تأثير بحوث السوق على نجاح ريادة الأعمال

يعتبر تأثير بحوث السوق إيجابياً على نجاح رواد الأعمال بسبب الرؤى القيمة التي توفرها، حيث تساعد في فهم احتياجات السوق وتوجيه استراتيجيات الأعمال نحو تلبية تلك الاحتياجات، بالإضافة إلى ذلك، تساعد بحوث السوق في توجيه الاستثمارات نحو القطاعات ذات الطلب المرتفع، وتقليل المخاطر المحتملة من الاستثمارات غير الناجحة، وبفضل البيانات والتحليلات الدقيقة، يمكن لرواد الأعمال تحديد الاتجاهات والفرص الناشئة في السوق والتفوق على المنافسة. أيضاً، تعزز بحوث السوق فرص نجاح رواد الأعمال من خلال توفير رؤى استراتيجية حول تطلعات العملاء واحتياجاتهم. من خلال فهم عمق السوق وتوجيه الجهود التسويقية والمبيعات نحو الجمهور المستهدف، يمكن لرواد الأعمال تحسين خططهم التشغيلية وزيادة قدرتهم على تلبية احتياجات السوق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبحوث السوق تحديد الثغرات في السوق التي يمكن استغلالها، وبالتالي توفير فرص جديدة للنمو والتوسع لرواد الأعمال.
ويمكن لأبحاث السوق التي تم تصميمها بعناية وتنفيذها بفعالية أن تمنح رواد الأعمال أفضل فرصة للنجاح، وهذا يعني أنه من خلال استكشاف المشاكل المحتملة، يصبح من الممكن أن تخدم البحوث بمثابة "صوت العقل"، وبالتالي الحد من المخاطر المرتبطة بإطلاق مشروع جديد في مجال ريادة الأعمال. على الرغم من أن أبحاث السوق الجيدة لا يمكن أن تضمن النجاح، إلا أنها يمكن أن تقلل من احتمالية الفشل. 
ولكي يتمكن مشروع جديد من تحقيق قبول السوق، يجب أن يكون رائد الأعمال قادرًا على اتخاذ القرارات المتعلقة بالعملاء المستهدفين، وقطاعات السوق التي يمثلونها، ونوع المنتج/الخدمة التي سيتم شراؤها من قبل العميل المستهدف، وعند أي نقطة سعر سيتم شراؤها، أن يُنظر إلى المنتج أو الخدمة على أنها ذات قيمة، واحتمالية نجاح مفهوم العمل بالفعل. ويجب أن تكون هذه المعلومات دقيقة ودقيقة. الأخطاء البسيطة أو الأخطاء في المعلومات يمكن أن تؤدي إلى نتائج كارثية. يمكن لأبحاث السوق، عند إجرائها بشكل صحيح، أن تساعد رائد الأعمال في اتخاذ القرارات بناءً على المعرفة المكتسبة للمستهلك، مما قد يعزز احتمالية نجاح المشروع. وبهذه الطريقة، تشارك أبحاث السوق في التأثير على تحديد الفرص واستغلالها (بيئة القرار) وكذلك في أداء شركات المشاريع ورجال الأعمال (بيئة الأداء).

ولقد توصلت الأبحاث المتعلقة بدراسات الحالة التاريخية لتطوير المنتجات الجديدة إلى أن الدرجات المتفاوتة من أبحاث السوق عالية الجودة كانت بمثابة خيط مشترك بين تلك المشاريع الناجحة. علاوة على ذلك، كانت معدلات نجاح المنتجات الجديدة العالية والمنخفضة مرتبطة بشكل مباشر بجودة جهود أبحاث السوق. وتشمل الدروس الرئيسية المستفادة من هذا التحليل ما يلي أولاً، الاستثمار في أبحاث السوق الجيدة يمكن أن يوفر المال لأنه "إلى جانب الحد من مخاطر تطوير منتجات رديئة، يمكن لأبحاث التسويق الجيدة أن تزيد من فرص تطوير منتجات رائدة... والتي ستكون لها دورة حياة متزايدة وتستنتج منحنى التعلم و خفض التكاليف الذي سيترجم إلى ميزة تنافسية تشغيلية." ثانيًا، يمكن أن يؤدي غياب أبحاث التسويق الجيدة إلى التقليل من عدم اليقين والمخاطر المرتبطة بمفهوم المنتج الجديد والمبالغة لاحقًا في تقدير فرص النجاح. ثالثًا، يمكن لجهد البحث التسويقي الجيد أن يساعد في ضمان تحديد مفهوم المنتج الجديد بوضوح. رابعاً، يجب أن تكون هناك درجة عالية من التفاعل بين الوظائف بين البحث والتطوير والتسويق والأعضاء الآخرين في المنظمة في سياق عملية أبحاث السوق والجهد الشامل لتطوير المنتجات الجديدة. وأخيرًا، يعد الفشل في التعرف على مجموعات المستهلكين المستهدفة الجديدة والاستجابة لها عيبًا خطيرًا يمكن أن يقتل بسرعة منتجًا جديدًا واعدًا.

وتُعد دراسة السوق بمثابة استثمار يتطلب التزاماً طويل الأجل بدلاً من الاهتمام بشكل جزئي كما يحدث أحياناً عندما تواجه الشركة بعض التحديات، إذ تُعلم رواد الأعمال كيفية التأقلم وسرعة الاستجابة مع التغييرات المستمرة في البيئة الخارجية، ويصبحوا أكثر قدرة على المنافسة، خصوصاً في ظل الظروف الديناميكية التي يتسم بها اقتصاد اليوم، وكذلك المنافسة الشرسة و الغير محدودة، والابتكار التكنولوجي وعدم اليقين بشأن الجودة والمنتجات وطلبات المستهلكين، وتلك العوامل ترتبط بأنشطة الشركة لأنها تؤثر على إنتاجيتها وموقعها في السوق وربحيتها وتطورها الاقتصادي. وبغض النظر عن المساعدة أو التدريب الذي يحصل عليه رائد الأعمال، تؤدي أبحاث السوق، في هذا السياق، دور الدعم في توجيه عملية اتخاذ القرارات. بالإضافة إلى ذلك تحتاج الشركات إلى من مشاركة البيانات والمعلومات المتعلقة بأبحاث السوق والتفكير فيها بشكل دوري وسريع، لكي تكون قادرة على التكيف بسرعة مع التغيرات السريعة في البيئة الخارجية.