بعد أسبوع من التقلبات، كيف أنهت مؤشرات الأسهم الأمريكية تعاملاتها؟
السبت، 12 أبريل 2025 12:32 م

وول ستريت
ضربت التقلبات وول ستريت مجددًا، لتعوض مؤشرات الأسهم الأمريكية خسائرها مسجلة أقوى ارتفاع أسبوعي لها منذ 2023، وجاء هذا الانتعاش مع تراجع ضغوط البيع في سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل والدولار، بعد أيام من الفوضى وسط المخاوف من تخارج المستثمرين الأجانب من الأصول الأمريكية.
ووفقًا لوكالة بلومبرج، انتشرت التقلبات في السوق، وسط مخاوف من أن تأثير سياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية سريعة التغير لن يؤثر على الاقتصاد العالمي فحسب، بل يهدد أيضًا مكانة الولايات المتحدة باعتبارها الملاذ الآمن في العالم.
وقفز مؤشر "إس آند بي 500" بنحو 2% على خلفية تقرير أفاد بأن مسؤولاً في الاحتياطي الفيدرالي أكد استعداد البنك المركزي للمساعدة في استقرار الأسواق عند الحاجة.
وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عامًا، لكنها ظلت مرتفعة بمقدار 45 نقطة أساس عن الجمعة الماضية.

المشاعر تحرك وول ستريت
قال مارك هاكيت من شركة "نايشن وايد" (Nationwide): "ما تزال الأسواق تحركها المشاعر.
فهي لا تزال تبحث عن القاع وسط توترات تجارية غبر محسومة، وعدم يقين بشأن الأرباح، وتحديات تحديث بالاقتصاد الكلي، ورغم أن مكاسب هذا الأسبوع مشجعة، إلا أنه لا ينبغي اعتبارها نقطة تحول واضحة"، بحسب ما نشرت وكالة بلومبرج.
ولم تشهد السوق هذا القدر من عدم وضوح الرؤية منذ جائحة كورونا، خاصةً فيما يتعلق بالتوقعات للنمو الاقتصادي والأرباح، مع إطلاق الصين لتدابير انتقامية وتعليق ترامب لبعض الرسوم بعد ساعات فقط من دخولها حيز التنفيذ.

تهدئات من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
ظهرت مصطلحات "عدم اليقين" و"المجهول" و"الاضطراب" في أكثر من مناسبة مع بدء ثلاثة من أكبر البنوك الأميركية الكشف عن نتائج أعمالها يوم الجمعة.
وقال الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورجان"، جيمي ديمون، إنه يتوقع "اضطرابات" في سندات الخزانة الأمريكية، قد تدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التدخل.
وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز إن بنك الاحتياطي الفيدرالي "سيكون مستعدًا تمامًا" للمساعدة في استقرار الأسواق المالية إذا شهدت الظروف اضطرابات.
وأشارت إلى أن الأسواق لا تزال تعمل بشكل جيد في الوقت الحالي، مع عدم وجود مخاوف بشأن السيولة بشكل عام.
وبحسب وكالة بلومبرج، قال جيمس سانت أوبين، كبير مسؤولي الاستثمار في "أوشن بارك": “من المتوقع أن تهدأ التوترات في الوقت الحالي بعد التطمينات الواردة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي”.
وأضاف: "التقلبات بحد ذاتها ليست مؤشرًا إيجابيًا، قد تبدو الارتفاعات الحادة خلال اليوم مريحة ظاهرياً، لكن التقلبات الحادة دليل على حالة من عدم اليقين الشامل".

تقلبات عنيفة تجتاح وول ستريت
وتجدر الإشارة إلى أن مؤشر "إس آند بي 500" تحرك في نطاق يتجاوز 10% خلال الأسبوع، وهو يوازي التقلبات الحادة التي حدثت خلال ذروة الوباء.
قال آدم تورنكويست من شركة "إل بي إل فاينانشال": "إن مصطلح (قطار الملاهي) ليس مصطلحًا فنيًا، ولكنه ربما يكون أفضل لفظ لوصف حركة الأسعار في أسواق الأسهم هذا الأسبوع.
ورغم تسجيل بعض التقدم في المؤشرات الفنية مؤخرًا، فإننا ندرك أن حالة عدم اليقين والمخاطر لا تزال مرتفعة، ولكننا نؤكد أنها تأتي تزامنًا مع أي قاع في السوق"، وفقا لوكالة بلومبرج.
وأشار إلى أن بوادر الاستسلام بدت جلية خلال الأسبوع الماضي، حيث وصلت مؤشرات الزخم والاتساع إلى مستويات تتناسب مع نقاط تحول رئيسية أخرى في أسواق الأسهم.
وأضاف تورنكويست أن هذا لا يعني أن الأسهم سترتفع فورًا أو أن فترة التقلبات العالية قد انتهت.

