الأربعاء، 16 أبريل 2025

03:28 ص

المرشد السياحي جمال مرسي يكتب: الأهرامات بين الطموح والإخفاق.. التشغيل التجريبي للنظام الجديد يثير القلق

الأربعاء، 09 أبريل 2025 09:45 ص

جمال مرسي

جمال مرسي

 في خطوة كان يُفترض أن تكون نقطة تحول في مسار تطوير السياحة الثقافية في مصر، انطلق التشغيل التجريبي للنظام الجديد بمنطقة الأهرامات، أحد أبرز المواقع الأثرية على مستوى العالم. إلا أن ما شهده الموقع في أول أيام تطبيق النظام لم يكن على مستوى التوقعات، بل أثار موجة من الانتقادات والقلق، وسط مشاهد من الفوضى وسوء التنظيم، ما قد يُنذر بتأثير سلبي على سمعة مصر السياحية عالميًا.

مشهد لا يليق بعراقة الأهرامات

الأهرامات، التي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع، ليست مجرد مقصد سياحي، بل هي رمز لحضارة عمرها آلاف السنين، وقبلة لزوار من شتى بقاع الأرض. وقد كان من المنتظر أن يشكل النظام الجديد نقلة نوعية في تحسين تجربة الزوار وتنظيم دخولهم وخروجهم بما يليق بهذا التراث الإنساني الفريد. لكن ما حدث على أرض الواقع جاء بعكس ما رُوّج له، حيث أُبلغ عن حالات ارتباك، غياب للإرشاد الكافي، وتدني في مستوى الخدمة المقدمة، وهو ما أثار استياء الزوار والعاملين في المجال على حد سواء.

النية الحسنة لا تكفي وحدها

المشروع، الذي شارك فيه رجال أعمال بارزون على رأسهم الأستاذ نجيب ساويرس، جاء بدافع تطوير المنطقة وتحسين بنيتها التحتية. ورغم تقديرنا للمساعي الطموحة التي تهدف إلى إنعاش قطاع السياحة، إلا أن غياب الرؤية المتخصصة في التراث الثقافي وإدارة المواقع الأثرية قد يكون أحد أبرز أسباب التعثر الحالي. تطوير مثل هذه المواقع لا يحتمل التجربة والخطأ، بل يحتاج إلى دراسات عميقة، واستشارات من خبراء في السياحة والآثار.

دعوة إلى التدخل العاجل

نوجه نداءً إلى كافة الجهات المعنية، للتدخل الفوري ومتابعة ما يحدث على الأرض بعين فاحصة. يجب أن تُجرى مراجعة شاملة للنظام الجديد، وتقييم دقيق لكل ما تم تنفيذه حتى الآن. كما يجب إشراك خبراء في إدارة المواقع التراثية لضمان التوازن بين التطوير التكنولوجي والحفاظ على القيم التاريخية والثقافية.

الأهرامات.. رمز لا يُمس

ما يحدث اليوم ليس مجرد خلل إداري، بل هو أزمة تمس مكانة مصر الحضارية والإنسانية. فالأهرامات ليست ملكًا لجيل واحد، بل هي أمانة في أعناقنا جميعًا، تمثل روح الأمة، وعنوان هويتها. الحفاظ عليها لا يكون فقط بالحفاظ على أحجارها، بل بضمان أن تكون تجربة الزائرين على قدر ما يستحقه هذا المعلم الفريد.

الختام: فرصة لتصحيح المسار

رغم الانتقادات، لا تزال الفرصة قائمة لتصحيح المسار. التحديات الحالية يجب أن تكون دافعًا نحو بناء منظومة أكثر كفاءة واحترامًا لهذا التراث العظيم. فالمسؤولية لا تقع على فرد أو جهة بعينها، بل هي مسؤولية وطنية تتطلب تكاتف الجميع.

إنقاذ سمعة الأهرامات الآن واجب وطني، قبل أن تتحول الأزمة إلى نقطة سوداء في تاريخها الممتد آلاف السنين.

Short Url

showcase
showcase
search