السبت، 26 أبريل 2025

11:44 ص

إبداع على أوتار النول، كيف تمزج مصر بين الفن والصناعة لدعم الاقتصاد؟

الخميس، 27 مارس 2025 03:13 م

الغزل والنسيج

الغزل والنسيج

تحليل/ ميرنا البكري

تسعى الحكومة المصرية جاهدة لتطوير قطاعات مهمة تخدم الاقتصاد وتحقق تنمية مستدامة، ومن بين الملفات التي تم طرحها للحوار المجتمعي مؤخرًا هما الصناعات الثقافية والإبداعية والصناعات النسيجية، الأمر يرجع إلى أن مشاركة المواطنين في القرارات الاقتصادية أصبحت أمرا ضروريا، لكي تُنفذ أي خطة، يجب أن يكون لها تأثير حقيقي على الشعب والسوق.

إبداع على أوتار النول..
المنسوجات الممزوجة بالثقافة

الصناعات الثقافية والإبداعية، استثمار في الهوية والاقتصاد

الاهتمام بالصناعات الثقافية ليس مجرد رفاهية، فهو قطاع اقتصادي ضخم يعتمد عليه ملايين الناس في العمل، ويؤثر بشكل مباشر على السياحة، والهوية الوطنية، وحتى على الصناعات التكميلية كالطباعة والنشر والتصميم.

ماذا يحدث في هذا القطاع؟

تطور الحكومة  أماكن مثل "قصر الإبداع الفني" لكي توفر مساحة للمواهب الشابة يتعلموا فيها المهارات الرقمية والفنية، مما يجعل الأجيال الجديدة قادرة على التنافس في السوق العالمي.

يتم دعم المكتبات العامة، وهذا أمر مهم لأنه يشجع صناعة النشر، ويخلق حركة ثقافية ترفع الطلب على الكتاب والمحتوى المحلي.

الاهتمام بالمسرح والسينما والفنون، ليس من أجل الحفاظ على التراث، لكن لأنه قطاع يقع محل اهتمام العديد من الناس، وبالتالي يوفر فرص العمل،  ويفتح باب للاستثمار في الإعلام والترفيه.

لكن هناك بعض التحديات من الضروري التغلب عليها، مثل ضعف التمويل، وعدم وجود خطة تسويقية واضحة للمنتجات الثقافية المصرية عالميًا، واحتياج البنية التحتية لتطويرات في دور العرض والمسارح.

الصناعات النسيجية، استعادة مجد صناعة الغزل والنسيج

مصر لديها تاريخ طويل في صناعة الغزل والنسيج، لكن مع مرور السنين، واجه القطاع  مشاكل عدة مثل ضعف الإنتاجية، وزيادة الاعتماد على الاستيراد، وضعف التحديث في المصانع. لذلك، الحكومة بدأت في تنفيذ مشروع قومي لتطوير هذه الصناعة بدءًا من الزراعة إلى التصنيع والتصدير.

ماذا يدور الآن في هذا القطاع؟

هناك مشروع يُسمى بـ “زراعة القطن قصير التيلة” في شرق العوينات، ويمثل هذا المشروع خطوة عشان نقلل الاستيراد، ونوفر المادة الخام للمصانع المحلية بدلًا ما يتم صرف عملة صعبة على استيرادها.

استثمارات جديدة في القنطرة غرب الصناعية بقيمة 28 مليون دولار، مما يساعد في تطوير عمليات الطباعة والصباغة، وخلق فرص عمل جديدة، وفقًا لبيانات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرا.

تنظيم معارض مثل “COVEREX”، التي تساعد  في تسويق المنتجات المصرية، وبتجمع رواد الصناعة في مكان واحد لتبادل الخبرات والصفقات.

لكن هناك تحديات من الضروري أن يتم حلها، مثل: ارتفاع تكاليف الإنتاج، ونقص العمالة المدربة، واحتياج المصانع لتحديث الماكينات والتكنولوجيا. الحل هنا يكون عبر دعم مالي أكبر، وتوفير تدريب فني للعاملين، وفتح أسواق تصدير جديدة تساعد المنتجات المصرية من التنافس عالميًا.

الخلاصة،  تكامل الصناعات الوطنية مفتاح النجاح

دعم الصناعات الثقافية والنسيجية ليس مهم فقط  لكل قطاع فيهم على حدى، لكن  لأنهم من الممكن أن يكملوا بعض، حيث تساهم  الصناعات الثقافية في الترويج للمنسوجات المصرية بتصميمات مستوحاة من التراث، أو إن الصناعة النسيجية تعتمد على مصممين مصريين مبدعين لتقديم منتجات بجودة عالمية.

ختامًا، من الضروري أن تستمر الدولة في دعمها، كما إن القطاع الخاص ورجال الأعمال يدخلوا بقوة للاستثمار في هذه القطاعات، لأن المستقبل مفتوح قدامهم، والفرصة كبيرة لمصر لكي تستعيد مكانتها في الصناعات الإبداعية والنسيجية معًا.

Short Url

showcase
showcase
search