الأربعاء، 26 مارس 2025

12:20 م

محمد عامر يكتب: الالتزام بالوعود وسرعة الإنشاءات هما الدعاية الحقيقية لعام 2025

الإثنين، 24 مارس 2025 11:47 ص

المهندس محمد عامر

المهندس محمد عامر

محمد عامر

في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها السوق العقاري المصري، لم تعد الحملات الإعلانية التقليدية هي العنصر الحاسم في قرارات الشراء، بل أصبح الالتزام بالمواعيد وسرعة التنفيذ هو العامل الأهم في بناء ثقة العملاء والمستثمرين، مع تزايد المشروعات العقارية وانتشار التنافس بين المطورين، أصبح الالتزام بجدول زمني واضح وتسليم المشروعات في موعدها المحدد هو المعيار الحقيقي لجودة المطور العقاري ومصداقيته في السوق.

تشير التجارب إلى أن الشركات التي تحترم وعودها وتنجز مشروعاتها وفق المخطط الزمني تحقق نجاحًا أكبر مقارنةً بتلك التي تتأخر في التسليم، حيث بات العملاء أكثر وعيًا وحرصًا على اختيار الشركات ذات السجل الموثوق، لم يعد التسويق وحده كافيًا لإقناع المشترين، بل أصبحت سرعة التنفيذ والتسليم الفعلي للوحدات السكنية والتجارية هي أفضل وسيلة لجذب مزيد من العملاء وتعزيز السمعة في السوق.

من الناحية الاستثمارية، يمثل الالتزام بالمواعيد عنصرًا حاسمًا في استقطاب رؤوس الأموال، سواء من المستثمرين المحليين أو الأجانب، حيث يسعى المستثمرون إلى بيئة أعمال مستقرة تعتمد على معايير واضحة من الشفافية والالتزام، كما أن سرعة التنفيذ تسهم في تقليل المخاطر المالية المرتبطة بتقلبات الأسعار وارتفاع تكاليف مواد البناء، مما يضمن استقرار السوق ويعزز من نموه.

التجربة المصرية أثبتت أن المشروعات القومية الكبرى التي تعتمد على سرعة التنفيذ، مثل العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، حققت نجاحًا كبيرًا وزادت من ثقة المستثمرين في قدرة السوق المصري على استيعاب المزيد من المشروعات العقارية العملاقة، هذه المشروعات أصبحت نموذجًا يحتذى به في كيفية تحقيق التوازن بين الجودة والسرعة، مما ساهم في تعزيز مكانة مصر كمركز استثماري جذاب في المنطقة.

مع دخول عام 2025، يصبح الالتزام بالمواعيد وسرعة الإنشاءات ليس مجرد ميزة تنافسية، بل ضرورة أساسية لاستمرار أي مطور عقاري في السوق، حيث أن الشركات التي تدرك هذه الحقيقة وتعمل وفقها ستكون الأوفر حظًا في تحقيق مبيعات قوية وتعزيز مكانتها، في حين أن الشركات التي تتأخر في التنفيذ قد تجد نفسها خارج المنافسة في سوق أصبح أكثر وعيًا وانتقائية. 

في النهاية، يمكن القول إن الدعاية الحقيقية اليوم لم تعد تُكتب في الإعلانات، بل تُبنى على أرض الواقع، حيث يكون الإنجاز الفعلي هو الشهادة الأهم على قوة أي مطور عقاري ومصداقيته.

Short Url

search