الإثنين، 21 أبريل 2025

12:28 ص

بين الماضي والحاضر، الجنيه المصري من الريال الذهبي إلى الورقي قصص لم تُروَ بعد!

الخميس، 17 أبريل 2025 01:10 ص

مراحل تطور الجنيه المصري منذ ظهوره

مراحل تطور الجنيه المصري منذ ظهوره

بداية الجنيه المصري، لم تكن مجرد عملة للتعامل النقدي فقط، ولكن هي رحلة تاريخية عميقة تحكي مامرت به مصر، من تحولات سياسية وثقافية، بداية من عهد محمد علي، كان عملة ذهبية ثم تحول إلى عملة ورقية وفي هذا الوقت كان يوازي الجنيه الاسترليني، وهذا يعكس المراحل التي يعيشها الجنيه المصري، والتي لم تكن أرقاماً وأسعار فقط، بل كانت قصة بين الازدهار والانهيار وتأثيره بالاحداث العالمية، التي أثرت عليه بتراجعاً كبيراً أمام العملات الأجنبية .

مراحل الجنيه المصري 

صدور أول جنيه في الأسواق المصرية 

وكشف كتاب الفنون المصرية على العملات الورقية، للدكتور أشرف رضا، التصميمات والإبداعات والابتكارات التي صاحبت عملة مصر الرسمية ويقول إن مصر ظلت بدون وحدة نقدية محددة حتى عام 1834، حينما أصدر محمد على فرمانا، بإصدار عملة مصرية تقوم على نظام المعدنين الذهب والفضة يكون لكل منهما قوة إبراء غير محدودة، فكانت وحدة النقود قطعة ذهبية قيمتها 20 قرشا واسمها الريال الذهبي، وقطعة من الفضة ذات 20 قرشا أيضاً تسمى الريال الفضة إلى أن صدرت أولى العملات المصرية عام 1836.

حيث صدر أول جنيه مصرى فى عام 1836، وطرح للتداول في الأسواق المصرية وحل محل العملة الرسمية المتداولة آنذاك وهي الذهب والفضة.

وسمي الجنيه، بهذا الاسم لأن مصر في هذا الوقت كانت تحت الاحتلال البريطاني وكانت عملة إنجلترا هي الجنيه الذي سمي فيما بعد بالجنيه الإسترليني، وكان الجنيه المصري هو العملة الأقدم في منطقة الشرق الاوسط و افريقيا، حيث كان يسجل قيمة كبير، أي مايوازي وقتها 20 ألف جنيه في الوقت الحالي.

وفي عهد الوالي محمد سعيد باشا تم إنشاء العشرة قروش، وأطلق عليها المصريون اسم "الباريزة" نسبة إلي كلمة باريس الذى كانت تسمى فى ذاك الوقت باريز نسبة إلي أنها ضربت ودمغت في باريس عاصمة فرنسا، وفي ذلك الوقت تم تقسيم الجنيه إلى قروش حيث يساوي 100 قرش وتم تقسيم القرش إلى عشرة مليمات.

باريزة وشلن 

وأصدر البنك الأهلي المصري الأوراق النقدية لأول مرة 

وفي عام 1898 صدر أول بنك تجاري يمارس العمليات المصرفية في مصر، وهو البنك الأهلي ومنحته الحكومة امتياز إصدار النقد لمدة 50 عام، وفي يوم 1 يناير من العام 1899 صدر أول جنيه ورقي، وظلت النقود المتداولة في مصر من العام 1899 إلى عام 1914 متأرجحة ما بين الذهب والجنيهات الإسترلينية بالإضافة إلى أوراق النقد المصري القابل للصرف بالذهب.

بعد إلغاء تبعية مصر للدولة العثمانية وإعلانها سلطنة تحت الحماية البريطانية، صدرت النقود المصرية المتداولة عن البنك الأهلي في عهد السلطان حسين كامل وقد سُكَّت في دور الضرب البريطانية، وصدر الجنيه الورقي الذي كان أحد وجهيه يحمل صورة معبد خنسو بالكرنك، بينما يحمل الوجه الآخر زخارف هندسية يتوسَّطها اسم البنك الأهلي المصري والفئة النقدية للورقة، وفقاً لموقع الرئاسة المصرية.

النقود المصرية المتداولة عن البنك الأهلي في عهد السلطان حسين كامل 

وأصدر البنك الأهلي المصري الأوراق النقدية لأول مرة بناءً على القرار المؤرَّخ في 25 يونيو عام 1898، وصدر الجنيه الورقي وقد حمل أحد وجهيه صورة جملين في صحراء مصر، بينما يحمل الوجه الآخر زخارف هندسية يتوسَّطها اسم البنك الأهلي المصري، والفئة النقدية للورقة، وكانت قيمته تساوي 7.4 غرام من الذهب، واستخدم هذا المعيار ما بين عام 1885 وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، حيث تم ربط الجنيه المصري بالجنيه الإسترليني وكان الجنيه الإسترليني يساوي 0.9 جنيه مصري. 

الجنيه به جملين في صحراء مصر

وبعد إعلان مصر مملكة مستقلة، أُعلِن أحمد فؤاد الأول، ملكًا عليها، وضُرِبَت النقود باسمه في دور الضرب البريطانية، وقد حمل الجنيه المضروب في عهده عام 1924 صورة جمل وبدو أمام أسوار القاهرة والقلعة، وعلى ظهر الورقة زخارف هندسية يتوسَّطها اسم البنك الأهلي المصري والفئة النقدية التي تمثلها الورقة.

