الزراعة تكشف أسرار نبات الساليكورنيا: يعالج الأمراض وغذاء للإنسان والحيوان ..صور

قال الدكتور حسن محمد الشاعر مدير مركز التميز المصري للزراعة الملحية،نائب رئيس مركز بحوث الصحراء سابقاً،إن مركز التميز المصري مركز متخصص تابع لمركز بحوث الصحراء أنشئ سنه 2013 بقرار وزاري من وزارة الزراعة، ويضم المركز خبراء متخصصين في جميع المجالات التي تنتمي إلي الزراعة الملحية، يعمل المركز في جميع المناطق الهامشية في جمهورية مصر وأيضاً المناطق المتأثرة بالتغيرات المناخية مثل محافظة كفر الشيخ، البحيرة التي يكون التأثير فيها قوي جداً عن المحافظات الأخري،نقوم دائما بتقديم نماذج تنموية لحل المشاكل المتمثلة في المناطق التي تعاني من التغيرات المناخية بشدة، ونقوم بتنفيذ هذه المشروعات التي يتم تمويلها من داخل مصر وخارجها ونعمل مع المزارع مباشرة لتوعيته بزراعة المحاصيل الجديدة،وأهم ما يميز المركز هو التكامل في تنفيذ المشروعات.

ما هي الزراعة الملحية 

وأضاف الشاعر في تصريحات خاصة لموقع "إيجي إن"، إن الزراعة الملحية هي استخدام الأراضي المتأثرة بالملوحة،المياه المالحة سواء كانت مياه آبار أو مياه مخلوطة وتشمل الزراعة الملحية عدة نباتات منها نباتات حبوب مثل "القمح، الشعير، الكينوا"، نباتات علفية مثل “البونيكام،والدخن، الذرة الرفيعة…الخ بالإضافة إلي محاصيل الزيوت مثل “عباد الشمس، الشالجم…..الخ،.هذه نباتات زيتية تستخدم لإنتاج الزيوت لأغراض متعددة وبعض النباتات تنتج زيوت مشابهة  زيت الزيتون، وهوغنى بالبروتين ويتم استخراجه من البذور بطريقة مشابهة لاستخراج زيت الصويا، وهناك نباتات لإستخراج الطاقة الحيوية مثل الساليكورنيا وهذا النبات متعدد الأغراض .

استخدامات نبات الساليكورنيا 

وتابع:أن المركز المصري كان له السبق في إدخال العديد من المحاصيل الزراعية سواء كانت محاصيل حبوب لتغذية الإنسان أومحاصيل لإنتاج الأعلاف سواء كانت صيفي أو شتوي، أو محاصيل لإنتاج الزيوت، وأيضاً لإنتاج الطاقة وكان من أبرز هذه المحاصيل هو نبات الساليكورنيا وهو نبات ملحي يتميز بقدرته علي النمو في شواطئ البحار والبحيرات خاصة البحر الأحمر والمتوسط ويوجد أربع أنواع من نبات الساليكورنيا في مصر وتستخدم هذه الأنواع في إنتاج الزيوت وبعضها يؤكل بواسطة الإنسان والآخر بواسطة الحيوان وهذا المتمثل بالجزء الأخضر.

وأضاف أنه عند عصر زيت هذا النبات تخرج منه مخلفات عصر الكانولا تستخدم في تغذية الحيوان، بجانب الأهمية الأقتصادية الكبري لهذا الزيت، ولكننا لم نصل حتي الآن إلي نتيجة لعصر الزيت وتوزيعه بشكل جيد ونعمل علي ذلك هذه الفترة للنهوض بالنبات .

مزايا نبات الساليكورنيا وعلاقته بإنتاج الوقود

وأوضح الشاعر أن نبات الساليكورنيا يزرع بالشتلات أو بزراعة البذور في أكياس أو الأرض مباشرة وهذه الزراعة تتم بنظام الري بالتنقيط ، وله العديد من المزايا فيستخدم في استصلاح الأراضي المالحة لقدرته علي امتصاص الاملاح من التربة وقدرته علي النمو في ظروف شديدة الملوحة وأيضاً مصدر غني بالمعادن ويستخدم كغذاء مثل الخضراوات المطبوخة،ومصدر هام جداً لإنتاج الوقود الحيوي وهذا من خلال زيوته النباتية وهو جزء هام جدا ومن الحلول المستدامة لتوفير الطاقة النظيفة، أما بالنسبة للطب فمميزاته كثيرة لا حصر لها فيستخدم نبات الساليكونيا في علاج العديد الأمراض.

