هروب الأموال لسويسرا، أثرياء أمريكا يبحثون عن ملاذ آمن غير الدولار

السبت، 19 أبريل 2025 07:17 م

أغنياء أمريكا - صورة أرشيفية

شهيرة أحمد

في ظل تصاعد المخاوف من تراجع قوة الدولار وتنامي القلق السياسي داخل الولايات المتحدة، يتزايد عدد الأثرياء الأمريكيين الذين يتخذون من سويسرا ملاذاً آمناً لأموالهم واستثماراتهم.

نزع الطابع الأمريكي عن المحافظ الاستثمارية

ويعكس هذا التوجه الجديد رغبة متنامية في "نزع الطابع الأمريكي" عن المحافظ الاستثمارية، وفقاً لما أفادت به بنوك سويسرية وشركات استشارات مالية.

موجات من الاندفاع نحو سويسرا

وفي هذا السياق، أوضح بيير جابريس، الرئيس التنفيذي لشركة "ألبن بارتنرز إنترناشونال" للاستشارات المالية في سويسرا، أن الاهتمام الأمريكي بالحسابات السويسرية يأتي على شكل موجات، وفقًا لما ذكرته شبكة CNBC الأمريكية.

وأضاف جابريس، أنه "عندما انتخب الرئيس السابق باراك أوباما، شهدنا موجة كبيرة. ثم جاءت جائحة كوفيد-19 كموجة أخرى. واليوم، تطلق الرسوم الجمركية موجة جديدة".

قلق من تراجع الدولار وتضخم الدين الأمريكي

وتابع أن دوافع العملاء تختلف، لكن القاسم المشترك هو الرغبة في تنويع الاستثمارات والبحث عن ملاذات آمنة، موضحًا أن أحد أبرز الأسباب التي تدفع الأمريكيين الأثرياء إلى نقل أموالهم إلى سويسرا هو القلق المتزايد من ضعف الدولار الأمريكي، خاصة في ظل ارتفاع مستويات الدين العام.

ويعتقد كثيرون أن التنويع الجغرافي للعملات والأصول بات ضرورة لحماية ثرواتهم من التقلبات الاقتصادية.

وتعد سويسرا وجهة جذابة بسبب سياستها المحايدة واقتصادها المستقر وعملتها القوية ونظامها القانوني الموثوق وتمنح هذه العوامل مجتمعة المستثمرين شعوراً بالأمان والثقة في استدامة استثماراتهم على المدى الطويل.

دوافع سياسية ومخاوف داخلية أمريكية

إلى جانب المخاوف الاقتصادية، فإن البعض يسعى لفتح حسابات مصرفية في سويسرا بسبب ما يرونه تراجعاً في سيادة القانون داخل الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.

ووقال جابريس، أن هناك من يتخذ هذه الخطوة كجزء من "خطة بديلة" تشمل الحصول على إقامة أو جنسية أوروبية وشراء عقارات خارج الولايات المتحدة.

العديد من العملاء أيضاً يتوجهون إلى سويسرا بهدف شراء الذهب المادي وتخزينه، نظراً لسمعة البلاد في تخزين الذهب وامتلاكها لمصافٍ مرموقة، ووينظر إلى الذهب كأحد أدوات التحوط التقليدية في أوقات عدم اليقين.

سهولة الإجراءات ولكن بشفافية

وأصبح فتح حساب مصرفي في سويسرا إجراءً سهلاً نسبياً، لكن لا بد أن يتم بما يتماشى مع قوانين الإفصاح الأميركية الصارمة.

وعلى الرغم من أن البنوك الأمريكية الكبرى لا يمكنها فتح هذه الحسابات مباشرة، إلا أن لديها علاقات إحالة مع مؤسسات سويسرية مرخصة من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.

فيما كان ينظر في السابق إلى الحسابات المصرفية السويسرية كوسيلة للتهرب الضريبي، فإن الوضع تغير تماماً، إذ تخضع اليوم هذه الحسابات لرقابة دقيقة وتتطلب الإفصاح الكامل من خلال نماذج وتقارير ضريبية منتظمة.

تنويع استثماري لمستقبل أكثر أماناً

وأوضح جابريس قائلاً: "يدرك العديد من الأميركيين أن 100% من محفظتهم الاستثمارية بالدولار الأميركي، لذا يفكرون: ربما عليّ تنويع استثماراتي". وهو ما يعكس وعياً متزايداً بين الأثرياء الأميركيين بأهمية توزيع المخاطر في ظل عالم متغير.

Short Url

أخبار متعلقة