«4 ملايين طن» واردات السعودية من الخضراوات والفواكه 2024
الخميس، 13 مارس 2025 10:54 م

الخضروات والفواكه
تحليل/ عبد الرحمن عيسى
شهدت واردات المملكة العربية السعودية من الخضراوات والفواكه في عام 2024 زيادة ملحوظة في حجمها، مما يعكس التوجه المتزايد نحو استيراد المواد الغذائية من مختلف الأسواق العالمية.
ووفقًا لبيانات وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، تجاوزت الواردات من الخضراوات والفواكه حاجز 4.34 مليون طن.
في هذا السياق، سنستعرض في هذا التحليل حجم هذه الواردات، مصدرها، وأبرز الفواكه والخضراوات المستوردة، بالإضافة إلى تأثير ذلك على السوق المحلي.

حجم الواردات من الخضراوات والفواكه
تُظهر بيانات وزارة البيئة والمياه والزراعة أن إجمالي واردات المملكة من الخضراوات والفواكه في 2024 قد بلغ 4.34 مليون طن.
وقد شملت هذه الواردات نوعين رئيسيين: الخضراوات والفواكه، حيث شكلت الخضراوات ما نسبته 54.5% من إجمالي الواردات، بينما بلغت واردات الفواكه 45.5%.
وفقًا لتلك البيانات، بلغ حجم واردات الخضراوات 2.37 مليون طن، بينما وصلت واردات الفواكه إلى 1.96 مليون طن.
ويُلاحظ أن استيراد الفواكه والخضراوات يتزايد سنويًا، حيث تساهم في توفير احتياجات السوق السعودي من هذه المواد الأساسية.
أهم أنواع الفواكه والخضراوات المستوردة
1- الموز والبرتقال
يعتبر الموز والبرتقال من أبرز الفواكه المستوردة التي تشهد حركة كبيرة في المملكة. فقد بلغ حجم واردات الموز في 2024 أكثر من 468.6 ألف طن.
تأتي الإكوادور على رأس قائمة الدول المصدرة للموز إلى المملكة، حيث شكلت 68.3% من إجمالي واردات الموز، ما يعادل 320.2 ألف طن.
تليها الفلبين بنسبة 15%، ثم الهند التي صدرت 29.1 ألف طن من الموز، ما يعادل 6.2% من إجمالي الواردات.
أما بالنسبة للبرتقال، فقد بلغت واردات المملكة من البرتقال في 2024 نحو 426.29 ألف طن، حيث استحوذت مصر على الحصة الأكبر، بتصدير 319.8 ألف طن بنسبة 75% من إجمالي واردات البرتقال.
تلتها جنوب إفريقيا بحجم 89.6 ألف طن، ما يعادل 21% من الواردات، ثم إسبانيا بحجم واردات بلغ 9.1 ألف طن، أي 2.1% فقط من إجمالي واردات البرتقال.
2- التفاح
التفاح هو نوع آخر من الفواكه التي تشهد واردات كبيرة إلى المملكة، فقد بلغت واردات التفاح في 2024 نحو 215.28 ألف طن، حيث كانت إيطاليا أكبر مصدر لهذا النوع من الفاكهة.
حيث صدرت 58.7 ألف طن، ما يعادل 27.2% من إجمالي الواردات. تلتها تشيلي بنحو 29.5 ألف طن، بنسبة 13.7%، ثم تركيا التي صدرت أكثر من 24.8 ألف طن بنسبة 11.5%.
3- الطماطم
بالنسبة للخضراوات، تأتي الطماطم في مقدمة الأصناف المستوردة، حيث تجاوزت واردات الطماطم 149.8 ألف طن في 2024.
كانت الأردن المصدر الرئيسي لهذه الكميات، حيث صدرت 95.25 ألف طن، أي ما يعادل 63.6% من إجمالي واردات الطماطم.
تلتها سلطنة عمان بحجم واردات بلغ 16.79 ألف طن، بنسبة 11.2%، ثم تركيا التي صدرت 12.8 ألف طن من الطماطم، بنسبة 8.6%.

مصادر الواردات وتأثيرها على السوق السعودي
تعتبر تنوع مصادر الواردات من الخضراوات والفواكه أحد العوامل الرئيسة التي تساهم في استقرار السوق السعودي.
حيث يعتمد السوق السعودي على دول مختلفة لتلبية احتياجاته من المنتجات الزراعية، ويعكس ذلك تطور العلاقات التجارية مع هذه البلدان.
فعلى سبيل المثال، تصدرت دول مثل الإكوادور ومصر قائمة البلدان المصدرة، مما يعكس القوة الاقتصادية لهذه البلدان في مجال الزراعة وتصدير المنتجات الطازجة.
كما إن اعتماد المملكة على مصادر متعددة يساهم في تقليل المخاطر الناتجة عن التغيرات المناخية أو الأزمات الاقتصادية في دولة معينة.
التحديات والفرص في سوق الواردات السعودي
رغم التوسع في واردات المملكة من الخضراوات والفواكه، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه السوق. من أبرز هذه التحديات:
1- الاعتماد على الاستيراد: لا يزال السوق السعودي يعتمد بشكل كبير على استيراد المنتجات الزراعية من الخارج، وهو ما يعرضه لتقلبات أسعار المواد الخام وارتفاع تكاليف النقل.
2- التغيرات المناخية: قد تؤثر التغيرات المناخية في بعض البلدان المصدرة على كميات الإنتاج، مما يؤدي إلى زيادة أسعار بعض المنتجات الزراعية.
3- التحديات اللوجستية: تواجه المملكة تحديات في النقل والتوزيع، خاصة بالنسبة للمنتجات الطازجة، وهو ما يتطلب تحسين البنية التحتية للنقل والتخزين.
وعلى الرغم من هذه التحديات، هناك العديد من الفرص التي يمكن أن تساهم في تعزيز سوق الواردات:
1- الاستثمار في الزراعة المحلية: يمكن للمملكة تعزيز إنتاجها المحلي من خلال استثمارات في التقنيات الزراعية الحديثة، مما يساهم في تقليل الاعتماد على الواردات.
2- التوسع في الشراكات التجارية: من خلال تعزيز الشراكات مع البلدان المصدرة الرئيسة، يمكن للمملكة ضمان توافر المنتجات الزراعية بأسعار منافسة.
3- التوسع في أسواق جديدة: يمكن للسعودية استكشاف أسواق جديدة لتنوع مصادر الواردات، مما يساهم في استقرار السوق المحلي.
ختامًا: تعد واردات السعودية من الخضراوات والفواكه في 2024 مؤشرًا على استمرار المملكة في الاعتماد على الأسواق العالمية لتلبية احتياجاتها من هذه المنتجات الأساسية.
وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجهها المملكة في هذا المجال، فإن الفرص التي يمكن استغلالها من خلال تحسين البنية التحتية والاستثمار في الزراعة المحلية، وكذلك تعزيز الشراكات التجارية، تساهم في تعزيز استدامة هذه الواردات ونجاح السوق السعودي في المستقبل.
Short Url
الصناعات الإبداعية في عصر الذكاء الاصطناعي، بين الفرص والتحديات
16 مارس 2025 04:38 م
من الركود إلى الازدهار، هل تنجح خطة الصين في تحويل دفة الاقتصاد؟
16 مارس 2025 03:43 م
«2% تضخم» السعودية تنجح في كبح جماح الأسعار في فبراير رغم التحديات
16 مارس 2025 02:51 م


أكثر الكلمات انتشاراً