الأربعاء، 02 أبريل 2025

02:41 ص

رحلة الشموع عبر التاريخ، من لهب البدائيين إلى ديكور العصر الحديث

الإثنين، 31 مارس 2025 11:58 ص

الشموع من وهج الماضي إلى لمسة السحر

الشموع من وهج الماضي إلى لمسة السحر

الشموع واحدة من أقدم مصادر الضوء التي استخدمها الإنسان عبر التاريخ حيث لعبت دورا أساسيا في الإضاءة قبل اختراع الكهرباء ، وعلى الرغم من مرور آلاف السنين لم تتغير آلية عملها الأساسية كثيرا  إذ لا تزال تعتمد على وقود صلب وفتيل يشتعل لإنتاج الضوء ، لكن المواد المستخدمة في صناعتها تطورت بشكل ملحوظ منذ بدايتها البدائية حتى يومنا هذا .

الشموع في العصور القديمة

تشير الدلائل الأثرية إلى أن الإنسان في العصر الحجري كان أول من أشعل النار ومع تطور احتياجاته بدأ باستخدام النباتات مثل: القصبات والأعشاب لصنع وسائل إضاءة بسيطة تشبه الشموع . 

في العصور القديمة صنع الصينيون الشموع من دهون الحيتان خلال عهد أسرة تشين حوالي 200 قبل الميلاد بينما استخدم الهنود شمع القرفة المغلي في نفس الفترة تقريبا . 

أما في مصر القديمة وروما فقد كانت الشموع تصنع من شمع العسل والشحم الحيواني في الصين خلال القرن الأول قبل الميلاد صنعوا الشموع في قوالب ورقية مع فتائل من ورق الأرز مما يعكس تقدمهم في تطوير هذه الصناعة .

تطور صناعة الشموع في العصور الوسطى

ومن بين الأشكال الفريدة للشموع كانت هناك "سمكة الشمعدان" التي استخدمها سكان الساحل الغربي لأمريكا الشمالية في القرن الأول ، هذه السمكة كانت تحتوي على نسبة عالية من الدهون لدرجة أنه بمجرد تجفيفها كان يمكن إشعالها واستخدامها كمصدر للضوء .

في أوروبا اعتمدت القبائل البدوية على الشموع المصنوعة من الشحم الحيواني خاصة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية ونقص زيت الزيتون الذي كان يستخدم في المصابيح الزيتية ، وبحلول العصور الوسطى أصبحت صناعة الشموع أكثر شيوعا وكانت تستخدم في الكنائس والمنازل مع استمرار استخدام الشحم الحيواني كمصدر رئيسي للوقود .

الشموع وصيد الحيتان في القرن الثامن عشر

في القرن الثامن عشر ومع انتشار صيد الحيتان اكتشف أن زيت الحيوانات المنوية المتبلور من حوت العنبر يمكن أن يكون بديلا أفضل للشحم حيث ينتج ضوءا أكثر سطوعا ولا يصدر رائحة كريهة . 

وقد أدى ذلك إلى انتشار واسع للشموع المصنوعة من زيت الحيتان لكنها كانت باهظة الثمن ، ومع ذلك بدأ البحث عن بدائل أخرى مما أدى إلى استخدام زيت السلجم المشتق من بذور اللفت كخيار جديد .       

ثورة شمع البارافين في القرن التاسع عشر

شهد القرن التاسع عشر طفرة في صناعة الشموع حيث قام الكيميائي جيمس يونغ في خمسينيات ذلك القرن بتنقية شمع البارافين عبر تقطير الفحم. 

كان هذا الابتكار نقطة تحول كبيرة إذ يتميز شمع البارافين بأنه يحترق بوضوح وعديم الرائحة ورخيص الثمن مما جعله شائعا جدا في الإنتاج التجاري . 

كما شهدت الفتائل تطورا مهما حيث تم صناعتها من مواد مثل القطن المضفر والورق والكتان والقنب مع إضافة مواد كيميائية للتحكم في سرعة الاحتراق .

استخدامات الشموع الحديثة

وبالإضافة إلى دورها في الإضاءة استخدمت الشموع كمؤقتات حيث كانت تصنع بشمع خاص يحترق بمعدل ثابت مع إضافة علامات زمنية وأوزان صغيرة تسقط عندما تذوب الشمعة مما يصدر صوتا يشير إلى مرور فترة زمنية محددة.

اليوم ، لم تعد الشموع مصدرا رئيسيا للضوء لكنها لا تزال تستخدم بشكل واسع في الديكور والاحتفالات والمناسبات الدينية تتنوع أشكالها بين الشموع التقليدية والملونة والمعطرة مما يجعلها عنصرا أساسيا في العديد من الطقوس والمناسبات من أعياد الميلاد إلى العشاء الرومانسي. 

وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي لا تزال الشموع تحافظ على مكانتها كرمز للدفء والهدوء والأجواء الساحرة تماما كما كانت منذ آلاف السنين.

Short Url

search