اسماعيل رئيس مجلس الإدارة، حيث اكتسبت الشركة شهرة واسعة مما جعلها من كبرى شركات التطوير العقاري بالسوق المصري التي تحافظ علي معايير الجودة العالمية في جميع مشاريعها وجعلها تنافس بقوة مع كبري الشركات محليًا ودوليًا، كما تتميز شركة ماونتن فيو بتصميماتها المعمارية الفريدة من نوعها المستوحاة من الطراز الأمريكي والأوروبي بالتعاون مع كبري الشركات الهندسية والاستشاريين المعمارين لتقديم الاقتراحات المبتكرة.

إذا كان هناك اسم استحوذ على الأضواء في 2024، فهو ماونتن فيو، التي حققت قفزة استثنائية بمبيعات 105 مليارات جنيه ونسبة نمو خيالية وصلت إلى 721%، هذا النمو يعكس نجاح الشركة في مخاطبة الأذواق الجديدة، حيث قدمت مشروعات ذات طابع أوروبي فريد في الساحل الشمالي والعاصمة الإدارية، بالإضافة إلى تقديم حلول سداد غير مسبوقة جعلت امتلاك وحدة في مشروعاتها أمرًا ميسرًا لشريحة واسعة من العملاء.

جي في للتطوير العقاري.. التنافس على الابتكار العقاري

استمرت جي في للتطوير العقاري في توسيع استثماراتها خلال 2024، محققة مبيعات بلغت 77 مليار جنيه، مع نسبة نمو بلغت 196%. ركزت الشركة على تطوير مدن ذكية ومستدامة، حيث أدخلت أنظمة إدارة متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء مجتمعات أكثر كفاءة. توسعت جي في في العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية، واستهدفت العملاء الباحثين عن وحدات سكنية ذات قيمة استثمارية عالية، مع توفير تسهيلات تمويلية بالتعاون مع البنوك الكبرى.

أورا.. العملاق العقاري يتوسع في المشروعات السياحية

تعد أورا للتطوير العقاري من الشركات الرائدة في مصر، ويملكها رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، وتشتهر بجودة تصميماتها وابتكاراتها في المشاريع العقارية، التي تشمل الفنادق الفاخرة والمنتجعات والمراكز التجارية.

على الرغم من تحقيقها مبيعات 62 مليار جنيه، إلا أن أورا للتطوير العقاري سجلت أقل نسبة نمو بين الشركات الكبرى، حيث لم تتجاوز 3%. السبب الرئيسي وراء ذلك هو تركيزها على المشروعات السياحية مثل الجونة ومكادي هايتس، والتي لم تشهد نفس الطلب القوي الذي شهدته مشروعات الإسكان العائلي. ومع ذلك، لا تزال أورا واحدة من أكبر الشركات العقارية في مصر، بفضل مشاريعها الفريدة التي تجمع بين العقار والسياحة، وتقديمها لتجارب سكنية متكاملة تعتمد على الفخامة والاستدامة البيئية.

سوديك.. استمرار النجاح في المجتمعات الراقية

تعد شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار (سوديك) من أبرز شركات التطوير العقاري في السوق المصري، حيث نجحت الشركة في ترسيخ ريادتها بقطاع التطوير العقاري في مصر عبر خمسة وعشرون عامًا، بفضل النهج الاستراتيجي الذي تتبناه الشركة، والذي تتبلور محاوره الرئيسية في تلبية احتياجات العملاء المتباينة وفقاً لرؤية تقدمية تعتمد في صميمها على تشجيع روح الابتكار وإضفاء الطابع العصري والحيوي على جميع مجتمعاتها العقارية التابعة.

حافظت سوديك على مكانتها كواحدة من كبرى الشركات العقارية في مصر، محققة مبيعات بلغت 50 مليار جنيه، ونسبة نمو 72%. الشركة معروفة بتطويرها لمجتمعات سكنية راقية مثل ويست تاون والقطامية، وخلال 2024، ركزت على تقديم وحدات بتصميمات حديثة، مع الاهتمام بالمساحات الخضراء والبنية التحتية الذكية.

إعمار مصر.. الاستمرار في الهيمنة على السكن الفاخر

تعد شركة إعمار مصر العقارية Emaar Misr Properties Company EMFD من الشركات التي تتميز بتنفيذ العديد من المشاريع الكبيرة والأعمال المميزة والتي تعكس صورة عن الرقي والتميز والسكن الفاخر، وأيضا التكيف مع الحياة العصرية والأوروبية.

جاءت إعمار مصر، التابعة لشركة إعمار الإماراتية في المركز السابع بمبيعات بلغت 49 مليار جنيه، ونسبة نمو 63%، تُعرف إعمار مصر بتطويرها مشروعات ضخمة مثل "مراسي" و"أب تاون كايرو"، وخلال 2024 وسّعت نطاق مشاريعها في القاهرة والساحل الشمالي، كما قدمت مفاهيم جديدة في العقارات الفاخرة واستخدمت تقنيات بناء متطورة لتسريع تنفيذ المشاريع، وهو ما جعلها تحافظ على مركزها ضمن أكبر الشركات العقارية في مصر.