وبحسب وكالة بلومبرج، قال كريت توماس، استراتيجي الأسواق العالمية في شركة "تاتش ستون إنفستمنتس" (Touchstone Investments): "المشاعر هي المحرك الرئيسي للسوق نظرًا لعدم وضوح الرؤية.
تعليق الرسوم الجمركية عزز الآمال في التوصل لحلول تفاوضية، وأن الإدارة تولي اهتمامًا للأسواق، والآن، ننتظر لنرى كيف ستبدو بعض هذه الصفقات التجارية".
المستثمرون يتجنبون الأصول الأميركية
وعلى الرغم من تعليق ترامب التعريفات الجمركية واسعة النطاق، لا يزال المستثمرون يميلون إلى تجنب الأصول الأميركية لصالح أوروبا وغيرها من الأسواق المتقدمة، وفقًا لأحدث استطلاع "إم إل آي في بالس" (MLIV Pulse).
ومن بين 203 مشاركين في استطلاع للرأي أُجري في الفترة من 9 إلى 11 إبريل، بعد أن أعلن ترمب عن تأجيل الرسوم 90 يوماً على معظم البلدان، يخطط 81% من المشاركين إما للبقاء في الأصول الأميركية أو تقليص استثماراتهم بها.
وقال أكثر من ربع المشاركين في الاستطلاع إنهم يقللون استثماراتهم أكثر مما توقعوا قبل أن يكشف الرئيس عن الرسوم الجمركية العالمية بنسبة تصل إلى 50% في وقت سابق من هذا الشهر.
وأوصى مايكل هارتنت من "بنك أوف أميركا" المستثمرين باستغلال ارتفاعات مؤشر "إس آند بي 500" بالبيع حتى يتدخل بنك الاحتياطي الفيدرالي وتخفف الولايات المتحدة والصين من حدة الحرب التجارية العالمية.

قال الخبير الاستراتيجي إن الرسوم الجمركية وما نتج عنها من اضطرابات في السوق حولا استثنائية الولايات المتحدة إلى "رفض أميركي".
كما أوصى ببيع الأسهم على المكشوف -حتى يصل مؤشر "إس آند بي 500" إلى 4800 نقطة- ونصح بشراء سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين.
قال جيفري بوخبيندر من شركة "إل بي إل فاينانشال": "هناك احتمال جيد بأننا وصلنا إلى القاع، وهناك أدلة كثيرة على تراجع الضغوط البيعية، ولكن بعد الارتفاع الحاد من أدنى مستويات الأسعار، لا يبدو التوازن بين المخاطرة والمكافأة مُقنعًا، خاصةً مع تصاعد الحرب التجارية مع الصين".
تباين نتائج أعمال البنوك الأميركية
انطلق موسم الإعلان عن نتائج أعمال الربع الأول في الولايات المتحدة يوم الجمعة، حيث أعلنت البنوك الكبرى عن نتائج متباينة.
حققت إدارة تداول الأسهم لدى مصرف "جيه بي مورجان" ربحًا قياسيًا في الربع الأول، لكن الرئيس التنفيذي ديمون اتخذ نبرة حذرة بشأن آفاق الاقتصاد الأميركي.
وجاء صافي دخل الفائدة لمصرف "ويلز فارجو" دون التوقعات في الربع الأول، ووجاءت إيرادات تداول الأسهم في "مورجان ستانلي" بالربع الأول أعلى من توقعات المحللين.
الأصول الخطرة تعاني وسط اضطراب السندات
يرى أجاي راجادياكشا من "باركليز" أن الأصول الخطرة ستواصل المعاناة حتى تستقر سندات الخزانة الأميركية وتبدأ في التحرك بشكل طبيعي.
في حين تراجعت الضغوط على السندات إلى حد ما يوم الجمعة، شهدت العائدات على الأوراق المالية طويلة الأجل واحدة من أكبر القفزات الأسبوعية منذ ثمانينيات القرن العشرين.
_1758_120045.jpg)
وبدأ تراجع الأسواق بسبب الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة والتي هزت الأسواق العالمية، ما يُنذر بتوجيه ضربة إضافية للاقتصاد من خلال رفع تكاليف الاقتراض بشكل عام.
كما أنه يُلقي بظلال من الشك على مكانة سندات الخزانة كملاذ آمن عالمي، إذ تنخفض قيمتها بالتوازي مع تراجع سوق الأسهم، مما يدفع المستثمرين إلى اللجوء لأصول بديلة مثل الفرنك السويسري والذهب والين الياباني.
توقعات ركود الاقتصاد الأمريكي
أبقى العديد من المحللين في وول ستريت على توقعاتهم بحدوث تباطؤ حاد في نمو الاقتصاد الأميركي وحذروا من أن خطر الركود لا يزال مرتفعًا رغم قرار إدارة ترامب هذا الأسبوع بتأجيل فرض رسوم جمركية على مجموعة واسعة من الشركاء التجاريين.
ويتناقض التشاؤم بين خبراء الاقتصاد إلى حد ما مع الإشارة الصادرة عن سوق الأسهم، التي ارتفعت منذ أعلن ترمب يوم الأربعاء تعليق التعريفات "المتبادلة" -لمدة 90 يومًا والتي أعلن عنها سابقًا- للعديد من الدول باستثناء الصين التي رفع الرسوم الجمركية على الواردات منها إلى 145%.
في الواقع، حمل يوم الجمعة إشارة جديدة إلى أن المستهلكين كانوا قلقين حتى قبل التحول في السياسة التجارية يوم الأربعاء، مع انخفاض المشاعر وسط ارتفاع توقعات التضخم إلى أعلى مستوياتها منذ عقود.
Short Url
أزمة تلو الأخرى، «خبير المليارات يُنذر»: الحرب التجارية قد تُغرق أمريكا في الركود
14 أبريل 2025 09:56 ص
بعد الرسوم الأمريكية، بريطانيا تُقر دعمًا إضافيًا للمصدرين بــ26 مليار دولار
14 أبريل 2025 02:40 ص
إعفاءات مؤقتة تمهّد لعاصفة تجارية، ترامب يمهّد لرسومٍ جديدةٍ على الإلكترونيات
13 أبريل 2025 09:15 م


أكثر الكلمات انتشاراً