الإثنين، 14 أبريل 2025

04:48 ص

من كورونا لـ رسوم ترامب، 3 أزمات قلبت موازين الاقتصاد العالمي

السبت، 12 أبريل 2025 05:49 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تحليل/ ميرنا البكري

في كل مرة نعتقد إن الاقتصاد العالمي بدأ في التعافي، ثم تظهر أزمة جديدة تقلب الطاولة من جديد،  ليس من الضروري أن توجد حرب تجارية لكي نشعر بالخطر، فأزمة واحدة فقط قادرة على إحداث تخبط في الاقتصاد العالمي، فتنهار الأسواق.

 في السطور التالية، نوضح في هذا التحليل، 3 أزمات حول العالم، غيروا شكل الاقتصاد في السنوات الأخيرة.

 من 2020 حتى 2025، توالت الإعصارات على العالم

من وباء حبس العالم في البيوت، إلى حرب قلبت موازين الطاقة والغذاء، لرئيس أمريكي يعود بسيناريوهات حرب تجارية، كل واحدة من الثلاث أزمات التي نذكرها في هذا التحليل كانت كفيلة تهز الكوكب، فتخيل إن الأزمات توالت، والعالم في مرحلة التعافي.  

بدأت الناس ترى رفوف السوبر ماركت خالية لأول مرة، البنزين يرتفع بالساعة، اللاب توب يتأخر لشهور، والهواتف المحمولة يتضاعف سعرها، والراتب غير لاحق الأسعار.

المشهد الأول، كورونا – العالم يحبس أنفاسه (2020-2021)

في لحظة، المطارات قفلت، المصانع سكتت، الشوارع أصبحت خالية، والبشر تحصنوا في بيوتهم، كورونا لم تكن أزمة صحية فحسب، بل زلزال اقتصادي هزّ العالم، حيث اختفت المنتجات من الرفوف، والشحن تأخر، وسلاسل التوريد تخبطت، كما إن أسعار الغذاء زادت، والأدوية لم تعد متاحة، حتى المصانع تعطلت، فالطلب قل والعرض اختفى، والأسعار لعبت بالبشر، حتى التكنولوجيا، بسبب نقص الرقائق الإلكترونية، أصبحت سعرها عالي وصعبة التوفر، ورغم إن الجمارك لم تتعرض لزيادة رسمية، بس كل الاحتياجات غالية لإن الوصول أصبح أصعب.

المشهد الثاني، أوكرانيا – النار ولعت في قلب أوروبا (من 2022 حتى الآن)

فجرت حرب روسيا وأوكرانيا  أزمة من نوع آخر، أزمة موارد، حيث كانت أوروبا تعتمد على الغاز الروسي، وفجأة اضطرت إلى البحث عن بديل، فـ البنزين والكهرباء ارتفعوا، وتُعد أوكرانيا من أكبر منتجي القمح والزيوت، حيث زادت أسعارهم بشكل مبالغ فيه، والأسمدة اختفت من السوق، مما جعل أسعار الخضار والفواكه ترتفع، والحديد والأسمنت ارتفعا بسبب ارتفاع الطاقة، فـ البناء أصبح مكلف جدًا، وبدأت الناس تشعر بالأزمة في الطعام، والمسكن وأغلب جوانب الحياة.

المشهد الثالث، ترامب 2025، الجمارك تضرب الاقتصاد العالمي من جديد

رجوع ترامب للرئاسة في 2025 صاحبه نغمة الحرب التجارية، لكن هذه المرة، الضربة أوسع وأقوى:

1.ترامب فرض رسوم جمركية على واردات من 185 دولة.

2.الصين أمام المدفع: جمارك أمريكا على وارداتها وصلت 104%.

3.الصين ردت: جمارك على الواردات الأمريكية بـ 125%.

4.الأسواق المالية اتقلبت، والمستثمرين هربوا، ومؤشر S&P هبط أكتر من 15%.

5.أسعار الإلكترونيات، السيارات، الهواتف المحمولة، اللاب توب، حتى الأكل… كلها مهددة بالارتفاع.

6.التوتر التجاري أصبح في أعلى مستوياته، والأسواق أصبحت على أعصابها.

ختامًا،  الأحداث من 2020 إلى 2025 ليس مجرد ازمات عابرة، بل كانت دروس قاسية في أن الاقتصاد غير دائم على حال، فكورونا علمتنا أن الصحة تؤثر على الصناعة، وأوكرانيا علمتنا إن السياسة قادرة على التحكم في الأكل والطاقة، وترامب عاد بنا إلى حقيقة أن الاقتصاد مرهون بقرار واحد من رئيس أو توقيع على قانون، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل العالم مستعد "للزلزال" القادم؟

Short Url

search