الأربعاء، 02 أبريل 2025

03:10 ص

العيدية في عصر التكنولوجيا والسوشيال ميديا.. كيف تغيرت تقاليد العيد؟

الإثنين، 31 مارس 2025 01:53 م

احتفالات العيد

احتفالات العيد

ميرنا البكري

يُعتبر عيد الفطر مناسبة سعيدة ينتظرها الجميع، ولكن كان في الماضي يحمل روح مختلفة، تجمع بين البساطة والمودة. 

أما الآن،  تغيرت معظم العادات؛ نظرًا  للتطور التكنولوجي، الذي غير أسلوب الحياة، فما الذي تغير بين العيد في الماضي والعيد الآن؟

العيد في الماضي.. الفرحة في التفاصيل البسيطة

 

تبدأ التحضيرات قبل أيام قليلة من العيد، حيث يجتمع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء لإعداد الكحك والبسكوت في المنزل في أجواء مليئة بالفرح والتعاون، وكانت رائحة المعجنات تملىء البيوت. 

ملابس العيد الجديدة.. انتظار ولهفة

قبل حلول العيد، تبدأ الأسر بشراء ملابس العيد، حيث كان الأطفال ينتظرونه بشغف وبهجة، وكانت الأم تقوم بكوي الملابس الجديدة بعناية، وكان الأطفال متحمسًون لارتدائها في أول أيام العيد. 

فالأمر لم يكن الأمر مجرد ملابس، بل كان جزءًا من الفرحة والشعور يلامس القلب بقدوم المناسبة السعيدة.

 

أداء صلاة العيد..  تجمع وفرحة

قبل أداء صلاة العيد، كانت ساحة الصلاة تمتلئ بالكبار والصغار، حيث يسود جو من البهجة والطمأنينة، و بعد الانتهاء من الصلاة، يبدأ تبادل التهاني، ويُوزع الحلوى والبالونات على الأطفال، ليكون العيد ممتلئًا بالابتسامات.

العيدية..  فرحة لا تُنسى

تعتبر العيدية من أجمل لحظات العيد وخصوصًا على الأطفال، حيث يحصل الأطفال على مبلغ بسيط لكنه كافٍ ليشعرهم بالسعادة،  وكان يتم إعطاء العيدية  يدًا بيد، وتُحفظ في محفظة صغيرة “حصالة”، ليخطط الطفل أين سينفقها.

الزيارات العائلية.. أساس العيد

في الماضي، كان العيد لا يكتمل إلا بالزيارات العائلية، حيث يجتمع أفراد العائلة والأقارب ويتبادلون التهاني، كما يتم تقديم الكحك وحلوى العيد، وكان الجو يسوده حالة من الدفء والمودة.

العيد في الحاضر..  التحول الرقمي والسرعة غيرت التفاصيل

يتجه معظم الناس لشراء الكحك والبسكوت جاهزًا من المحلات، كما أصبحت خدمات التوصيل توفر كل شيء دون الحاجة للتحضيرات المنزلية، مما أفقد البيوت حالة الدفء التي كانت تسوده.

ملابس العيد  بضغطة زر

وأصبح شراء ملابس العيد الآن أسرع، فلم يعد الشراء يحتاج جولات في الأسواق، بل أصبح يتم عبر التسوق الإلكتروني، مما جعل تجربة شراء ملابس العيد أقل متعة،  ولم تعد هناك لهفة لانتظار اليوم الذي يتم ارتداء فيه ملابس العيد.

صلاة العيد.. السيلفي أولًا

خلال السنوات الأخيرة، اتخذ الناس ساحات الصلاة مكانًا لتوثيق اللحظة بالصور والسيلفي، كما انتشرت ظاهرة مشاركة الصور على مواقع التواصل الاجتماعي فور انتهاء الصلاة، مما يفقدنا روحانيات العيد الحقيقية.

العيدية الإلكترونية

 العيدية تحولت من أوراق نقدية تُسلم يدًا بيد، إلى تحويلات مالية عبر التطبيقات الإلكترونية كـ“إنستاباي”، مما جعل الشعور بالفرحة أقل، وبالتالي فقدت  جزءًا من طقوسها التقليدية، لم  يعد الأطفال الآن  يحتفظوا بمبلغ العيدية في الحصالة، بل تصله رسالة بنكية، أو تحويل إلكتروني تفيد بوصول المبلغ لحسابه.

الزيارات العائلية تقلصت

في عالم العولمة اليوم، أصبح كثيرون يفضلون إرسال التهاني عبر رسائل نصية أو مكالمات الفيديو بدلًا من الزيارات العائلية، وبالتالي أفقد العيد واحدة من أهم سماته، وهي التواصل الحقيقي والفعال بين الأهل والأقارب.

العيد يظل عيدًا، لكن كيف نحتفظ بروحه؟

رغم كل التغييرات، يظل العيد مناسبة للفرح والتقارب، ويمكننا دائمًا إعادة إحياء بعض العادات الجميلة التي على وشك  أن تختفي، فيمكننا تخصيص وقت للعائلة، والمشاركة في تحضير الحلويات، وزيارة الأقارب بدلًا من مجرد إرسال رسالة تهنئة عبر الهاتف، فالعيد ليس فقط يومًا في التقويم، بل هو لحظات نصنعها وذكريات تخلد في ذاكرتنا.

Short Url

search