الإثنين، 31 مارس 2025

10:57 م

بين دعم المستثمرين وحماية السوق المحلي، كيف توازن الحكومة المصرية في قطاع البترول؟

السبت، 29 مارس 2025 12:40 م

علم جمهورية مصر العربية

علم جمهورية مصر العربية

تحليل/ ميرنا البكري

تتحرك الحكومة المصرية بسرعة لحل أزمة مستحقات شركات النفط العالمية، كما تخطط لدفع دفعة جديدة تتعدى المليار دولار خلال أبريل ومايو، الهدف الرئيسي من الخطوة دي هو تحفيز الاستثمارات في قطاع البترول والغاز، وتشجيع الشركات الأجنبية على ضخ أموال جديدة في عمليات البحث والتنقيب.
 

سجلت المديونيات المتراكمة في القطاع 6.1 مليار دولار بنهاية يونيو 2024، بعدما كانت 5 مليارات دولار في بداية العام، وهذا الرقم يحتاج إلى تحرك سريع لتجنب أي تأثير سلبي على الإنتاج والاستثمارات المستقبلية.

Picture background

 

أهمية الخطوة وتأثيرها على الاقتصاد المصري

1. جذب الاستثمارات وزيادة الإنتاج

تحاول الحكومة أن تبعث رسالة طمأنة لشركات البترول العالمية، بأن التزاماتها المالية مضمونة، مما يشجعهم على ضخ استثمارات جديدة في قطاع الطاقة.

كما إن السماح للشركات بتصدير جزء من حصصها عبر محطات الإسالة المصرية يمنحهم مرونة في تحقيق أرباح أكثر، خاصة في ظل الطلب العالمي الكبير على الغاز.

2. تحسين وضع الاحتياطي النقدي والسيولة الدولارية

تحسن السيولة الدولارية في مصر، بعد صفقة رأس الحكمة، أصبحت الدولة قادرة على  دفع 25%-30% من المديونيات خلال الفترة الماضية.

استمرار تدفق النقد الأجنبي بالشكل ده سيقلل الضغوط على الاحتياطي النقدي وهيخفف الضغط على سعر الصرف.

3. ضمان استمرارية عمليات الاستكشاف والإنتاج

إذا التزمت الحكومة بالدفع المنتظم لمستحقات الشركاء الأجانب، يشير إلى ضمان استمرار عمليات البحث والتنقيب والإنتاج، وهذا أمر مهم للحفاظ على إمدادات الطاقة المحلية وزيادة التصدير.

كما إن رفع سعر حصة الشريك الأجنبي من الإنتاج الجديد قد يكون حافز لهم، لكنه في ذات الوقت قد يرفع التكلفة محليًا، وهنا التحدي، فينبغي على الحكومة أن توازن فيه بين مصلحة المستثمرين والسوق المحلي.

Picture background

 

التوقعات الاقتصادية خلال الفترة القادمة

1. تحسن مناخ الاستثمار الأجنبي في قطاع الطاقة

سيعمل دفع جزء من المستحقات على إعادة ثقة الشركات العالمية في السوق المصري، وهذا يعني إن هناك توقيع اتفاقيات جديدة لمشروعات استكشافية ضخمة خلال الشهور القادمة.

كما سيزداد الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي والنفط، مما يدعم خطة مصر للتحول لمركز إقليمي للطاقة في المنطقة.

2. تقليل الضغط على الموازنة العامة

إذا قلت المديونيات، ستكون الحكومة لديها سيولة أكثر  توجهها لقطاعات حيوية مثل البنية التحتية، الصحة، والتعليم بدل ما تتحمل أعباء ديون البترول.

3. تحسن تصنيف مصر الائتماني

إذا التزمت مصر بسداد التزاماتها المالية، ستلاحظ وكالات التصنيف العالمية إن وضع الاقتصاد المصري بقى أكثر استقرارًا، وهذا ممكن أن يحسن تصنيف مصر الائتماني، ويشجع مستثمرين أجانب أكثر الدخول في السوق المصري.

4. دعم الاحتياطي النقدي الأجنبي

السماح للشركات الأجنبية بتصدير جزء من الغاز الطبيعي، يعزز تدفقات الدولار لمصر، وهذا معناه احتياطي نقدي أقوى، وضغط أقل على الجنيه المصري.

التحديات التي قد تواجه الحكومة

رغم إن هذه الخطوة تُعتبر إيجابية، إلا إن هناك بعض التحديات من الضروري أن تضعها الحكومة في الاعتبار:

المديونيات مازلت كبيرة: رغم الدفع الجزئي، إلا إن المديونيات المتراكمة تستمر، للك من الضروري أن نجد حلول مستدامة لسداد باقي المستحقات بدون الضغط على الاقتصاد.

أسعار النفط العالمية: إذا انخفضت أسعار النفط والغاز عالميًا، قد يؤثر على قدرة الحكومة على سداد المستحقات بنفس المعدل المخطط له.

ختامًا، الحكومة المصرية تتحرك بذكاء لكي تحافظ على علاقاتها مع شركات النفط العالمية، وتضمن استمرار الاستثمارات في قطاع الطاقة، وعملية دفع المستحقات المتأخرة خطوة مهمة جدًا لإنعاش عمليات التنقيب والإنتاج، وتحسين سمعة مصر الاقتصادية أمام المستثمرين الأجانب، إذا استمرت الحكومة على نفس النهج، سنواجه طفرة في الاستثمارات الأجنبية، وتحقيق نمو اقتصادي قوي ومستدام خلال السنوات القادمة.

Short Url

search