«شريف دلاور» يكشف أسرار نزاع المعادن النادرة بين الصين وأمريكا في حواره لـ «إيجي إن»
الثلاثاء، 08 أبريل 2025 06:00 م

الدكتور شريف محمد دلاور
أمة الله عمرو
شهدت الآونة الأخيرة، اضطرابات اقتصادية عالميًا، تحديدًا بعد فرض رونالد ترامب، رسومًا جمركية على العديد من الدول، لتعزيز المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة، وتقليص العجز التجاري لديهم.
وبناءًا عليه، أجرى موقع "إيجي إن" الاقتصادي، حوارًا تفصيليًا مع الدكتور شريف محمد دلاور، المفكر المصري في التنمية الاقتصادية، وعضو مجلس أمناء أكاديمية تأهيل وتدريب الشباب السابق، والمستشار لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في الدول العربية وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ولدى دلاور، العديد من الكتب والمؤلفات منذُ عام 1990م، والتي تتواجد حتى الآن بالعالم، حيث عمل كمستشار للبنك المصري لتنمية الصادرات، ولذلك نناقش في حوار، لنكشف العديد من الحقائق والأسرار عن فرض تلك الرسوم الجمركية المفاجئة، ومخاطرها واستفادة مصر منها، وكيفية استثمار الصين والدول الأوربية في ظل تطبيقها، وكيف يشرق العالم بالازدهار، بالرغم من تطبيقها على السلع المستوردة، مع تحديد نسب الرسوم، وفقًا لكل دولة مصدرة.
لماذا فرض ترامب هذه الرسوم الجمركية المجحفة على حلفاءه قبل أعدائه؟
استراتيجية ترامب هي استراتيجية الرسوم الجمركية بشكل دائم، وذلك منذُ اللحظة الأولى له خلال حملته الانتخابية لتولي عرش البيت الأبيض، مرارًا وتكرارًا وهذا ليس جديدًا، حيث إنه لا يهتم بفرضها على الأعداء أو الحلفاء، لأنه يعتبر نظام الرسوم الجمركية، هو العامل الأول في العالم.
فضلًا عن أن مفهوم الأعداء والحلفاء عنده، هو إعادة أمريكا للوضع السابق، والخاص بفترة الخمسينات والستينات، والذي يعد الوضع الذي يستلزم فرض هذه الرسوم، كما أنه اعتبر أن الكثير من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، يستغلون ولاءهم لها بالاستفادة منها، ولذلك طبق عليهم الرسوم.

لماذا ترامب لم يطبق تلك الرسوم في فترة من بعد الثورة ؟
ترامب لم يطبق هذه الرسوم في فترة من بعد ثورات الربيع العربي، لأنها كانت فترة الولاية الأولى له، فكان لا يمتلك أغلبية في الكونجرس أو مجلس النواب أو الشيوخ، لأن الجميع كان يقف أمامه حينها بالمرصاد، وعندما حاول ذلك، فشل نتيجة عدم دعمه من جميعهم، وتحديدًا المواطنين الذين لم ينتخبوا.
هل سينجح ترامب في تحسين اقتصاد أمريكا بعد فرض هذه الرسوم وتقليل كثافة العمالة في الحكومة الفيدرالية؟
لا أستطيع القول أنه سينجح في اقتصاد أمريكا بعد فرض الرسوم، وفي الوقت الحالي تحديدًا، بعد تعاطف أغلب المواطنين في منظمة الولايات المتحدة مع دولة الصين، والتي هددها ترامب يوم الاثنين، بفرض رسومٍ جمركيةٍ إضافية، بنسبة 50%.
ولكن أرى أنه تسرع في تطبيق القرار، وكان يجب من البداية، التفاوض على فرض الرسوم مع الصين والإتحاد الأوروبي قبل تطبيقها، لكنَّ مبدأ ترامب دائمًا، هو الهجوم ثم التفاوض، كي يضغط على الطرف الآخر، ولكن المستوى الدولي، لن يسمح بهذا الضغط، فهناك أكثر من 50 دولة، تحاول التفاوض معه، وكذلك بعض الدول تريد الانتقام من قراره.

