«بنك أوف أميركا»: الأسواق الصينية في طريقها إلى التصحيح الحاد
الإثنين، 24 مارس 2025 08:00 ص

بنك أوف أميركا
تحليل/ عبد الرحمن عيسى
أصدرت استراتيجية بنك أوف أميركا تحذيرًا للمستثمرين حول إمكانية حدوث تصحيح كبير للأسواق الصينية في المستقبل القريب، مع إشارة إلى أوجه التشابه بين الدورة الحالية ودورة الانتعاش والانهيار التي شهدتها الأسواق الصينية في عام 2015.
يأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه السوق الصيني راليًا قويًا، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت الأسواق قد دخلت في فقاعة قد تنفجر قريبًا.
سوف نستعرض في هذا التحليل تبيان لأسباب التحذير، الأداء الحالي للأسواق الصينية، وأسباب القلق التي أشار إليها البنك.

تشابه مع دورة 2015
استند تحذير بنك أوف أميركا إلى أوجه التشابه بين الدورة الحالية ودورة 2015، التي شهدت مكاسب كبيرة للأسواق الصينية قبل أن تتعرض لتصحيح حاد.
ففي عام 2015، ارتفعت الأسواق الصينية بسرعة من أدنى مستوياتها قبل أن تواجه هبوطًا حادًا بلغ نحو 50% في بعض المؤشرات مثل مؤشر "هانج سنج للشركات الصينية".
اليوم، يظهر مؤشر "هانج سنج" ومؤشر "إم إس سي آي" الصيني نموًا مشابها لما حدث في عام 2015، حيث ارتفعت المؤشرات بنسبة 30% على الأقل منذ منتصف يناير 2024.
وعلى الرغم من أن هذا الارتفاع يبدو واعدًا، إلا أن الاستراتيجيين في بنك أوف أميركا أشاروا إلى أن هذا الارتفاع قد يكون مدفوعًا بتوسع متعدد قد يكون غير مستدام.
العوامل التي تؤثر في السوق الصينية
تجذب الأسواق الصينية حاليًا استثمارات كبيرة بسبب تطور الشركات التكنولوجية مثل "ديب سيك"، بالإضافة إلى الإجراءات الحكومية التي تسعى لتعزيز النمو الاقتصادي.
من جانب آخر، تزايدت رهانات المستثمرين على الأسهم الصينية بسبب تراجع الثقة في الأسهم الأميركية، مما أدى إلى زيادة تدفق الاستثمارات نحو السوق الصينية، ولكن بالرغم من هذه العوامل الإيجابية، فإن هناك بعض المؤشرات السلبية التي أثارت قلق المستثمرين.
_1773_035423.jpg)
قلق المستثمرين في البر الرئيسي
على الرغم من الارتفاعات الكبيرة في الأسهم الصينية، إلا أن المستثمرين في البر الرئيسي يعانون من حالة من القلق بسبب بعض المؤشرات الاقتصادية السلبية، ومن أبرز هذه المؤشرات:
1- عدم تحسن سوق العمل بشكل ملحوظ.
2- الانكماش الاقتصادي الذي يؤثر على الاستهلاك والنمو الاقتصادي.
3- انخفاض الطلب على الائتمان الذي يضعف القدرة على تمويل المشاريع والمستهلكين، كما إن التوترات الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة قد تكون أحد العوامل التي تؤثر سلبًا على أداء الأسواق.
ظهور فقاعة في قطاعات التكنولوجيا
وأشار استراتيجيون بنك أوف أميركا إلى أن بعض المستثمرين بدأوا يرون ظهور فقاعة في بعض القطاعات التكنولوجية، خاصةً في الشركات التي شهدت نموًا سريعًا في الآونة الأخيرة، وقد تؤدي هذه الفقاعات إلى تصحيح حاد في الأسعار إذا لم تتحقق التوقعات المرتبطة بهذه الشركات.

القلق من التصحيح القريب
بناءً على التحليل الحالي، يعتقد العديد من الاستراتيجيين أن السوق الصيني قد يكون في مرحلة تهيئة لتصحيح قريب. هذا التصحيح قد يكون مشابهًا لما شهدته السوق في عام 2015، حيث قد تؤدي الضغوط الاقتصادية العالمية والمحلية إلى تقليص الزخم الصعودي للأسواق.
التوقعات المستقبلية للأسواق الصينية
بينما تحذر بعض التقارير من التصحيح القريب، يظل هناك تفاؤل حذر بشأن مستقبل الأسواق الصينية، ومن الممكن أن تستمر الشركات الصينية في تحقيق نمو جيد في قطاعات مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة، مما يعزز من جاذبية السوق.
ومع ذلك، يبقى أن التوترات الجيوسياسية والعوامل الاقتصادية المحلية قد تؤثر على الاتجاه العام للأسواق في المستقبل القريب.
ختامًا: يجب على المستثمرين في الأسواق الصينية أن يكونوا حذرين في هذه الفترة التي قد تكون محفوفة بالمخاطر.
وعلى الرغم من الأداء القوي للأسواق في الأشهر الماضية، يظل القلق بشأن التصحيح الكبير في المستقبل قريبًا، ومن المتوقع أن تكون الأسواق الصينية معرضة لمزيد من التقلبات في الأسابيع المقبلة بسبب عوامل مثل الانكماش الاقتصادي والقلق من التوترات الجيوسياسية.
ومع ذلك، إذا استمرت الحكومة الصينية في دعم النمو الاقتصادي، فقد يظل السوق جذابًا للمستثمرين الباحثين عن فرص استثمارية طويلة الأجل.
Short Url
قفزة في المعرفة، مصر تتقدم في مؤشر المعرفة العالمي لعام 2024
25 مارس 2025 02:37 م
شاومي تبيع أسهمها لتمويل طموحاتها في سوق السيارات الكهربائية
25 مارس 2025 01:17 م
بلاك روك تعزز مكانتها في سوق العملات المشفرة بإطلاق منتج جديد في أوروبا
25 مارس 2025 11:14 ص


أكثر الكلمات انتشاراً