الإثنين، 31 مارس 2025

11:04 ص

زلزال مدمر يضرب بورما وتايلاند، مئات الضحايا وانهيار مبانٍ كبرى

الجمعة، 28 مارس 2025 03:57 م

زلزال مدمر يضرب بورما وتايلاند

زلزال مدمر يضرب بورما وتايلاند

هزّ زلزال قوي بورما وتايلاند المجاورة الجمعة، فتحوّل مستشفى رئيسي في العاصمة البورمية إلى "منطقة تضم عددا كبيرا من الضحايا" فيما علق عشرات العمال تحت أنقاض ناطحة سحاب قيد الإنشاء في بانكوك.

أضرار واسعة في بورما ونداء للمساعدات الدولية

ضرب الزلزال البالغة قوته 7,7 درجات مدينة ساغاينغ في شمال غرب البلاد بعد ظهر الجمعة على عمق سطحي، بحسب ما أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. وبعد دقائق، ضربت هزّة ارتدادية بقوة 6,4 درجات المنطقة ذاتها.

وأحدثت الهزّات أضرارًا واسعة النطاق، خصوصًا في بورما، حيث انهارت أبنية وتصدّعت طرق، فيما انهار أيضًا جسر "أفا" الشهير قرب مركز الزلزال.

وجّه المجلس العسكري الحاكم في بورما نداءً نادرًا من نوعه للحصول على مساعدات إنسانية دولية، فيما أعلنت الطوارئ في ست مناطق في البلاد.

ورأى مراسلو فرانس برس قائد المجلس مين أونغ هلاينغ لدى وصوله إلى المستشفى الرئيسي في نايبيداو، حيث تجري معالجة المصابين.

وشاهد مراسلو فرانس برس مدخل قسم الطوارئ في المستشفى الذي انهار فوق سيارة.

وخضع المصابون في المستشفى الذي يضم ألف سرير للعلاج في الشارع خارج المنشأة. وكان بعضهم يتلوّى من الألم بينما استلقى البعض الآخر وبجانبهم أقارب يحاولون التخفيف عنهم.

وحاول مسؤول في المستشفى إبعاد الصحفيين قائلًا: "هذه منطقة تضم عددًا كبيرًا من الضحايا".

وأفاد مسؤول آخر بأن مئات الجرحى وصلوا إلى المنشأة.

وقال طبيب لفرانس برس: "لم أرَ شيئًا كهذا من قبل. نحاول التعامل مع الوضع. أشعر بإرهاق شديد".

واكتظ الطريق المؤدي إلى المستشفى. وحاولت سيارة إسعاف المرور بين المركبات، فيما صرخ مسعف: "أفسحوا الطريق لتتمكن سيارة الإسعاف من المرور".

وفي المتحف الوطني في نايبيداو، انهارت أجزاء من السقف فيما بدأ المبنى يهتز. وهرع الموظفون إلى الخارج، حيث كان بعضهم يرتجف ويبكي، فيما حاول آخرون الاتصال بأحبائهم.

انهيار ناطحة سحاب في بانكوك

عبر الحدود في تايلاند، التي نادرًا ما تشهد زلازل قوية، دفعت الهزّات القوية سكان العديد من المدن للخروج إلى الشوارع وسط حالة من الذعر.

وفي بانكوك، انهار مبنى قيد الإنشاء من 30 طابقًا، وعلق 43 عاملًا تحت أنقاضه، بحسب الشرطة والمسعفين.

وتحوّل المبنى الضخم، الذي كان مخصصًا لمكاتب حكومية، إلى كومة من الركام والمعدن في غضون ثوانٍ، بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

ورأى مصور فرانس برس في الموقع سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ قرب سوق تشاتوشاك في المدينة، الذي يُعدّ وجهة شهيرة بالنسبة للسياح والسكان على حد سواء.

وأفاد وورابات سوختاي، نائب قائد شرطة منطقة بانغ سو، فرانس برس: "عندما وصلت لتفقد الموقع، سمعت أشخاصًا يستنجدون".

وأضاف: "نقدّر بأن مئات الأشخاص مصابون بجروح، لكن ما زلنا نعمل على تحديد عدد الضحايا".

وفي بانكوك وشيانغ ماي، الوجهة السياحية الشهيرة، حيث انقطعت الطاقة لمدة قصيرة، سارع السكان الذين بدوا في حالة صدمة إلى الخارج، إذ بدا عليهم الإرباك بشأن كيفية التعامل مع هذا الحدث الغريب على البلاد.

وقال ساي (76 عامًا)، الذي كان يعمل داخل متجر للتسوق عندما بدأت الهزة: "سارعت للخروج من المتجر مع عدد من الزبائن.. إنها أقوى هزة أشعر بها في حياتي".

تضرر أبنية واستنفار إقليمي

دفع الزلزال رئيسة الوزراء التايلاندية، بايثونغتارن شيناواترا، إلى إعلان حالة الطوارئ في بانكوك، حيث تم تعليق بعض خدمات المترو والقطارات الخفيفة، لكن المطارات بقيت تعمل بشكل طبيعي.

وقالت رئيسة الوزراء في وقت سابق إنها قطعت زيارة رسمية كانت مقررة إلى جزيرة فوكيت (جنوب) لعقد "اجتماع طارئ" بعد الزلزال، بحسب منشور على منصة "إكس".

شعرت دول في أنحاء المنطقة بالهزة، بينها الصين وكمبوديا وبنغلادش والهند.

وأظهر بث حي لـ"بكين نيوز" عشرات عناصر الطوارئ ببزات برتقالية وخوذ، يقفون خلف حاجز في شارع انهارت فيه الحجارة في مدينة رويلي عند الحدود بين الصين وبورما.

وعرضت امرأة تعمل في متجر أُجريت معها مقابلة أثناء البث تسجيلًا مصورًا يظهر أشخاصًا وهم يركضون إلى خارج المتاجر وأيديهم فوق رؤوسهم أثناء الهزات، ليعودوا إلى الداخل بسبب انفجار أنبوب مياه قريب.

وأظهر تسجيل مصور انتشر على "دوين"، النسخة الصينية لتيك توك، وتمكنت فرانس برس من تحديد موقعه، سيلًا من المياه والركام من على سطح مبنى مرتفع في رويلي، فيما هرب السكان عبر سوق في الأسفل.

وأعلن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أن بلاده مستعدة لتقديم "كل المساعدة الممكنة" لبورما وتايلاند، موجّهًا السلطات للتأهب في حال طُلب منها ذلك.

تشهد بورما هزات أرضية عادة، إذ ضربت ستة زلازل بلغت قوتها سبع درجات أو أكثر بين العامين 1930 و1956 قرب صدع ساغينغ، الذي يمر في وسط البلاد ويمتد من الشمال إلى الجنوب، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

وفي عام 2016، أسفر زلزال بقوة 6,8 درجات ضرب العاصمة القديمة باغان في وسط بورما عن مقتل ثلاثة أشخاص، وأدى إلى انهيار أبراج وجدران معابد في الوجهة السياحية.

Short Url

search