ما هو تأثير زيادة الجمارك على صادرات مصر لأمريكا بنسبة 10% ؟
أن مصر هي الدولة الوحيدة المستفيدة من تلك القرارات الجمركية، مشيرًا إلى أن الصادرات في الملابس الجاهزة بها 50% تقريبا، من صادرات مصر، ويوجد رسوم جمركية فوق الـ40% على جميع الدول المنافسة لمصر في الملابس الجاهزة، لكن مصر مستفيدة، نتيجة الدول التي تنافسها، لأنها فرضت عليها أربع أضعاف قيمة الرسوم الجمركية المطبقة على مصر.
ومصر متوجة نتيجة اتفاقية الكويز، بين “أمريكا وإسرائيل ومصر”، مختصة بـ650 شركة تتفق على 10% بالمائة، ولا تطبق حتى الآن كنسبة كاملة نتيجة وجود قناة السويس، التي تمر منها البضائع والمنطقة الصناعية الخاصة بها، لأنها هي المنطقة الاقتصادية للقناة، وتعتبر قاعدة الاستثمارات في مصر، فالجمهورية هي المستفيدة من فرض هذه الرسوم.
ويوجد إشكال وحيد في دولة مصر، وهو أن الأزمة المالية التي وصلت لها الدولة الإفريقية، والتي يجب من خلالها سداد 43.2 مليار دولار التزامات خارجية خلال شهر سبتمبر من العام الجاري، والتي سددت منها مصر نحو 38 مليار حتى العام السابق، بحسب بيانات “البنك الدولي”، هي الحالة التي ستكون العائق الأول في تقليل فرصة المنافسة، حتى سبتمبر القادم، ولكنَّ مصر تستطيع التصدي والفوز بأي أزمة تمر بها.

هل سينجح ترامب في إقناع شعبة ومجلسي الشيوخ والنواب بهذه السياسات تحديدًا بعد رفض4 نواب جمهوريين فرض الرسوم الجمركية علي كندا وانضموا للديمقراطيين ؟
ترامب بيدعي بشكل يفوق الوصف بمساعدة جميع الأمريكان التي تدهورت حالتهم أيام العولمة فمنقدرش نقول شعبه، ممكن نقول جزء من شعبه اللي لم ينتخبه خلال فترة توليه عرش البيت الأبيض، لأن العدد الذي انتخبه من الشعب الأمريكي بلغ نسبته 52 %، فالبالتالي لم ينتخه نسبة كبيرة متمثلة في الـ 48 %، المتبقية من عدد الشعب الأمريكي، فبالتالي هيكون في تأثير على مجلس النواب والشيوخ بالنسبة التي يكتسحها، لكن الذين لم يدعموا ولم يقتنعوا بقراراته هم الذين لم ينتخبوا منذ البداية، حتى في ولايته الأولى لتوليه الرئاسة.
كيف تستطيع ان تستفيد مصر سياسيا واقتصاديا من اوروبا خاصة بعد توتر علاقات دول اوروبا بامريكا حليفتها الكلاسيكية؟
مصر تعتمد على نفسها بشكل كامل في التصنيع الداخلي، من أجل بناء دولة وأرض صناعية قوية شديدة رائدة وسط الصناعات العالمية، لكن الإتحاد الأوربي له مشاكل عديدة في الكثير من العلاقات الخارجية والداخلية وبين أفراده بالداخل، والأن فرنسا وألمانيا بدأت ترتكز على صناعتها واستثماراتها بالعالم.

هل الصين ستخسر بعد فرض رسوم كبيرة علي صادراتها أم إنها قادرة علي الصمود والتحدي؟
من وجهة نظري أن دولة الصين هتقدر تتصدى لكي تتفاوض، لأن الصين لديها مشكلة كبيرة في الأزمة العقارية مما يؤدي لإفلاس العديد من الشركات العقارية بها، لأن جزء كبير من ثروة الصين هي العقار لذلك دولة الصين متأثرة اقتصاديًا في العقارات، ولديها مشاكل في وجود المصارف المالية، لكن لديها خيار التفاوض مع امريكا لأنها تمتلك العديد من المميزات مثل المعادن النادرة لكنها تضع النقاط الداخلية لأرضها في البداية لتعزز شأنها وسط العالم.
وبامتلاكها المعادن النادرة فتعتبر هي اليد العليا التي يتفاوض ترامب بسببها، لأنه يسعى للحصول عليها، نتيجة وجود 80 % من المعادن النادرة تكمن في الصين، ويوجد منها في البرازيل وأستراليا، لكن الصين مسيطرة فبالتالي وسيلة الضغط على أمريكا للتفاوض سيكون نقطة الضعف للتفاوض، لكن الصين ليس لديها المكسب في الوقت السابق، لكن ستحصل على نسبة الجمارك التي يريدوها من أمريكا بهذه الطريقة، لأن أمريكا تحاول ان تستقر في توافر المعادن النادرة.