سيتي إيدج.. الذراع الحكومية التي تنافس القطاع الخاص

شركة سيتي إيدج للتطوير و الاستثمار العقاري City Edge Developments تعد من أكبر وأفضل الشركات الوطنية الرائدة التي ليس لها سقفا للطموح والنجاح ،حيث أنها تعد علامة ذات ثقة عندما توضع على أي مشروع تضمن له النجاح بأفضل التصميمات العالمية التي تقوم باختيارها، بالإضافة إلى دراسة السوق من أجل توفير خدمات متميزة لتلبي جميع احتياجات العملاء والمستثمرين.

لم يكن من المفاجئ أن تجد سيتي إيدج، الذراع التطويرية للحكومة المصرية، نفسها بين الكبار بمبيعات بلغت 47 مليار جنيه ونمو 24%، بفضل مشروعاتها القوية في العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، حيث استفادت من الدعم الحكومي والاستثمارات الضخمة الموجهة إلى هذه المدن الجديدة.

مدينة نصر للإسكان.. خبرة عقارية تمتد لعقود

شركة مدينة نصر للإسكان والتعمير الرائدة في مجال التطوير العقاري في مصر تأسست عام 1959 كشركة عامة، وتم طرحها للتداول في البورصة المصرية عام 1995، وقد تم إطلاق شركة مدينة نصر للإسكان والتعمير في البداية لتطوير 40 مليون متر مربع من الأراضي في مدينة نصر والمناطق المجاورة في محافظة القاهرة.

استمرت مدينة نصر للإسكان والتعمير في تقديم مشاريع قوية في شرق القاهرة، حيث بلغت مبيعاتها 46 مليار جنيه، بنسبة نمو 31%. الشركة، التي تمتلك تاريخًا طويلًا منذ 1959، ركزت على توفير وحدات سكنية بأسعار تنافسية، ما جعلها واحدة من الشركات الأكثر استقرارًا في السوق العقاري.

هايد بارك.. المفاجأة الكبرى في السوق العقاري

شركة هايد بارك للتطوير العقاري هي واحدة من أضخم وأكبر الشركات العقارية في مصر، وتُعرف منذ نشأتها برؤيتها ورسالتها الواضحة، تم إنشائها فى عام 2007م باسم “دماك”، ولم يستمر الاسم طويلاً حيث تم تغييره في عام 2011م ليصبح هايد بارك.

ولم تتأثر الشركة أو تتغير إطلاقًا، وذلك لأنها دائمًا ما تسعى إلى الالتزام بالمصداقية والشفافية، كما أنها قامت بتشييد العديد من المشروعات الاستثمارية الناجحة حازت على إعجاب الجميع، وحققت نجاحات مُبهرة في مجال التطوير العقاري مما جعل لها أسمًا كبيرًا في سوق التطوير العقاري.

حققت هايد بارك للتطوير العقاري قفزة كبيرة، بمبيعات 46 مليار جنيه ونسبة نمو 156%، تميزت مشروعاتها مثل هايد بارك القاهرة الجديدة بالمساحات الخضراء الواسعة، والتصميمات العصرية، مما جعلها خيارًا مثاليًا للباحثين عن جودة الحياة الراقية.

لماذا هذا النمو الكبير؟ وماذا بعد؟

ما يحدث في السوق العقاري المصري ليس مجرد انتعاش مؤقت، بل هو تحوّل حقيقي يقوده الطلب القوي والتوسعات العمرانية الكبيرة. فمع انتقال الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وزيادة عدد السكان، واهتمام المستثمرين الأجانب بالسوق المصري، بات القطاع العقاري في مصر أحد أكثر الأسواق نموًا في العالم العربي، كما أن التسهيلات التي تقدمها الشركات العقارية، مثل خطط السداد طويلة الأجل وأسعار الفائدة المنخفضة، جعلت امتلاك وحدة سكنية أكثر سهولة من أي وقت مضى.

لكن السؤال الأهم هو: هل يستمر هذا الزخم في السنوات القادمة؟

هذا النمو قد يستمر، لكن بوتيرة أبطأ، مع دخول السوق في مرحلة التشبع التدريجي. ومع ذلك، فإن الشركات التي ستنجح في تقديم حلول مبتكرة، والاستثمار في المدن الذكية، وتحقيق استدامة بيئية حقيقية، ستكون هي الرابحة في المستقبل.

ختامًا، العقارات ما زالت الرهان الأفضل في ظل التقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم، كما يظل أحد أكثر الاستثمارات أمانًا وربحية، خصوصًا في سوق مثل مصر، حيث الطلب لا يتوقف، والتوسع العمراني مستمر بلا هوادة. ومع تحقيق هذه الشركات لمبيعات قياسية في 2024، فإن السنوات القادمة تعد بمزيد من المفاجآت والابتكارات التي ستعيد تشكيل خريطة السوق العقاري المصري من جديد.

Short Url

أخبار متعلقة