الفضة تحت المجهر، هل تتفوق على الذهب خلال 2025

الثلاثاء، 29 أبريل 2025 07:36 م

الذهب والفضة - صورة أرشيفية

شهيرة أحمد

عاد الحديث بقوة عن المعادن النفيسة كملاذات آمنة، في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية المتصاعدة، واتجاه البنوك المركزية حول العالم إلى تيسير السياسات النقدية.

وبينما واصل المعدن الأصفر تصدر المشهد بتحقيقه قفزات سعرية لافتة، تسلط الأضواء مؤخرًا على الفضة كمعدن قد يشهد أداءً متفوقًا في الأشهر المقبلة، مدفوعًا بمزيج من العوامل التاريخية والاقتصادية والصناعية.

أداء متباين للذهب والفضة منذ بداية العام

وارتفعت أسعار الذهب بشكل كبير منذ بداية 2025 بنسبة بلغت 25.1%، نتيجة لزيادة الطلب الاستثماري، خاصة في ظل مخاوف الأسواق من التباطؤ الاقتصادي وتراجع الدولار الأمريكي.

وفي المقابل، لم تحقق الفضة نفس الزخم، حيث سجلت ارتفاعًا بنسبة 13.5% فقط، ما يعكس أداء أقل مقارنة بنظيرها الأصفر.

نسبة الذهب إلى الفضة.. مؤشر تاريخي على التحول المحتمل

واحدة من أبرز الأسباب والمؤشرات التي يعتمد عليها المحللون في توقعاتهم بشأن أداء الفضة، هو ما يعرف بنسبة الذهب إلى الفضة "Gold to Silver Ratio"، والتي تقيس عدد أونصات الفضة التي يمكن شراؤها بأونصة واحدة من الذهب، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "Financial Express" الهندية.

وتجاوزت هذه النسبة 100 في الأشهر الأخيرة، وهي المرة الثانية فقط منذ أزمة كوفيد-19 التي تصل فيها إلى هذا المستوى، بعدما بلغت 126 سابقًا.

وتشير البيانات إلى أن ارتفاع هذه النسبة إلى مستويات غير اعتيادية يعتبر غير مستدام، ما يرجح عودة الفضة للارتفاع لتقليص الفجوة، وعلى مدار السنوات الـ25 الماضية، بلغ متوسط النسبة نحو 68، بينما استقرت على متوسط 85 خلال العقد الأخير، وهو ما يجعل مستوياتها الحالية ملفتة لكل من المراقبين والمستثمرين على حد سواء، وحقق الذهب عائداً بنسبة 260% .

الطلب الصناعي.. سلاح ذو حدين للفضة

ويعتبر الطلب الصناعي العامل الأكثر تميزًا للفضة مقارنة بالذهب، إلا أنه يشكل تحديًا أيضًا، وتشير تقديرات معهد الفضة إلى أن أكثر من 60% من الطلب على الفضة يأتي من التطبيقات الصناعية، ما يجعل سعرها أكثر تأثرًا بتباطؤ النمو العالمي أو ركود الإنتاج الصناعي، وفقًا لمسح الفضة العالمي عام 2025 الصادر عن المعهد.

في عام 2024، شكل الطلب الاستثماري وتجارة المجوهرات وأدوات المائدة الفضية نحو 39% فقط من إجمالي الطلب على الفضة، مقارنة بنسبة تقارب 50% في عام 2016، ما يعكس التحول المستمر نحو الاستخدامات الصناعية.

التوقعات المستقبلية.. هل الفرصة مواتية للفضة؟

وفقًا لتقرير "Financial Express" ومسح الفضة العالمي لعام 2025، فإن عدداً من العوامل تدعم احتمالية ارتفاع أسعار الفضة خلال الفترة المقبلة، أبرزها ارتفاع نسبة الذهب إلى الفضة ما يجعل المعدن الأبيض يبدو مُقيماً بأقل من قيمته.

ضعف الاقتصاد العالمي قد يثقل كاهل الفضة

بالإضافة إلى توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، إلى جانب تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ما يعزز الإقبال على المعادن النفيسة، وكذلك تزايد حالات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي عالميًا.

ومع ذلك، حذّر التقرير من أن استمرار ضعف الاقتصاد العالمي قد يثقل كاهل الفضة نظرًا لاعتمادها على الطلب الصناعي.

ووفقًا لمحللي "جوليوس باير"، فإن الفضة تتخلف عن الذهب بسبب هذه الطبيعة المزدوجة، وهو ما قد تحد من قدرتها على التعافي السريع في حال استمرار النفور من المخاطرة في الأسواق.

بينما يواصل الذهب الاستفادة من دوره كملاذ آمن، تبدو الفضة أمام فرصة للعودة إلى الواجهة في حال تحسن النشاط الصناعي وتزايد ثقة المستثمرين.

وبالنظر إلى المؤشرات التاريخية والفجوة الكبيرة في الأداء مقارنة بالذهب، قد تكون الفضة بالفعل على أعتاب مرحلة جديدة من النمو، شريطة تحسن العوامل الكلية الداعمة.

Short Url

أخبار متعلقة