هل ترامب قادر علي استعداء روسيا والصين بعد إعلانة ضم جزيرة غرينلاند ولماذا يركز علي احتلال كندا وغرينلاند؟
كندا وغيلندوا وأمريكا مرتبطين ببعض طبقًا لنظرية مثلث كسنجر، وهو الرجل العجوز كما يدعون عليه الذي توفى العام السابق على عمر 100سنة، وبعد وفاته تبنت إدارة ترامب هذه النظرية، وهي أن قاعدة المثلث أمريكا وروسيا والصين هما ضلوع المثلث التكميلي، وذلك يؤدي للتوازن والتكامل ويمنع التعادي مع دول العالم.
فمن وجهة نظر الشعب الأمريكي ورئيس أمريكا أن إذا تباعد ضلع من هذا المثلث ستنهار تلك الدول الثلاثة، فبالتالي ترامب لا يعادي أي دولة منهما، لكنه يواجه ثم يتفاوض كي يحصل على ما يريد، ولأنه يعتز بدولة الصين بشكل كبير، ففي خطابه الأخير قال أن الصين دولة ممتازة ووجه تقدير للرئيس الصيني، شي جين بينج، وألقي اللوم على في خطابه حينها على الإدارة الأمريكية السابقة، وبعد تلك النظرية يجب ألا ننساق خلف الإعلام العالمي التي مصالحه خاصة بالرأس مالية، ويجب أن نفكر بعقولنا لنصل للحقيقة الكاملة ومعرفة كيف يفكر ترامب.

هل نحن أمام ضعف أمريكي يتتبع سياسات مناقضة يدعي إحترام القانون الدولي ومنظمة التجارة العالمية وبنفس الوقت لم يفعل به؟
جميع العالم اشتكى التجارة العالمية بانها غير عادلة في المجتمعات والندوات والمؤتمرات وقولنا ان المؤسسات الدولية ليس لها فاعلية بدليل موضوع فلسطين لا احد يستطيع التدخل به بشكل كامل، وجميعنا اشتكينا ان العالم نظامه ادى للعولمة والفساد وان النظام العالمي فاسد ولابد من سقوطه.
كيف تستشرف مستقبل العالم في ظل هذه السياسات والقرارات الاقتصادية؟
نستشرق مستقبل العالم بعد ان رأينا قناديل ذرية سقطت ع الدول ورأى ثورات وإقالات هزمت العالم لكن اليوم نحن في نظام جديد يجب التعامل معاه ونوضح الرأس مالية المصرية التي تزهر مجتمعها.

هل أمريكا تريد اكتساح الحروب الفضائية بين دول العالم؟
الحروب الفضائية ركيزة الثروة والقيادة والتكنولوجيا، فبها تكنولوجيا الفضاء والدليل هو أليسون رئيس شركة ستار جيت الذي وضع مشروع بلغ قيمته بـ 500 مليار دولار، والدليل هنا أن التكنولوجيا المتقدمة السحابية متواجدة في أمريكا من حين تنصيبه وحينها أعطى الوزارة لـ “أيلون ماسك” وهذه الحروب هي الأولى في خطط ترامب لغزو العالم، لذلك أمريكا تتجه بشكل قوى لهذه الحروب منذُ بدايتها في الفضاء، في عام 1983م، حين اطلق الرئيس رونالد ريجان «مبادرة الدفاع الاستراتيجي»، أو ما سميت بـ «حرب النجوم».

Short Url
الرسوم الجمركية تعصف بالجميع، إلا شركات التكنولوجيا العملاقة
15 أبريل 2025 03:17 م
هدنة جمركية للسيارات، وعاصفة «ترامبية» مرتقبة على صناعة الأدوية
15 أبريل 2025 02:50 م
الخطوط الجوية الأمريكية تُطلق خدمة الواي فاي المجانية على جميع رحلاتها الداخلية
15 أبريل 2025 02:15 م


أكثر الكلمات انتشاراً