صورة الجنيه بعد اعلان مصر دولة مستقلة

في عهد الملك فؤاد الأول عام 1926، صدرت أول عملة مصرية تحمل صورة شخص هو عم إدريس، وكانت من فئة الجنيه، فأطلق عليها عامة الشعب جنيه الفلاح، وقد حمل ذلك الجنيه على أحد وجهيه صورة لوجه فلاح مصري (إدريس)، بينما حمل الوجه الآخر صورة لجامع المنصور قلاوون.

الجنيه يحمل صورة فلاح مصري 

 استخدام العلامة المائية على أوراق النقد لحمايتها من التزوير

وبدأ لأول مرة في عام 1930 استخدام العلامة المائية على أوراق النقد لحمايتها من التزوير، أما في عام 1944 ظهرت صورة الملوك على العملات حيث ظهرت صورة لملك مصر فاروق على الجنيه بجانب بعض الصور الأثرية كجامع محمد علي، وعلى العملات الأخرى كفئة الـ25 قرش والـ50 قرش والخمسة قروش والعشرة قروش وضعت صورة زعماء وملوك مصر السابقين، وبعد ثورة يوليو وضع على عملات العشرة قروش صورا لفئات الشعب، وفقاً لموقع الرئاسة المصرية.

 استخدام العلامة المائية على أوراق النقد لحمايتها من التزوير

وفي عام 1950، أصدر البنك الأهلي المصري، ورقة من فئة الجنيه، وكانت تحمل على الوجه صورة الملك فاروق الأول، وعلى الظهر معبد إيزيس وكشك تراچان بجزيرة فيلة، وكان هو الحاكم الوحيد الذي وضع صورته على أوراق البنكنوت المصرية.

ورقة من فئة الجنيه، وكانت تحمل على الوجه صورة الملك فاروق

وعندما تولي محمد نجيب، الحكم عاد شكل الجنيه إلى التصميم الذي حمله في عام 1950، ولكن مع وضع صورة الملك توت عنخ آمون بدلًا من صورة الملك فاروق الأول، وعلى الوجه الآخر صورة معبد إيزيس بجزيرة فيلة، وتم أصدارها في عام 1952.

واكتمل تمصير الجنيه عام 1960 بعد إصدار قانون بقرار جمهوري ينص على إنشاء البنك المركزي المصري ومنحه حق إصدار أوراق النقد المصرية، وفي 3 أكتوبر 1962 صدرت أول عملة ورقية تحمل صورة نسر الجمهورية كعلامة مائية على فئة العشرة جنيهات ،وفي عام 1979 صدر الجنيه بحجم أصغر، بصورة مسجد السلطان قايتباي مع أرضية من الزخارف المصرية، كما تنوعت الرسومات الخاصة بالجنيه وصدر وعليه زخارف ونقوش أثرية، ومن الجدير بالذكر أن هذا التصميم الجديد للورقة النقدية قد استمر في الجنيه الورقي المطروح للتداول حتى اليوم.

اكتمل تمصير الجنيه

إصدار أول عملة ورقية فئة 200 جنيه

 أما في عام 1693، أثناء حكم الرئيس جمال عبد الناصر، ظهر إصدار آخر للجنيه مطبوعًا عليه علامة النسر المائية، ومرسومًا على الوجه صورة الملك توت عنخ آمون، وعلى الظهر زخارف وخطوط هندسية متداخلة، والفئة النقدية للورقة (جنيه مصري) مكتوبة باللغة الإنجليزية، ولكن هذا الجنيه صدر هذه المرة عن البنك المركزي المصري، وليس البنك الأهلي المصري.

Icon ومع نهاية عام 1994 صدرت ورقة الـ100 جنيه الجديدة في تصميم يحمل صورة مسجد السلطان حسن مع خلفيات وإطار زخرفي من الفنون المصرية يتوسطه رأس أبو الهول بدرجات الأحمر والأخضر، وحملت الورقتان نحو 20 عنصر تأميني.

وأصدر البنك المركزي في أكتوبر عام 2003، ورقة نقد جديدة من فئة العشرة جنيهات بتصميم عصري جديد بمزيد من عناصر التأمين والحماية بصورة لمسجد الرفاعي وحمل ظهر الورقة صورة الملك خفرع، وفي عام 2005 طرحت مصر الجنيه المعدني بدلا من الورقي، وتم منع التعامل بالجنيه الورقي في السوق المصري إلى أن صدر قرار من طارق عامر، محافظ البنك المركزي، بطبع العملة الورقية لفئة الجنية مرة أخرى.

في عام 2007، صدر أول عملة ورقية فئة 200 جنيه بتصميم يحمل صورة مسجد قايتباي أميرا خور، وهي ابنة السلطان الناصر محمد، واستخدم في الورقة لأول مرة عنصر تأميني وهو شريط هولوجرامي يعكس ألوان الطيف، وكذلك شريط مغناطيسي تتعرف عليه آلات العد بالبنك مطبوع عليه رقم 200.

التصميم الحالي للجنيه

يكون الجنيه المصري المتداول اليوم، هو الجنيه التي تم تصميمه في عام 1979 وأصدره البنك المركزي، والذي يحمل أحد وجهيها صورة لمسجد السلطان قايتباي مع أرضية من الزخارف العربية، بينما يحمل الوجه الآخر صورة لمعبد أبو سمبل، وعلى جانبي الرسم خرطوشتان فرعونيتان. 

شكل الجنيه الحالي 

Short Url

showcase
showcase
search