الأربعاء، 26 مارس 2025

07:28 ص

"اشترِ الآن وادفع لاحقًا"، هل نحن أمام مستقبل جديد للمدفوعات؟

الثلاثاء، 25 مارس 2025 07:05 م

اشتر الآن وادفع لاحقًا

اشتر الآن وادفع لاحقًا

تحليل/ ميرنا البكري

يشهد سوق المدفوعات في مصر تطور سريع مع انتشار نظام "اشترِ الآن وادفع لاحقًا" (BNPL)، ووفقًا لبيان صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، يُتوقع له نمو قدره 32.7% خلال 2025، مع مواصلة الارتفاع إلى 2030 بمعدل سنوي 23.2%. هذه الأرقام ليست  مجرد إحصائيات، لكنها مؤشر قوي على تغيير جذري في سلوك المستهلكين وطريقة تعاملهم مع الأموال.

Picture background

لماذا نظام "اشترِ الآن وادفع لاحقًا" يجذب المصريين؟

على مر العصور، تزايد اهتمام المصريين بالشراء بنظام الأقساط، سواء  كان لمنتجات غالية مثل الإلكترونيات والموبايلات، أو حتى أغراض يومية، هذا السلوك له عدة أسباب: 

1. الشراء بدون ضغط مالي: حيث يمتلك المستهلك قدرة الحصول على المنتج الآن، والدفع على أقساط، في حالة عدم امتلاكه لنقدية كفاية.

2. التضخم وزيادة الأسعار: مع ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، اتجه الناس للبحث عن حلول تمنحهم مساحة مالية أكبر من غير اللجوء للديون التقليدية.

3. انتشار التجارة الإلكترونية: مع توسع منصات البيع الأونلاين، بدأت شركات كثيرة  توفر حلول BNPL، مما يشجع الناس على أداؤ عمليات شراء أكثر.

4. دخول لاعبين كبار للسوق: زي أمازون، اللي بدأت توفر الخدمة دي على منصتها المصرية، وهذا يعني إن السوق جاذب لعمالقة التجارة الإلكترونية.

التأثير على الاقتصاد المصري

1. زيادة الإنفاق الاستهلاكي: مع سهولة الشراء بالأقساط، الناس بقت تستهلك أكتر، وده بينعش السوق المحلي ويدعم الشركات والمتاجر.

2. دعم قطاع التكنولوجيا المالية: مع انتشار BNPL، شركات التكنولوجيا المالية في مصر  تستثمر في تطوير الخدمات الرقمية والدفع الإلكتروني.

3. تحفيز الاستثمار الأجنبي: تجذب معدلات النمو الكبيرة استثمارات جديدة، سواء من شركات محلية أو دولية لديها نية  للدخول في  السوق المصري.

4. التأثير على سلوك المستهلك: رغم الفوائد العديدة، يتوقع بعض الخبراء إن هذا النظام ده من الممكن أن يضع الناس في فخ الاستهلاك المفرط والديون المتراكمة، خاصة إذا لم يوجد وعي مالي كافي.

التحديات المحتملة التي تواجه السوق

مخاطر التعثر في السداد:  الناس بدأت تعتمد بشكل كبير على BNPL بدون تخطيط مالي، ممكن يؤدي إلى ارتفاع في حالات التخلف عن السداد.

حاجة السوق لقوانين منظمة: رغم إن الخدمة تنتشر بسرعة، لكن من الضروري أن  يكون في رقابة واضحة لضمان عدم استغلال المستهلكين.

التنافسية العالية بين الشركات: مع دخول شركات عديدة للسوق، ممكن المنافسة تبقى قوية لدرجة إن بعض الشركات تقدم تسهيلات غير مستدامة.

إلى أين يتجه المستقبل؟

من الواضح إن نظام "اشترِ الآن وادفع لاحقًا" ليس مجرد موضة، لكنه تحول كبير في نظام المدفوعات، وسيظل مستمر لفترة طويلة، إذا استمرت الشركات في تقديمه بشكل مسؤول، ومع نشر توعية مالية للمستهلكين، سيصبح   واحد من أهم أدوات الدفع في مصر، وسيغير شكل السوق المالي تمامًا.

Short Url

search