الأربعاء، 02 أبريل 2025

11:05 م

بين الإنتاجية والتشتت، تأثير الهواتف الذكية على تركيزنا اليومي

الثلاثاء، 01 أبريل 2025 07:51 م

الإدمان الرقمي

الإدمان الرقمي

تحليل/ ميرنا البكري

في العقود الأخيرة، أصبحت الشاشات الصغيرة مثل "هواتف المحمول" جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، نستخدمها للتواصل الاجتماعي، وأثناء العمل، وأيضًا كمصدرٍ للترفيه.

كما تم استخدامها في إجراء المهام البسيطة، مثل حجز المواصلات أو شراء الملابس والطعام، لكن في المقابل، هناك تأثيرات عديدة لهذه الأجهزة على قدرتنا على التركيز، خاصة مع كثرة الإشعارات والتنبيهات المختلفة، التي نتعرض لها طوال اليوم.

Picture background

 

تأثير الهواتف الذكية على التركيز

أظهرت دراسة بعنوان "The Impact of Multitasking on congnitive performance"، أن الأشخاص الذين يقفزون بين المهام كفحص الهاتف، يعانون من انخفاض في أدائهم الفعلي.

كما أوضحت دراسات عديدة  أن الشاشات الصغيرة، خاصة الهواتف المحمولة، تؤثر بشكل سلبي على مستوى التركيز، وأطلق البعض عليها مصطلح “الإدمان الرقمي”، حيث يشعر المستخدمون بالحاجة المستمرة لاستعمال هواتفهم حتى أثناء قيامهم بمهام أخرى.

 

الإشعارات والتنبيهات المستمرة

سواء كانت من التطبيقات الاجتماعية مثل فيسبوك أو إنستجرام، أو رسائل البريد الإلكتروني، فإن هذه التنبيهات تخلق ما يُسمى بـ"التنقل العقلي"، أي تشتت عقل الشخص بين المهام المتعددة ولا يستطيع التركيز على شيء واحد لفترة طويلة.

 

التعددية في المهام

غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف أثناء العمل أو الدراسة، من صعوبة في التوفيق بين المهام، حيث أظهر الدراسات أن التبديل بين الأنشطة أو "المهام المتعددة"، يؤدي إلى تقليل الإنتاجية وزيادة الشعور بالإجهاد العقلي.

 

التأثيرات الإيجابية

لكن من ناحية أخرى، الشاشات الصغيرة تقدم لنا الكثير من الفوائد التي يمكن أن تساعد في تحسين الكفاءة والتركيز في بعض الحالات. 

التنظيم والتخطيط:- هناك العديد من التطبيقات التي تساعد في تنظيم الوقت وإدارة المهام مثل تطبيقات التقويم (كالـ Google Calendar)، تطبيقات تدوين الملاحظات (مثل Notion أو Evernote)، والتذكيرات التي تساعد في تنظيم اليوم.

المعلومات بشكل أسرع:- الهواتف الذكية تمنحنا القدرة على الوصول إلى المعلومات بسرعة، ما يساعد في اتخاذ قرارات سريعة، ويعزز قدرتنا على التعلم وتحقيق الإنتاجية في مجالات معينة.

 

بعض الدراسات والآراء العلمية

وأظهرت دراسة قام بها باحثون في جامعة ستانفورد، أن الأشخاص الذين يستخدمون هواتفهم بشكل مفرط يعانون من تدهور في قدرتهم على التركيز على المهام المعقدة، وذلك بسبب التشتت الذهني الذي تسببه الإشعارات.

في المقابل، وجد باحثون آخرون في جامعة كولومبيا أن التكنولوجيا نفسها يمكن أن تساعد في تعزيز التركيز إذا استخدمناها بشكل هادف، فمثلًا، استخدام تطبيقات التأمل أو التطبيقات التي تمنع التنبيهات خلال فترات العمل، يمكن أن تساهم في زيادة الإنتاجية.

 

ختامًا

بينما أصبح من الصعب التخلي عن الهواتف الذكية في حياتنا اليومية، إلا أن تأثيراتها على التركيز قد تكون مزدوجة، فالتكنولوجيا يمكن أن تكون أداة مفيدة إذا تم استخدامها بشكل مدروس وواعٍ، ولكن الإفراط في استخدامها يمكن أن يؤدي إلى تشتت عقلي، يقلل من قدرتنا على التركيز في العمل أو الدراسة.

Short Url

search