الإثنين، 03 فبراير 2025

05:47 م

أسسها

حازم الجندي

رئيس مجلس الإدارة

أكرم القصاص

إشراف عام

علا الشافعي

"طلعت مصطفى" أبرز رجال الأعمال الذين غيروا وجه العقارات في مصر

الإثنين، 03 فبراير 2025 12:44 م

المهندس طلعت مصطفى

المهندس طلعت مصطفى

كريم قنديل

في قلب عالم الأعمال المصري، برز اسم طلعت مصطفى، كأحد أبرز رجال الأعمال الذين غيروا وجه العقارات في مصر، حيث لم يكن طريقه نحو النجاح سهلًا، بل كان مليئًا بالتحديات التي تخطاها عزمه ورؤيته المستقبلية، ليؤسس إحدى أكبر الشركات العقارية في مصر: مجموعة طلعت مصطفى.

البدايات والروح الريادية

وُلد طلعت مصطفى، في السادس من يوليو عام 1926م، في إحدى القرى المصرية الصغيرة، وتحديدًا كفر بني غريان بمحافظة المنوفية، حيث نشأ في بيئة بسيطة، لكن كانت لديه رؤية واضحة لما يريد تحقيقه، ومن هذه القرية، بدأ حلمه في العمل بالإنشاءات، حيث أسس أولى خطواته في عالم الأعمال، بتأسيس شركة بناء صغيرة في أوائل السبعينيات، فلم يكن يحلم فقط ببناء مبانٍ، بل كان يطمح إلى بناء مجتمعات سكنية متكاملة، تُحدث نقلة في حياة المواطنين.

وفي العام 1974م، أطلق مجموعة طلعت مصطفى، لكن لم تكن البداية سهلة، حيث واجه العديد من التحديات في قطاع كان فيه القليل من المنافسة، لكنه كبير في حجم الفرص، حيث عمل طلعت مصطفى بجد واجتهد ليؤسس سمعة متميزة في هذا المجال، كما بدأت المجموعة تنمو تدريجيًا.

مجموعة طلعت مصطفى

 

الرؤية التي صنعت الفارق

وفي منتصف الثمانينات، كانت النقلة الكبيرة لمجموعة طلعت مصطفى، حيث انضم إلى العمل مع المجموعة ابنه الأصغر، هشام طلعت مصطفى، الذي كان له دور كبير في نقل الشركة إلى مستويات جديدة من النجاح، وبفضل أفكار هشام المبتكرة، بدأت الشركة تتحول من مجرد شركة بناء، إلى مجموعة عقارية شاملة تضم عدة شركات تساهم في تطوير الأراضي والعقارات.

واستمر النجاح يلاحقهم، حيث استطاعوا إنشاء مجتمعات سكنية كاملة الخدمات، وكان من أبرز هذه المشاريع، مدينة الرحاب التي اعتُبرت أول مدينة سكنية متكاملة، ينشئها القطاع الخاص، والتي تم تطويرها على مساحة 10 ملايين متر مربع، هذا المشروع لم يكن مجرد سكن، بل كان بمثابة نموذج جديد في تطوير المدن المصرية.

مدينتي

 

التوسع وفتح الآفاق

وفي التسعينيات، دخلت مجموعة طلعت مصطفى في مشروعات ضخمة جديدة، كان من أبرزها مدينة “مدينتي”، وهي واحدة من أكبر وأهم المدن السكنية في مصر، كما أثبتت الشركة جدارتها في المجال السياحي من خلال إنشاء سلسلة من الفنادق الفاخرة في مصر، مثل فنادق "فورسيزونز"، لتصبح واحدة من العلامات البارزة في قطاع السياحة.

وعلى الرغم من النجاح الكبير، كانت هناك تحديات أخرى أمام الشركة، لا سيما في التعامل مع التغيرات الاقتصادية في مصر، ولكن المجموعة استطاعت التأقلم مع هذه التغيرات من خلال تطوير أساليب جديدة لتسويق عقاراتها، وتقديم مشروعات ملائمة لاحتياجات السوق.

 

الجيل الثاني وإعادة هيكلة الشركة

عندما توفي طلعت مصطفى في 28 من فبراير 2005، كان قد ترك وراءه إرثًا عظيمًا في مجال العقارات، فلم يكن مجرد رجل أعمال، بل كان مصدر إلهام للكثيرين في المجتمع المصري، ومع ذلك، لم يتوقف النجاح بعد رحيله، حيث تولى ابنه هشام، قيادة الشركة، واستطاع أن يحافظ على نفس التوجهات التي أسسها والده، بل عمل على تطويرها بشكل كبير.

من جانبه كان هشام، الذي تخرج من كلية التجارة، قد بدأ العمل في شركات والده قبل تخرجه، وعندما تولى قيادة المجموعة، قام بإعادة هيكلة الشركة وفتح آفاق جديدة للتوسع، سواءًا على الصعيد المحلي أو الدولي، ومن بين أبرز مشروعاته كان مشروع "مدينتي"، الذي أصبح واحدًا من أكبر المشاريع السكنية في الشرق الأوسط.

هشام طلعت مصطفى

 

المجموعة اليوم: إنجازات ونجاحات

اليوم، تعد مجموعة طلعت مصطفى واحدة من أكبر الشركات العقارية في مصر، حيث تضم المجموعة أكثر من 21 شركة فرعية، وتقدم مشروعات ضخمة في مجال الإسكان والسياحة والإنشاءات، من خلال التركيز على الابتكار والتطوير المستمر، كما استطاعت المجموعة، أن تظل في صدارة الشركات العقارية المصرية، محققة العديد من الإنجازات المتميزة.

ومن أبرز المشاريع الحديثة التي أطلقتها المجموعة، هو مشروع "مدينتي" الذي يعتبر أكبر مدينة سكنية مغلقة في مصر، إضافة إلى المشروعات الفندقية السياحية في شرم الشيخ والقاهرة، كما أن المجموعة تواصل تطورها وتوسعها في الخارج، حيث دخلت في شراكات مع العديد من الشركات العربية والدولية.

 

قيم المجموعة وأسلوب العمل

تتمثل أهم القيم التي تبنتها مجموعة طلعت مصطفى، في الإبداع والمصداقية والتركيز على العملاء، حيث تسعى الشركة دائمًا، لتقديم منتج عقاري متميز، مع الحفاظ على سمعتها كأحد أفضل المطورين العقاريين في مصر، ويعتمد النجاح في المجموعة على العمل الجماعي، حيث يسعى الجميع داخل الشركة، إلى تحقيق الأهداف المشتركة والارتقاء بمستوى الخدمة للعملاء.

 

خاتمة: الإرث الذي لا ينتهي

يعتبر طلعت مصطفى، نموذجًا للريادة في مجال الأعمال في مصر، حيث استطاع بفضل إصراره ورؤيته، أن يغير وجه القطاع العقاري، ويترك إرثًا عظيمًا لأبنائه وللمجتمع المصري، ورغم التحديات التي واجهته، إلا أن إرادته وشجاعته، ساعدت في بناء مجموعة طلعت مصطفى، التي تُعتبر اليوم واحدة من أكثر الشركات العقارية تأثيرًا في المنطقة.

ومن خلال رؤية المستقبل والابتكار المستمر، تظل مجموعة طلعت مصطفى مثالًا يحتذى به في عالم الأعمال المصري والعربي، ويستمر الأبناء في الحفاظ على نجاحات الوالد وتطويرها.

Short Url

search