 موعد زراعة نبات الساليكورنيا

وأوضح: انه يفضل زراعة نبات الساليكورنيا في الفترات التي تكون فيها درجات الحرارة معتدلة ، ويحتاج لمدة نمو تتراوح من 2لـ3أشهر قبل أن يصبح جاهزاً للحصاد، وتتراوح كمية التقاوي المستخدمة للفدان بين 5لـ7 كيلوجرامات من البذور وتختلف هذه الكمية حسب نوعية الأرض ، ويجب مراعاة تحضير التربة واختيار التربة المالحة عند البدء في الزراعة مع مراعاة الري بإنتظام لان نبات الساليكورنبا محب للمياه ويمكن التقليل في الري عند نمو النبات وهذا لضمان نجاحه ويتم حصاد الساليكورنيا بعد حوالي 3 أشهر من الزراعة حيث يتم قطع السيقان العلوية وترك الجذور للنمو مرة أخري في الموسم القادم.

وقال الشاعر إنه تم تحميل نبات الساليكورنيا مع الطماطم، باعتباره أحد النباتات الملحية ذات المستقبل الواعد، حيث أنها تخفف تأثير الملوحة عن نبات الطماطم ،وتصلح تصلح كمحصول زيتى وأعلاف، ويمكن اعتباره نبات "معجزة"، ويُعرف أيضاً باسم "مخلل الأعشاب، والنبات الزجاجى، وفاصوليا البحر، وهليون البحر، وخضار قدم الغراب، والسامفيرى، الخريزة"، علاوة على استخدامه فى الصناعات الغذائية والأدوية، ويمكن أن يحل محل الوقود الأحفورى، ومرشح بقوة لحلول الطاقة الخضراء الجديدة، وجهود استصلاح الأراضى حول العالم.

حسن الشاعر: التسويق ودراسة السوق والتصنيع ما ينقصنا في النهوض بنبات الساليكورنيا

وأكد الدكتور حسن الشاعر أن ما ينقصنا للنهوض بنبات الساليكورنيا هو التسويق ودراسة السوق والتصنيع، مضيفاً: انه تم عمل بروتوكول مع جهاز مستقبل مصر لزراعة 10 أفدنة من نبات الساليكورنيا وتكملة السلسلة في مجال التصنيع والتسويق، والعام القادم سنقوم بإنتاج صنف من نبات الساليكورنيا مطابق للظروف الجوية، وكان الهدف هذا العام هو إنتاج بذور من نبات الساليكورنيا ملائمة مع الظروف البيئية من حيث التربة، الظروف الجوية للمنطقة التي يتم بها هذا الإنتاج بالإضافة أيضاً لإختبار الأرض ودراسة البعد البيئي للأرض خاصة أن هذا النبات من النباتات شديدة الملوحة.

ويأمل بإنضمام فريق عمل للتصنيع أو مشاركة شركات الأدوية ومراكز بيع الغذاء "الهايبر" لعملية التسويق لهذا النبات ويأمل أيضاً بعمل دراسة سوق جيدة وهذا الذي سوف يتم عمله مع جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة.

إنتاجية الفدان الواحد من نبات الساليكورنيا

ويعد نبات الساليكورنيا من النباتات الغير مكلفة للمزارعين ولكنه يحتاج متخصصين لنقل العقل من أماكن نموها علي شواطئ البحار والبحيرات بطريقة صحيحة لنجاح زراعة هذا النبات،ويبلغ إنتاجية الفدان الواحد من نبات الساليكورنيا 500 لـ1000 كيلوجرام من البذور بمتوسط حوالي 700 كيلو جرام بذور و200 كيلو جرام زيت وحوالي 6 طن محصول جاف وهذه الأرقام تقديرية تختلف علي حسب نوع النبات وطريقة الزراعة ومكان النمو والعوامل المناخية الأخري.

نصائح هامة للمزارعين قبل زراعة المحاصيل

ونصح الدكتور حسن محمد الشاعر مدير مركز التميز المصري للزراعة الملحية،المزارعين  والمستثمرين بزراعة المتاح  من المحاصيل الزراعية الأقتصادية سواء التقليدية أو غير التقليدية بما يتناسب مع ظروف التربة والمياه والمناخ ،فمثلاً "لا يجوز أن تتم زراعة الخضراوات في الأراضي المالحة، لأنه من أهم محددات الزراعة التربة والمياه ثم العوامل الجوية فلكل نبات أرض خاصة وظروف جوية معينة لزراعته للحصول علي الإنتاجية الإقتصادية.

ويحتاج هذا الموضوع إلي جهود متعددة من الخبراء في مركز التميز والشركات الاستثمارية وخبراء عاملين في مجال التصنيع الغذائي وتصنيع الدواء ومستحضرات التجميل للنهوض بهذا النبات الاقتصادي .