الزراعة الصناعية، هل يودّع الفلاح فأسه ليحمل الحاسوب؟(فيديو)

الأحد، 09 مارس 2025 10:10 ص

المزارع العمودية

عند الحديث عن الزراعة، قد يتبادر إلى الذهن ذلك المشهد التقليدي للفلاح بملابسه الريفية، يحمل فأسه ويسير في أرضه. لكن الواقع اليوم بات مختلفًا تمامًا، إذ أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من العملية الزراعية، ما يغيّر شكل هذا القطاع بشكل جذري.

لم تعد الزراعة تعتمد فقط على الأراضي الشاسعة، بل ظهرت بدائل حديثة مثل المزارع العمودية والمصانع الزراعية،إلى جانب استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي في عمليات الزراعة والحصاد.

تحولات جذرية في عالم الزراعة

1- المزارع العمودية.. الزراعة تتجه نحو السماء

في ظل تقلص المساحات الزراعية، بات الحل يكمن في استغلال المساحات الرأسية،وتعتمد الزراعة العمودية على إنشاء مزارع داخل مبانٍ مجهزة، حيث يتم التحكم في كل عنصر من عناصر الزراعة بدقة، بدءًا من كمية المياه وصولًا إلى الإضاءة ودرجة الحرارة. هذه التقنية تحقق إنتاجًا مضاعفًا مقارنةً بالزراعة التقليدية، مع توفير يصل إلى 90% من المياه. وقد بدأت بعض الدول، مثل الإمارات وهولندا،في تبني هذا النموذج،كما ظهرت تجارب واعدة في مصر لتطبيقه على نطاق أوسع.

2- المصانع الزراعية.. الزراعة تدخل عصر التصنيع

لم تعد المصانع تقتصر على إنتاج السلع التقليدية، بل أصبحت هناك مصانع متخصصة في الزراعة، حيث تُزرع المحاصيل داخل بيئات مغلقة خالية من التربة، مع تحكم دقيق في العوامل البيئية مثل درجة الحرارة والتغذية.

دول مثل سنغافورة والولايات المتحدة والصين قطعت أشواطًا في هذا المجال، إذ باتت هذه المصانع قادرة على إنتاج الغذاء طوال العام،بغض النظر عن العوامل المناخية. ومع التقدم التكنولوجي،ليس مستبعدًا أن نشهد مصانع زراعية في مصر قريبًا.

3- الروبوتات والذكاء الاصطناعي.. الفلاح الجديد ليس إنسانًا؟

مع تطور الذكاء الاصطناعي،باتت التكنولوجيا تؤدي دورًا رئيسيًا في العمليات الزراعية، حيث تستخدم الطائرات المسيّرة لرش المبيدات والأسمدة بدقة، فيما تتولى الروبوتات عمليات الزراعة والحصاد، إلى جانب أنظمة الاستشعار التي تحلل التربة وتحدد احتياجاتها.

هل تصبح الزراعة الصناعية الحل لمشكلة الغذاء؟

مع تزايد عدد السكان ونقص الموارد الطبيعية، تبدو التقنيات الزراعية الحديثة حلًا مثاليًا لمواجهة تحديات الأمن الغذائي. فالمزارع العمودية توفر المساحات، والمصانع الزراعية تضمن الإنتاج المستمر، بينما تساهم الروبوتات والذكاء الاصطناعي في تقليل الهدر وزيادة الإنتاجية.

لكن يبقى السؤال: هل سيختفي الفلاح التقليدي؟

الإجابة ليست قاطعة، لكنه بالتأكيد سيخضع لتحوّل جذري في دوره، إذ سيتحول من العمل اليدوي الشاق إلى الإشراف على أنظمة ذكية والتحكم بها عبر الحواسيب.

ختامًا.. هل نحن أمام مستقبل أكثر استدامة؟

الزراعة اليوم لم تعد مجرد نشاط تقليدي، بل تحولت إلى صناعة تعتمد على التكنولوجيا المتطورة. ومع هذا التغيير السريع، يواجه العالم سؤالًا حتميًا: هل يعدّ ذلك تقدمًا حتميًا، أم أن الزراعة يجب أن تبقى على طبيعتها التقليدية؟

التحولات بدأت بالفعل، والسؤال الآن: هل نحن مستعدون لهذا المستقبل؟