12.7 % خلال ساعة.. الليرة التركية تهبط إلى مستوى قياسي

الأربعاء، 19 مارس 2025 01:30 م

الليرة التركية - أرشيفية

سجلت الليرة التركية انخفاضًا قياسيًا يوم الأربعاء، حيث هبطت بنسبة وصلت إلى 12.7%، لتقترب من أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 42 ليرة للدولار الأمريكي.

جاء هذا الانخفاض الحاد وسط موجة من التوترات السياسية والاقتصادية، خاصة بعد اعتقال السلطات التركية لأكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول وأحد أبرز المعارضين للرئيس رجب طيب أردوغان.

في تعاملات منتصف اليوم الأربعاء 19 مارس 2024، سجلت الليرة 38.90 ليرة مقابل الدولار بحلول الساعة 10:16 بتوقيت جرينتش، بعد أن كانت قد افتتحت تعاملات اليوم الأربعاء عن مستوى 40.76 دولار.

وأمس الثلاثاء أغلقت الليرة التركية عند 36.67 ليرة لكل دولار، وفقًا لوكالة رويترز.

كان الانخفاض السابق قد وصل إلى نحو 42 ليرة لكل دولار، وهو ما يمثل أحد أكبر التحركات اليومية المطلقة لليرة التركية على الإطلاق.

انعكاسات حادة على الأسواق المالية

لم يكن التراجع مقتصرًا على العملة المحلية فقط، بل امتد ليشمل السندات والأسهم التركية، فقد تعرضت السندات الحكومية الدولية التركية لضغوط كبيرة، خاصة السندات طويلة الأجل، حيث انخفضت السندات المستحقة في عام 2045 بمقدار 1.6 سنت لتصل إلى 85.117 سنتًا، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2011.

وفي هذا السياق، صرح فرانتيسك تابورسكي، استراتيجي النقد الأجنبي والدخل الثابت لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى "آي إن جي" قائلاً: "شهدت تركيا هذا الصباح ضغوطًا حادة على السندات والعملات الأجنبية بعد اعتقال مرشح رئاسي محتمل، وهو رئيس بلدية إسطنبول".

وأضاف تابورسكي أن "الليرة التركية تُعدّ حاليًا واحدة من أكثر العملات تداولًا في الأسواق الناشئة، مما يعني أن أي تحركات حادة قد تؤدي إلى تدفقات رأسمالية خارجة، وتوقع أن توفر البنوك المحلية بعض الدعم للعملة الأجنبية".

تدخل البنك المركزي التركي

في ظل هذه الأزمة، قال وزير المالية محمد شيمشك إن الحكومة تبذل كل ما هو ضروري لضمان الأداء الصحي للأسواق، دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية.

ووفقًا لمصرفيين، تدخل البنك المركزي التركي بقوة لمحاولة احتواء انهيار الليرة، حيث يُقدَّر أنه باع ما لا يقل عن 5 مليارات دولار من الاحتياطي النقدي، فيما تشير بعض التقديرات إلى أن حجم التدخل قد يصل إلى 10 مليارات دولار خلال اليوم نفسه.

تأثير محتمل على السياسة النقدية

أثار الانخفاض الحاد في قيمة الليرة مخاوف واسعة بين المحللين والمستثمرين بشأن السياسة النقدية المستقبلية في تركيا، فمع هذا التراجع الكبير، تزايدت التوقعات بأن يؤدي ذلك إلى تأخير أو حتى إيقاف دورة خفض أسعار الفائدة التي كان البنك المركزي التركي قد بدأها في ديسمبر 2024، وذلك بعد فترة من التشديد النقدي استمرت 18 شهرًا، في ظل ارتفاع التضخم في تركيا تجاوز 70%.

ونقلت رويترز عن أحد المصرفيين قوله: "في ظل هذه الصدمة الناجمة عن تقلبات أسعار الصرف، سيكون من الضروري إبقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية".

Short Url

أخبار متعلقة