الأربعاء، 19 مارس 2025

03:36 ص

رويترز: العجز الأمريكي يسجل 1.147 تريليون دولار مع تصاعد الديون

السبت، 15 مارس 2025 10:36 م

الولايات المتحدة الأمريكية

الولايات المتحدة الأمريكية

تحليل/ ميرنا البكري

كشفت وزارة الخزانة الأمريكية العجز في ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية في الخمسة شهور  الأولى من السنة المالية 2025، وسجل العجز رقمًا قياسيًا بلغ  1.147 تريليون دولار.

ويتضمن هذا التقرير تحليل اقتصادي لعجز الميزانية مع تسليط الضوء على العوامل المؤثرة في العجز، والتوقعات المستقبلية له.

الخزانة الأمريكية
الخزانة الأمريكية

زيادة العجز في الميزانية

سجل العجز في الميزانية الأمريكية للخمسة أشهر الأولى من السنة المالية 2025 رقمًا قياسيا بلغ 1.147 تريليون دولار، وفي نفس الفترة من السنة الماضية 2024، بلغ العجز التجاري 1.047 تريليون دولار.

وتعكس زيادة العجز تفاقم الفجوة بين الإيرادات والنفقات في اقتصاد أمريكا، وهو ما يعكس الاعتماد على الاقتراض الحكومي لتمويل النفقات.

كما وصل العجز في شهر فبراير فقط إلى 307 مليار دولار، بزيادة قدرها 4% مقارنة بشهر فبراير من العام الماضي.

هذا الأداء  يشير إلى أن الاتجاه العام في الأشهر الأخيرة هو زيادة العجز،  وقد يكون مؤشر مقلقًا بالنسبة للمستثمرين والاقتصاديين الذين يتابعون استدامة الدين العام.

العوامل المؤثرة في العجز

النفقات العالية:  بلغت النفقات 603 مليارات دولار في فبراير 2025، وهي أيضًا رقم قياسي لهذا الشهر، و السبب الأساسي لزيادة النفقات هو تكاليف فوائد الديون، فضلًا عن الزيادة في النفقات  على برامج الرعاية الاجتماعية مثل الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، مما يعكس التأثير الكبير لهذه البرامج الحكومية على الميزانية بشكل كبير.

الإيرادات المرتفعة: على الرغم من الارتفاع الكبير في النفقات، فقد شهدت الإيرادات في فبراير زيادة بنسبة 9%، ليسجل إجمالي الإيرادات 296 مليار دولار، وبالتالي  يعكس تحسنًا إلى حد ما في النمو الاقتصادي وزيادة التحصيلات الضريبية، ولكن تظل الإيرادات غير قادرة على تغطية النفقات الهائلة، مما يؤدي إلى استمرار العجز الكبير.

 أثر التعريفات الجمركية

قد بدأت إدارة ترامب في فرض زيادات في التعريفات الجمركية على بعض الشركاء التجاريين الرئيسيين. ولكن لم تؤثر هذه التعريفات بشكل ملحوظ على الإيرادات حتى الآن. 

ومن المتوقع  أن تظهر هذه الزيادة في الإيرادات الجمركية بنهاية شهر مارس، لكن حتى فبراير لم تكن لها تأثيرات كبيرة. ومن الممكن  أن يعني هذا أن  تأثير السياسات الحمائية،  كالتعريفات الجمركية، على الإيرادات كان أقل مما كان يُتوقع في البداية.

 التأثيرات المستقبلية

 وعلى الرغم من محاولة الإدارة الجديدة تقليص الإنفاق الحكومي، إلا أن الأرقام تظهر أن هذه التخفيضات لم تنعكس بشكل ملحوظ على الميزانية في المدى القصير. 

ويتضح أن النفقات الحكومية ما زالت ترتفع بشكل كبير، وهذا قد يشير إلى أن أي إجراءات تخفيض في الإنفاق ستأخذ وقتًا طويلًا لتظهر تأثيراتها.

ومع زيادة العجز، يزداد التوجه إلى الاقتراض الحكومي، مما يزيد من العبء على الدين العام. إذا استمرت هذه الاتجاهات، فمن الممكن أن يواجه الاقتصاد الأمريكي أزمات في المستقبل بخصوص استدامة الديون وارتفاع تكاليف خدمة الدين.

ختامًا

تُظهر هذه الأرقام  مزيجًا من التحسن البسيط في الإيرادات بسبب النمو الاقتصادي وبعض السياسات الضريبية، ولكن هناك زيادة أكبر في النفقات بسبب  فوائد الديون والإنفاق الاجتماعي.

 وبالنظر إلى العجز القياسي، قد يكون هناك ضغط على الإدارة الأمريكية للبحث عن حلول لتقليص العجز وتحقيق توازن أفضل بين الإيرادات والنفقات في المستقبل.

ولكن إذا استمرت هذه الاتجاهات، قد يواجه الاقتصاد الأمريكي صعوبة في تقليل العجز الكبير في الميزانية،  ويؤدي ذلك إلى تحديات مالية أكبر في المستقبل.

Short Url

showcase
showcase
search