الثلاثاء، 11 مارس 2025

05:06 ص

"نافتا"، اتفاقية غيرت الاقتصاد والصناعة في أمريكا الشمالية

السبت، 08 مارس 2025 06:00 م

دول أمريكا الشمالية

دول أمريكا الشمالية

ميرنا البكري

تمثل اتفاقية نافتا واحدة من أبرز الاتفاقيات التجارية التي جمعت بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، حيث تم توقيعها في ديسمبر 1992، ودخلت حيز التنفيذ في يناير 1994. كان الهدف الأساسي من الاتفاقية هو تعزيز التجارة البينية بين الدول الثلاث عبر إزالة العوائق الجمركية والقيود التجارية، مما أدى إلى تحولات اقتصادية كبيرة في المنطقة.

مع اقتراب المهلة من نهايتها.. 4 سيناريوهات محتملة حول مفاوضات
اتفاقية نافتا

خلفية الاتفاقية وتطورها

لم تكن نافتا أول اتفاقية تجارية بين هذه الدول؛ فقد سبقتها اتفاقية التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة (CFTA) عام 1989. ومع توسع العلاقات الاقتصادية، أصبح إدراج المكسيك ضمن هذا الإطار أمرًا ضروريًا، مما أدى إلى نشوء نافتا كاتفاقية شاملة تهدف إلى تحرير الأسواق وتحفيز الاستثمارات.

الأهداف الرئيسية للاتفاقية

1. إلغاء التعريفات الجمركية: تم تقليل أو إلغاء معظم الضرائب الجمركية على السلع المتبادلة بين الدول الثلاث.
2. تسهيل التجارة والاستثمار: من خلال إزالة الحواجز غير الجمركية وتحسين بيئة الأعمال.
3. حماية حقوق المستثمرين: عبر توفير إطار قانوني يضمن استقرار الاستثمارات الأجنبية.
4. تنسيق القوانين في مجالات مثل الملكية الفكرية وحقوق العمال وحماية البيئة.


تأثير اتفاقية نافتا على الدول الأعضاء

1. الولايات المتحدة الأمريكية

الإيجابيات:

ارتفاع حجم التجارة بين الولايات المتحدة وشركائها، حيث زادت المبادلات التجارية مع المكسيك بنسبة 500% بعد تنفيذ الاتفاقية.

دعم القطاعات التكنولوجية والصناعات القائمة على الابتكار بفضل الأسواق الجديدة.

السلبيات: 

تضررت بعض القطاعات الصناعية نتيجة انتقال المصانع إلى المكسيك بحثًا عن تكاليف تشغيل أقل، كما أوضح تصريح ترامب في مارس 2025، أن الولاايات المتحدة فقدت أكثر من 90 ألف مصنع منذ اتفاقية نافتا.
تفاقم العجز التجاري مع المكسيك، مما أثار انتقادات واسعة للاتفاقية.

2. المكسيك

الإيجابيات:

تحسن نمو الصادرات، لا سيما في قطاعات السيارات والزراعة.

تدفق الاستثمارات الأجنبية، مما دعم التصنيع ورفع معدل النمو الاقتصادي.

السلبيات: 

لم يستفد جميع المواطنين بالتساوي من العوائد الاقتصادية، مما أدى إلى استمرار التفاوت الاجتماعي.
3. كندا

الإيجابيات:
فتح أسواق أمريكية أوسع أمام المنتجات الكندية، ما عزز الصادرات.

تحفيز قطاع الزراعة وزيادة قدرته التنافسية.

السلبيات: 

فقدان وظائف في بعض الصناعات نتيجة نقل خطوط الإنتاج إلى المكسيك.

تطور نافتا إلى USMCA

بحلول 2018، خضعت نافتا إلى إعادة هيكلة، مما أدى إلى توقيع اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، التي جاءت بمستجدات مثل:

تحديث قوانين التجارة الرقمية لحماية البيانات والشركات الناشئة.

تعزيز حقوق العمال وزيادة الحد الأدنى للأجور في المكسيك
بحلول 2018، خضعت نافتا لإعادة هيكلة، مما أدى إلى توقيع اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، التي جاءت بمستجدات مثل:

تحديث قوانين التجارة الرقمية لحماية البيانات والشركات الناشئة.

تعزيز حقوق العمال وزيادة الحد الأدنى للأجور في المكسيك

فرض قواعد أكثر صرامة على قطاع السيارات لضمان تصنيع نسبة أكبر داخل أمريكا الشمالية.

ختامًا، تظل نافتا واحدة من الاتفاقيات التجارية الأكثر تأثيرًا في العالم، حيث أعادت تشكيل العلاقات الاقتصادية في أمريكا الشمالية. وعلى الرغم من الفوائد الاقتصادية التي قدمتها، فإنها لم تكن خالية من التحديات، مما دفع الدول الثلاث إلى تعديلها من خلال USMCA لتتناسب مع المتغيرات الاقتصادية. هذه التجربة تؤكد أن السياسات التجارية تحتاج إلى تطوير مستمر لضمان تحقيق المكاسب لجميع الأطراف.

Short Url

search