الدولار ليس بخير، أزمة صامتة تهز الاقتصاد العالمي
الخميس، 17 أبريل 2025 05:44 م

الدولار الأمريكي
تحليل/ ميرنا البكري
في الوقت الذي بدأ فيه دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، فرض رسوم جمركية على أغلب بلدان العالم، والدولار الأمريكي (العملة الأولى في العالم)، بدأ يضعف.
هذا ليس ضررًا على الولايات المتحدة وحدها، بل سبب مشاكل في الاقتصاد العالمي كله، كما إن البائعين الأجانب أصبح لديهم قلق مضاعف، رسوم جمركية من جانب، وسعر صرف الدولار الذي يتراجع على الجانب الآخر.

انهيار الدولار، ليس مجرد رقم يهبط
الدولار خسر حوالي 8% من قيمته أمام سلة عملات عالمية، في أسوأ بداية من 40 عامًا، والأخطر أن هذا يؤثر على التجارة العالمية والتمويل والبنوك المركزية وحتى الشركات الضخمة مثل تويوتا وبرادا وLVMH، فعلى سبيل المثال، تويوتا خسرت فرق سعر بسبب ارتفاع الين، برادا وشركات الموضة في أوروبا تعاني بسبب ارتفاع اليورو أمام الدولار، وهو ما يجعل منتجاتهم أغلى على المستهلك الأمريكي.
الدولار يقع، والاقتصاد العالمي يتأرجح
عندما يضعف الدولار، يهرب المستثمرون من الأصول المقومة بالدولار، ويقوموا بتحويل أموالهم لعملاتهم المحلية، مما يرفع سعر العملات الآخرى مثل اليورو والين.
المشكلة هنا إن العملات الآخرى أصبحت قوية بزيادة، مما يضغط على البنوك المركزية حول العالم لكي تخفض الفائدة للمحافظة على المنافسة العالمية، أي أوروبا، اليابان، الصين في مأزق من حيث تخفيضات الفائدة، التباطؤ الاقتصادي، وتوقعات نمو تتراجع يوم بعد يوم
ترامب وفكرة الدولار الضعيف، سلاح أم نقمة؟
ترامب نفسه كان يقول إن الدولار القوي يجعل المُصنّعين الأمريكان غير قادرين على المنافسة، فبالنسبة له، الدولار الضعيف قد يكون حل للعجز التجاري، لكن الواقع كان كارثة على السوق العالمي.
السياسات المتخبطة والرسوم الجمركية قلبت السوق، وبدلًا من أن تستفيد أمريكا، العالم كله دخل في دوّامة، والدولار فقد بريقه كـ"ملاذ آمن" في وقت التوترات.
السياحة، الشركات، والمستهلكين، الكل يدفع الثمن
الدولار الضعيف جعل السياح الأمريكان (الذين كانوا ينفقوا مبالغ ضخمة) يجلسوا في المنزل، أي دول مثل إسبانيا واليابان التي كانت تكسب من هؤلاء السياح، خسرت جزء كبير من النشاط السياحي.
كما إن الشركات الصغيرة التي تصدر لأمريكا، أصبحت في ورطة، التكاليف زادت، والدخل بالدولار قل، والمنافسة أصبحت أصعب.
ختامًا، الدولار وقع والعالم كله يتخبط، والأحداث في السوق ليس مجرد أرقام في مؤشرات أو شاشات بورصة، بل أزمة حقيقية عن أزمة في "توزيع القوة الاقتصادية"، الدولار في تراجع، والمستثمرين فقدوا الثقة في السياسات الأمريكية، ونتيجة ذلك إن عملات أخرى تقوى، والبنوك المركزية ترتبك، والشركات تعيد حساباتها من نقطة البداية، إذا استمرت أمريكا في هذا النهج، والعالم كله يمشي على سلك رفيع بين التضخم، والانكماش، والفوضى.
Short Url
ترامب والرقائق، خطة لإنعاش الصناعة أم خطوة تشعل السوق؟
19 أبريل 2025 04:47 م
بعد خفض الفائدة، خبراء يكشفون أفضل وجهات الاستثمار في 2025
19 أبريل 2025 04:45 م
7 مليار يورو يغيروا الخريطة، مشروع الهيدروجين الأخضر ينطلق من مصر
19 أبريل 2025 03:59 م


أكثر الكلمات انتشاراً