الجمعة، 21 مارس 2025

04:08 م

سياسة «التصنيع الرشيق» استراتيجية مبتكرة لتحسين الجودة وتقليص التكاليف

الخميس، 20 مارس 2025 05:16 م

التصنيع الرشيق

التصنيع الرشيق

ميرنا البكري

تسعى الشركات في عالم الصناعة إلى تقليل التكاليف التشغيلية وزيادة الكفاءة دون التأثير على جودة المنتج،  ولكن، كيف يمكن تحقيق ذلك؟ يبرز هنا دور "التصنيع الرشيق"، ويسمى أيضًا بـ “سياسة تقليل الفاقد”، 

وهو نهج إنتاجي يهدف إلى تقليل الفاقد بجميع أشكاله (مثل الوقت، والمواد، والجهد) مع عدم الضرر  بجودة المنتج وزيادة الكفاءة، وببساطة، هو طريقة ذكية لإنتاج السلع بأقل تكلفة وأسرع وقت، دون إضاعة الموارد.

ويركز على التخلص من الهدر بجميع أشكاله، سواء في الوقت أو المواد أو العمليات، مما يساعد الشركات على تحقيق أقصى استفادة من مواردها، وتقليل التكاليف المحتملة لها.

Picture background

لماذا تحتاج الشركات إلى التصنيع الرشيق؟

التصنيع الرشيق ليس مجرد نظرية، بل أثبت نجاحه في العديد من الشركات العالمية، وعلى رأسها شركة تويوتا، التي طورت هذا النهج ليصبح نموذجًا يُحتذى به. 

وببساطة، الفكرة الأساسية هي أن كل عملية إنتاجية تحتوي على عناصر غير ضرورية يمكن التخلص منها لتوفير الوقت والمال.

كيف يحقق التصنيع الرشيق نتائج فعلية؟

في دراسة أُجريت على مجموعة "سرايو الوادية" للصناعات الغذائية في قطاع غزة، تبيّن أن تطبيق مبادئ التصنيع الرشيق أدى إلى تحسين الأداء وتقليل التكاليف بشكل ملموس. 

وعلى سبيل المثال، عندما تقوم الشركات بإعادة تصميم خطوط الإنتاج لتقليل الحركات غير الضرورية للعمال أو تقليل الفاقد من المواد الخام، فإنها تستطيع خفض التكاليف بشكل كبير.

التحديات التي تواجه الشركات في تطبيقه

رغم الفوائد الكبيرة، إلا أن هناك عقبات تجعل تطبيق التصنيع الرشيق تحديًا، خاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة. من أبرز هذه التحديات:

نقص الخبرة والتدريب: يتطلب التصنيع الرشيق تغييرًا في طريقة التفكير، وليس مجرد تعديل في خطوط الإنتاج. وهذا يحتاج إلى تدريب مكثف.

الموارد المالية المحدودة: بعض الشركات تجد صعوبة في الاستثمار في التكنولوجيا أو الاستشارات المطلوبة لتطبيق هذا النهج.

المقاومة الداخلية: الموظفون قد يرفضون التغيير بسبب الخوف من فقدان وظائفهم أو تغيير روتين العمل.

هل يمكن أن يحقق التصنيع الرشيق ميزة تنافسية؟

نعم، الشركات التي نجحت في تطبيق التصنيع الرشيق استطاعت تحقيق ميزة تنافسية قوية. 

وفي قطاع الأدوية الأردني، وجدت دراسة أن هذا النهج ساعد الشركات في تحسين الإنتاجية وتقليل الفاقد، مما ساهم في خفض الأسعار وتعزيز القدرة التنافسية.

ختامًأ

التصنيع الرشيق ليس رفاهية، بل هو ضرورة للشركات التي تريد تحقيق كفاءة أعلى وتقليل التكاليف. رغم وجود تحديات في تطبيقه، فإن الفوائد التي يقدمها تجعله خيارًا استراتيجيًا ناجحًا، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها الشركات حول العالم.

Short Url

search