السبت، 19 أبريل 2025

10:19 ص

136 مليار يورو حجم سوق الأغذية العضوية عالميًا، ومصر تقول كلمتها

الخميس، 17 أبريل 2025 01:38 م

الزراعة العضوية

الزراعة العضوية

تحليل/ ميرنا البكري

في الفترة الأخيرة، تزايد توجه الناس نحو الطعام الصحي، والبيئة تصرخ من التلوث وسوء استخدام الموارد، وفي ضوء ذلك ظهرت الزراعة العضوية كحل سحري يعالج مشاكل كثيرة مرة واحدة، كما عرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليل شامل يشرح فيه لماذا أصبحت الزراعة العضوية محط اهتمام عالمي؟، وكيف دخلت مصر هذا السباق بخطوات واثقة؟

الزراعة ليست مجرد عملية إنتاجية، بل شريان حياة

الزراعة في الماضي كانت تعتمد على الإنتاج بأي وسيلة، حتى إذا كانت هذه الوسية تأذي التربة أو تلوث المياه، لكن حاليًا، أصبح هناك وعي إن الزراعة لابد أن تكون "عضوية" أي تحافظ على التربة، والمياه، والهواء، وفي نفس الوقت تنتج منتجات صحية وآمنة.

الزراعة العضوية تقول لا للكيماويات، وتستخدم مواد طبيعية مثل المعادن والنباتات في التسميد والمكافحة، وهذا لن يجعل الطعام أنضف فقط، بل يرجع التربة لحيويتها ويجعل الزراعة تستمر على المدى الطويل.

Picture background
طعام صحي

أهمية الزراعة العضوية لا تعود على البيئة فقط 

الزراعة العضوية لن تهتم بالأرض فقط، بل تراعي صحة المستهلك، وتحترم الحيوانات، وتعطي فرصة عادلة لكل المشاركين في سلسلة الإنتاج، من أول الفلاح إلى المستهلك، الكل يكسب بطريقة نظيفة وآمنة.

كما إنها تعارض أي وسيلة تكنولوجية قد تضر البيئة أو الصحة مثل الهندسة الوراثية، أي تعتمد على العلم، لكن بحذر وضمير.

أرقام عالمية تقول، الزراعة العضوية ليس موضة

في 2023، بلغ إجمالي الأراضي المزروعة عضويًا لـ 98.9 مليون هكتار، أستراليا وحدة تأخذ أكثر من نصف هذه المساحة، والمفاجأة إن أكثر من 4.3 مليون مزارع يعملوا بالزراعة العضوية، أغلبهم في آسيا وإفريقيا.

كما وصل سوق الأغذية العضوية لـ 136 مليار يورو، والولايات المتحدة وحدها تستحوذ على أكثر من 59 مليار، والأرقام تعكس  إن الموضوع ليس مجرد "ترند"، بل توجه عالمي قوي.

Picture background

جهود مصر في التحول نحو الزراعة العضوية

مصر قررت تدخل هذه اللعبة رسميًا، وهذا من خلال، إصدار قانون الزراعة العضوية رقم 12 لسنة 2020، وإعداد لائحة تنفيذية منظمة وواضحة، وتسجيل الشركات، والمبيدات الحيوية، ومدخلات تغذية عضوية، وتوفير التدريب  لمهندسين زراعيين مخصوص للزراعة العضوية.

كما قامت الدولة بتخصيص يوم 25 فبراير من كل عام كـ"يوم الزراعة العضوية المصري"، وشجعت الدولة التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لكي التحول للزراعة النظيفة، كل هذا يوضح إن الدولة تؤسس قطاع قوي لكي يقدر على المنافسة عالميًا. 

ختامًا، العالم يحتاج حلول زراعية تحافظ على الأرض، وتنتج طعام صحي، وتقلل التلوث، والزراعة العضوية تقدم هذه المعادلة، فهي تعتبر طوق النجاة وسط أزمات المناخ والغذاء التي نعيشها، ومصر لديها فرصة ذهبية لكي تكون من الرواد، خصوصًا مع الأرض الخصبة والموارد البشرية القوية التي نمتلكها.

Short Url

search