«1100% أرباح» استثمار جريء يحقق أرباحًا قياسية في رسن لتقنية المعلومات

الخميس، 13 مارس 2025 07:44 م

شركة رسن لتقنية المعلومات

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

في عالم الاستثمارات الجريئة، تُعدّ قصص النجاح محط اهتمام واسع، وخاصة تلك التي تنطوي على تحول كبير من مجرد فكرة إلى تحقيق عوائد ضخمة.

إحدى هذه القصص التي أثارت انتباه مجتمع الأعمال السعودي والعالمي هي استثمار شركة "تأثير المالية" في شركة "رسن لتقنية المعلومات".

لنلقي نظرة تحليلية معمقة على هذه الصفقة التي بدأت قبل أربع سنوات وانتهت بتحقيق عوائد هائلة تصل إلى 1100% على رأس المال المستثمر.

البداية وخطوة جريئة في عالم التقنية

في أكتوبر 2021، قررت شركة "تأثير المالية"، وهي شركة استثمار جريء سعودية، أن تضع ثقلها المالي في شركة ناشئة متخصصة في مجال التقنية المالية والتأمين.

كانت هذه الخطوة بمثابة خطوة جريئة في ظل صغر حجم "رسن" حينها، فقد كانت الشركة ناشئة، ولم تكن محط اهتمام واسع من المستثمرين، وخصوصًا في سوق الأسهم السعودي الذي كان حينها لا يزال في طور التوسع في مجال الشركات التقنية الناشئة.

عُرفت شركة "رسن" بتخصصها في التقنية المالية (فنتك) والتأمين، وأُسِّست في السعودية عام 2016، حيث قدَّمت مجموعة من الحلول الرقمية المتطورة في مجالات التأمين على المركبات والتأمين الطبي، بالإضافة إلى منصات المزادات الإلكترونية وحلول الأعمال، مما جعلها من الشركات الرائدة في مجالاتها.

ضخ رأس المال وتعزيز النمو

في مرحلة الاستثمار الأولى، ضخَّت شركة "تأثير المالية" مبلغ 87.9 مليون ريال عبر صندوقين استثماريين هما "صندوق الاستثمار الجريء في قطاع تقنية التأمين" و"صندوق تأثير النمو".

تم شراء 639 ألف حصة من أسهم "رسن" بسعر 137.6 ريال للسهم، وكان ذلك بناءً على تقييم الشركة الذي بلغ 351 مليون ريال في ذلك الوقت.

بدايةً، كان هذا الاستثمار يحمل الكثير من المخاطر، حيث لم تكن هناك ضمانات بالنمو السريع أو العوائد المرتفعة، ولكن الرؤية المستقبلية للشركة كانت واضحة في سعيها لتعزيز مكانتها في سوق التقنية المالية والتأمين، وبالتالي جذب المستثمرين في مرحلة لاحقة.

خطوة استراتيجية للخروج الجزئي

مع تطور الشركة ونجاحها المستمر، قررت "رسن" اتخاذ خطوة استراتيجية في مايو 2024 عبر طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام.

هذه الخطوة كانت بمثابة فرصتها لتوسيع قاعدة المستثمرين وزيادة رأس المال. كما أنها منحت شركة "تأثير" الفرصة لتسييل جزء من استثماراتها بشكل جزئي، حيث تم بيع 4.37 مليون سهم من أسهم "رسن" بسعر 37 ريالًا للسهم، مما حقق لها عائدًا قدره 161.7 مليون ريال.

لم يكن هذا التخارج الجزئي هو نهاية المطاف بالنسبة لشركة "تأثير"، بل كان خطوة نحو تحقيق العوائد المالية الأكبر في المستقبل القريب.

تحقيق العوائد الضخمة

في خطوة أخيرة، وبالتزامن مع استمرار ارتفاع سعر سهم "رسن"، قررت شركة "تأثير" البيع الكامل لحصتها المتبقية، والتي بلغ عددها 13.3 مليون سهم.

تم بيع هذه الأسهم بمبلغ إجمالي قدره 918 مليون ريال، ليصل إجمالي العوائد التي تحققت من استثمار "تأثير" إلى 1.1 مليار ريال، ما يعادل عائدًا يصل إلى 1128% من رأس المال الأصلي.

يمكن القول إن هذه الصفقة تمثل مثالًا مثاليًا على استثمار جريء ناجح، حيث استطاعت "تأثير المالية" تحقيق أرباح ضخمة من استثمار كان في البداية يبدو محفوفًا بالمخاطر.

العوائد المذهلة

من خلال مقارنة رأس المال الأولي الذي استثمرته "تأثير المالية" مع العوائد التي تم تحقيقها، يظهر لنا الفرق الشاسع في القيمة التي أضافتها "رسن" إلى محفظة الاستثمارات الخاصة بـ"تأثير".

في البداية، كان رأس المال المستثمر في حدود 87.9 مليون ريال، بينما في النهاية، تم تحصيل 1.1 مليار ريال، مما يعكس عائدًا مذهلًا بلغ حوالي 11.3 مرة من رأس المال الأصلي.

إن هذا النمو الكبير في قيمة الاستثمارات يعكس النجاح الكبير الذي حققته "رسن" في تطوير أعمالها ومنتجاتها، إضافة إلى القوة الدافعة للسوق السعودي في مجال الشركات الناشئة والقطاع التقني.

الآفاق المستقبلية

على الرغم من نجاح الصفقة، يبقى السؤال الأبرز هو ما إذا كان يمكن الحفاظ على هذا الزخم والنمو في المستقبل.

فبينما تظهر أرقام الأرباح المحققة قصة نجاح رائعة، إلا أن السوق السعودي وقطاع الاستثمارات الجريئة في التقنية لا يزالان يواجهان تحديات في استدامة هذه الأنماط من العوائد.

مع تزايد اهتمام المستثمرين في مجال الشركات التقنية الناشئة، لا بد من أن تكون هناك فرص مماثلة، ولكن يبقى التحدي في قدرة السوق على استيعاب هذا العدد الكبير من الشركات الناشئة واستمرار جاذبيتها للمستثمرين في ظل المنافسة العالمية والمحلية المتزايدة.

ختامًا: إن صفقة "تأثير المالية" مع "رسن لتقنية المعلومات" تمثل درسًا رائعًا في قوة الاستثمار الجريء والقدرة على تحديد الفرص المستقبلية في قطاع التقنية.

بالنظر إلى العوائد المذهلة التي تم تحقيقها، يمكن القول إن هذا النوع من الاستثمارات يعكس المستقبل الواعد للسوق السعودي، ويظهر كيف يمكن لرؤية استثمارية صحيحة أن تتحول إلى نجاح باهر.

في النهاية، يبقى السؤال حول مدى استدامة هذا النمو، ومدى قدرة السوق على استيعاب مزيد من الصفقات المماثلة في المستقبل.

Short Url

أخبار متعلقة