الأحد، 20 أبريل 2025

06:39 م

الصحافة الحرة، نبض الحقيقة في عالم مضطرب

الأحد، 20 أبريل 2025 01:35 م

عالم الصحافة

عالم الصحافة

تحليل/ ميرنا البكري

وفقًا للتقرير التي نشره معهد "رويترز" لدراسة الصحافة بدعم من مبادرة جوجل نيوز بعنوان "اتجاهات وتوقعات الصحافة والإعلام والتكنولوجيا 2025"، سنوضح في هذا التحلبل أبرز ما تناوله هذا التقرير، من صعود المنصات الاجتماعية والمؤثرين إلى تغلغل الذكاء الاصطناعي في المقالات الصحفية في الفترة الأخيرة، كما نعرض بعض الطرق التي تدعم صمود الصحافة في هذا العصر المضطرب.

توصل التقرير إلى 36% من الناشرين التجاريين سيكون دخل الترخيص من شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مصدر دخل أساسي.

كما إن 17% من قادة وسائل الإعلام أشاروا إلى إن هناك مخاوف متعلقة بالاستقطاب السياسي وعدم العمل بحرية، وارتفاع الهجمات على الصحافة، والاستيلاء على وسائل الإعلام، و77% من الناشرين يرون أن الاشتراكات والعضوية هي أكبر مصدر للإيرادات.

Picture background

استخدامات الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام

من خلال المسح لـ 326 من القادة الرقميين في 51 دولة ومنطقة حول العالم، تم التوصل إلى إن 60% يعتبرون أن الأتمتة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ضرورية داخل المؤسسة الصحفية.

كما توقع القادة الرقميين إن 78% من غرف الأخبار سوف تتحول بشكل كامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وإن 75% من عمليات تحويل المقالات النصية إلى صوت ستتم بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي، و65% من المقالات الأجنبية سيتم ترجمتها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

دليل لوسائل الإعلام للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بتطوير المحتوى والتواصل  مع الجمهور - ميثاق شرف للإعلاميين السوريين
الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام

عالم الصحافة في مرمى الضغوط لكنها لم تستسلم

كشف التقرير إن ثقة قادة الإعلام في مستقبل الصحافة من المتوقع أنها تتراجع في عام 2025 لتسجل 41% مقارنة بـ 47% في عام 2024، كما توقع القادة الرقميون إن هناك ارتفاع في عدد غير الواثقين في مستقبل الصحافة لتسجل 17% في 2025، بعد ما كان 12% فقط في 2024.

وكانت أغلب المخاوف وانعدام الثقة في الصحافة ووسائل الإعلام هي تصاعد القيود القانونية للسيطرة على الإعلام التقليدي، وارتفاع الهجمات خصوصًا من القادة السياسيين على الصحافة.

كما إن هناك اتجاه متزايد نحو الإعلام الاجتماعي على حساب الإعلام التقليدي، ففي سويسرا هناك تهديد بخفض تمويل المذيع العام SRG SSR إلى النصف.

  كما أوضح التقرير إن هناك حوالي 2500 وظيفة تم فقدها في مجال الإعلام في 2024 في الأسواق الرئيسية، بالإضافة إلى 8000 وظيفة في  2023، خسرت قناة CNN في الولايات المتحدة حوالي ثلث جمهورها منذ الانتخابات، وتستعد لتسريحات واسعة.

اتجاهات وتوقعات مستبقل الصحافة في ظل الأحداث الاقتصادية

تزايد هجمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الإعلام وهو ما يتضمن تخفيض التمويلات الفيدرالية للمؤسسات الإعلامية العامة، وكذلك لمنظمات التحقق من المعلومات التي تُعتبر نوعًا من الرقابة.

سيتم استنساخ نموذج ترامب الإعلامي حول العالم في استخدام أساليب الإعلام الاجتماعي، وإبعاد الإعلام التقليدي، وهو ما يتكرر مع الساسة حول العالم الذين اعطوا أهمية لوسائل التواصل الاجتماعي، ويسعون لبناء شبكات إعلامية بديلة لنشر رسائلهم من خلال القنوات الرقمية.

أبرز الاستنتاجات

36% من الناشرين يعتقدوا إن الترخيص لشركات الذكاء الاصطناعي سيكون مصدر دخل أساسي، وهذا يعني إن الصحافة بدأت تبحث عن طرق جديدة للتمويل بعيد عن الإعلانات التقليدية.

77% من الناشرين يعتقدوا إن الاشتراكات والعضويات أصبحت المصدر الرئيسي للدخل، وهذا يعكس إنك كقارىء من الضروري أن تدفع لكي تصل لمحتوى جيد، وهو ما يغير من شكل العلاقة بين الصحفي والقارئ.

60% يعتقدوا إن الأتمتة أصبحت ضرورة، و78% يتوقعوا إن الذكاء الاصطناعي يهيمن على غرف الأخبار بالكامل. أي ممكن بعد فترة قصيرة نجد المقالات اتكتبت، وتم ترجمتها، واتحولت لصوت، كل هذا دون تخل بني آدم. 

الثقة في مستقبل الصحافة تقل (هبطت لـ 41%)، وعدد الناس غير الواثقين يزيد. والسبب؟ هجمات سياسية، وتضييق قانوني، واستيلاء على الإعلام.

الإعلام التقليدي يتراجع، وأغلب الناس تأخذ أخبارها من المؤثرين و السوشيال ميديا، مما يهدد المؤسسات الإعلامية الكبيرة.
في 2023 و2024،  تم إزالة أكثر من 10,000 وظيفة إعلامية، يعني الصناعة تتغير بسرعة وهناك ناس تدفع الثمن.

السياسيين حوالين العالم أصبحوا يستخدموا السوشيال ميديا بدلًا من الإعلام التقليدي، مما يؤثر على دور الصحافة في الرقابة والتوعية.

ختامًا، رغم كل التحديات التي تواجه الصحافة من تطور تكنولوجي سريع، وضغوط سياسية، وتراجع في الثقة، مازالت تقاوم، وتواكب، وتثبت وجودها. في عالم بيتغير كل دقيقة، الصحافة لن تموت، فقط تتغير، وتبحث عن شكل جديد لكي تحيا به وتحافظ فيه على رسالتها، والمهم أن نظل خلفها، وندعمها، ونفكر دائمًا، من دون صحافة حر، من ينير لنا الطريق؟

Short Url

showcase
showcase
search