"العيدية"، من الجامكية وذهب السلطان إلى "خد العيدية واشترِ اللي نفسك فيه" كيف تغيرت العيدية؟

الإثنين، 31 مارس 2025 04:00 م

العيدية

تحليل/ ميرنا البكري

يسود العيد بهجة خاصة، ولا تكتمل فرحته بدون العيدية، تلك الورقة النقدية الصغيرة التي يتم إعطائها للأطفال بيد دافئة، ويصاحبها إحساس بالسعادة والاهتمام، لكن من أين أين جاءت هذه العادة؟ وكيف تنقلت عبر الزمن وما هي التغيرات التي طرأت عليها؟

البداية، عندما كانت العيدية ذهبًا!

يظن البعض أن العيدية تقليد حديث، لكنها في الحقيقة تعود إلى العصر الفاطمي، حيث كان الخلفاء يوزعون الأموال والهدايا في الأعياد على الشعب، تعبيرًا عن الفرح وإظهارًا للكرم.

وفي العصر المملوكي، أصبحت العيدية تُعرف باسم "الجامكية"، وهي مكافآت نقدية يتم توزيعها من قبل السلاطين للجنود وكبار الموظفين في الدولة.

وأصبحت العيدية أكثر انتشارًا بين عامة الشعب في “العهد العثماني”، حيث بدأ الأثرياء في إعطاء الأطفال والفقراء قطع من الذهب أو الفضة خلال العيد، أي أن العيدية تحولت من عادة ملكية إلى تقليد اجتماعي يتوارثه الجميع في مختلف البلاد.

من الدنانير إلى الجنيهات، تطور العيدية مع الزمن

في الماضي، كانت العيدية تُوزع في صورة دنانير ذهبية أو دراهم فضية، لكنها تغيرت مع مرور الزمن.

في مصر، كانت العيدية لا تتجاوز بضعة قروش، ولكنها كانت كفيلة برسم البسمة على وجوه الأطفال، حيث يقوموا بشراء الحلوى أو الألعاب البسيطة. أما اليوم، فقد تغيرت القيم، لكن الفرحة لا تزال كما هي، مع حرص الأهالي على تقديم أوراق نقدية جديدة ومرتبة، وكأنها رسالة حب ومودة قبل أن تكون مالًا.

العيدية والاقتصاد، كيف تحرك الأموال في العيد؟

بعيدًا عن الفرحة الشخصية، العيدية تساهم أيضًا في تحريك الاقتصاد. تخيل ملايين الجنيهات التي تُوزع في يد الأطفال والكبار، فأغلبهم ينفقوها في شراء الملابس، والألعاب، أو حتى الادخار لشيء أكبر. فهي تعتبر دورة اقتصادية صغيرة لكنها تساهم في اذدهار الأسواق، وتجعل العيد موسم مليء بالحركة والاستهلاك.

العيدي أكثر من مجرد مال

ختامًا، العيدية ليست مجرد نقود تُمنح في العيد، بل هي لحظة بهجة، وابتسامة تُرسم على وجوه الأطفال، وذكرى جميلة تخلد في القلب. ومن الممكن أن تكون الأرقام تغيرت، والعادات تبدلت، لكن سيظل الشعور بالفرح عند تلقي العيدية كما هو، جيلاً بعد جيل.

Short Url

أخبار متعلقة