الاستثمارات الأجنبية تعزز سوق مراكز البيانات في السعودية بمليارات الدولارات

الأربعاء، 26 مارس 2025 08:47 م

وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

شهدت المملكة العربية السعودية تطورًا غير مسبوق في قطاع مراكز البيانات خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت رائدة في المنطقة الشرق أوسطية في هذا المجال.

وفقًا لتقرير وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، استحوذت المملكة على 86% من سعة مراكز البيانات في الشرق الأوسط بحلول عام 2025، وهو ما يعكس جهودها المستمرة في بناء بنية تحتية رقمية متقدمة تدعم التطور التقني والابتكار.

اهم مراكز البيانات المواكبة للتحول الرقمي في المملكة العربية السعودية | نورنت

النمو الكبير في سعة مراكز البيانات

في السنوات الماضية، تضاعف حجم سعة مراكز البيانات في السعودية بمعدل خمس مرات منذ عام 2017، ما يعكس التطور الهائل الذي شهده القطاع.

حيث وصلت السعة الإجمالية لمراكز البيانات إلى 300 ميجا واط في 2025، مما يعزز قدرة المملكة على مواكبة الطلب المتزايد على الحلول التقنية الحديثة، بما في ذلك الحوسبة السحابية والخدمات الرقمية المتقدمة.

لأن مراكز البيانات هي الأساس... السعودية تعزّز إنفاقها في هذا المجال - Telecom Review Arabia

دور مراكز البيانات في دعم القطاعات المختلفة

تضم المملكة 58 مركزًا للبيانات موزعة في مختلف المناطق لتلبية احتياجات القطاعات المختلفة مثل التجارة الإلكترونية، والخدمات الحكومية، والتطبيقات السحابية.

تسهم هذه المراكز في تمكين تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والمدن الذكية، والتي تُعد من الركائز الأساسية للتحول الرقمي في السعودية.

كما تساهم هذه البنية التحتية في تحسين كفاءة العمل، وزيادة الإنتاجية، وتقليل التكاليف التشغيلية، ما ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني.

قمة مراكز البيانات تنطلق في السعودية الأربعاء لبحث قضايا الرقمنة والسحابية : CNN الاقتصادية

استثمارات ضخمة في القطاع

تعتبر مراكز البيانات في السعودية واحدة من أهم محاور جذب الاستثمارات في المنطقة، حيث تلعب الشراكات مع الجهات الحكومية مثل وزارة الطاقة، والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن”، والهيئة العامة لعقارات الدولة، دورًا محوريًا في توفير بيئة محفزة للاستثمار في هذا القطاع، كما تسهم هذه الاستثمارات في تحسين جودة الخدمات التقنية وتقديم حلول رقمية موثوقة للمستفيدين.

دعم الابتكار والتحول الرقمي

تسعى السعودية لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي في مجال التقنية والابتكار، وهو ما يتجسد في برامج التدريب والتطوير المتاحة.

على سبيل المثال، تم إطلاق أكاديمية طويق بالتعاون مع Uptime Institute، التي تهدف إلى تدريب الكوادر الوطنية في مجال البنية التحتية الرقمية.

كما أُطلقت أكاديمية مايكروسوفت لمراكز البيانات بالشراكة مع الأكاديمية الوطنية لتقنية المعلومات لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة للعمل في مراكز البيانات، مما يعزز من جاهزية المملكة لدخول عصر الاقتصاد الرقمي.

التوجه نحو الحوسبة السحابية

مع تزايد الطلب على الحلول السحابية، تسعى السعودية لتعزيز قدراتها في هذا المجال، مستهدفة تطوير سعات حوسبة سحابية ضخمة بحلول عام 2030.

هذه الجهود تهدف إلى تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتعزيز مكانتها كمحور رئيسي للاستثمار الرقمي في المنطقة، بالإضافة إلى تأمين بيئة أعمال رقمية متطورة تدعم النمو الاقتصادي.

مراكز البيانات على الإنترنت: كيف تؤثّر على الأعمال ومن يملك العدد الأكبر منها؟ - Telecom Review Arabia

تحفيز الابتكار وتعزيز الاقتصاد الرقمي

من خلال دعم البنية التحتية الرقمية وتطوير مراكز البيانات، تمكنت السعودية من تعزيز الابتكار في العديد من القطاعات، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والخدمات الرقمية.

هذه القطاعات تسهم بشكل كبير في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي السعودي نحو آفاق جديدة، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة رئيسية للاستثمارات التقنية في المنطقة.

الشراكات الاستراتيجية

ساهمت الشراكات الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص في بناء بنية تحتية متطورة تستجيب للمتطلبات المستقبلية.

من خلال التعاون مع شركات عالمية مثل Microsoft وUptime Institute، تم تعزيز دور مراكز البيانات كمحور حيوي في استراتيجية المملكة للتحول الرقمي.

بالإضافة إلى ذلك، لعبت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات دورًا محوريًا في دعم هذا التحول عبر توفير البيئة المناسبة للاستثمار والنمو في هذا القطاع.

مراكز البيانات ورؤية السعودية 2030

مراكز البيانات في السعودية تعد من الأدوات الأساسية لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، حيث تسهم في تعزيز دور المملكة كمركز عالمي للتقنية والابتكار.

إن تطوير البنية التحتية الرقمية وإتاحة التقنيات الحديثة للأعمال يسهم في بناء اقتصاد رقمي متين ومستدام، ويعزز من قدرة المملكة على منافسة الدول الرائدة في هذا المجال.