السبت، 19 أبريل 2025

05:27 ص

حروب ترامب التجارية، عواقب خفية تهدد مستقبل الطاقة المتجددة في أميركا

الأربعاء، 16 أبريل 2025 09:37 م

الرسوم الجمركية

الرسوم الجمركية

كتب/ كريم قنديل

في خطوة وُصفت بأنها الأعنف منذ بدء الحروب التجارية، قرر الرئيس ترامب فرض تعريفات جمركية على كل ما يُستورد تقريبًا من السلع الاستهلاكية والصناعية، والنتيجة؟ 

الأسواق انهارت، والمخاوف من ركود اقتصادي جديد بدأت تتصاعد، لكن ما وراء العناوين الاقتصادية العريضة، هناك قصة خفية قد تكون أخطر بكثير: ضربة مباشرة لمستقبل الطاقة النظيفة في أميركا.

تعريفات جمركية

الرسوم الجمركية: قنبلة في وجه الطاقة المتجددة

الصين العملاق الصناعي الأخضر كانت أول من تلقى الضربة 34% تعريفات جديدة، لكن ترامب لم يتوقف هناك، فيتنام، تايلاند، ماليزيا وكمبوديا المصدرون الأساسيون للألواح الشمسية ومكوّناتها طالتهم رسوم تتراوح بين 24% و49%. 

النتيجة المباشرة؟ ارتفاع كبير في أسعار الطاقة الشمسية في السوق الأميركي، ما يهدد بتراجع الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.

وفي حين تقلصت واردات معدات طاقة الرياح منذ 2020، إلا أن الصناعة لا تزال تعتمد على شفرات التوربينات غير الأميركية، ووفقًا لتحليلات، فإن الرسوم الجديدة قد تزيد تكلفة مشروعات طاقة الرياح البرية بنسبة 7%.

صناعة محلية لم تجهز بعد.. وسياسات متضاربة

رغم النمو المتزايد في الصناعات المحلية للطاقة النظيفة، فإن حجم الإنتاج الأميركي لا يزال صغيرًا مقارنة بالصين، والأسوأ، إدارة ترامب  التي لا تكتفي بالرسوم فقط، بل تعمل أيضًا على تقليص أو إلغاء تمويلات الطاقة النظيفة التي ازدهرت في عهد سلفه.

وفي وقت حققت فيه الطاقة المتجددة رقمًا قياسيًا ووفّرت 24% من إجمالي إنتاج الكهرباء في أميركا العام الماضي، تأتي هذه السياسات لتضع الفرامل على تقدم طال انتظاره.

ترامب

السياسة في مواجهة الواقع

يبدو أن ترامب يستخدم الرسوم كورقة تفاوضية، وقد يعمد إلى تخفيفها لاحقًا، لكن حتى ذلك الحين، الضرر قد يكون وقع بالفعل، يهدد الارتباك الناتج عن هذه السياسات القدرة على بناء سلسلة توريد محلية للطاقة المتجددة، بل وقد يقوّض الأمن الطاقي الأميركي نفسه.

ومن السيارات إلى السماء.. التكنولوجيا تتلقى صفعة أخرى

وفي مشهد موازٍ، تنهار أحلام إيلون ماسك تحت عجلات الـCybertruck، السيارة التي وعدت بتغيير قواعد اللعبة، لكنها أصبحت اليوم رمزًا للفشل الصناعي، بجانب سخرية الإعلام منها بسبب العيوب التصنيعية والمظهر الغريب، أصبحت كذلك هدفًا للاحتجاجات ضد سياسات ماسك المؤيدة لترامب.

وفي الوقت الذي تسعى فيه شركات مثل Waymo لتوسيع أساطيلها من الروبوتاكسي الكهربائية، يبرز تحدٍ جديد، يكمن في البنية التحتية، فالتحول نحو السيارات الكهربائية يتطلب شبكة شحن ضخمة، واستثمارات هائلة، ومع مناخ سياسي وتجاري غير مستقر، يصبح من الصعب بناء مستقبل نظيف ومستدام.

الطاقة النظيفة

صراع بين الماضي والمستقبل

بينما يتصارع البيت الأبيض مع خصومه التجاريين، يدفع قطاع الطاقة النظيفة الثمن، فبدلاً من تمهيد الطريق نحو استقلال طاقي حقيقي، تأتي الرسوم لتعيد الاقتصاد الأميركي خطوات إلى الوراء، فهل يربح ترامب معركته التفاوضية؟ 

ربما، لكن ما يبدو مؤكدًا هو أن أميركا تخسر وقتًا ثمينًا في سباق المستقبل.

Short Url

search