بعد ارتفاعها لمستويات قياسية، هل تتفوق الفضة على الذهب في 2025؟

السبت، 08 مارس 2025 12:15 م

الذهب والفضة

سجلت أسعار الفضة ارتفاعاً منذ بداية العام الجاري 2025، ووصلت لأكثر من 14%، كما حققت ارتفاعًا ملحوظاً بنسبة 23% خلال العام الماضي، مدعومة بالإقبال المتزايد على الملَاذات الآمنة، وموجة الصعود في سوق المعادن الثمينة، مما دفع الكثيرون للتساؤل، هل تتفوق الفضة على الذهب في 2025؟

عدم اليقين الاقتصادي يعزز دور المعادن الثمينة

تلعب الفضة دوراً بارزاً في 2025 ، خاصة مع تزايد الطلب الصناعي عليها من قِبل عدة قطاعات مثل البناء والطاقة الخضراء، واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي في العالم، مما يعزز من دور المعادن الثمينة، وبالتالي تصبح الفضة منافساً قوياً للذهب.

وتتشابه العوامل المؤثرة على سعر الفضة مع العوامل المؤثرة على سعر الذهب، ولذلك تكون نسبة تحركات السعرين متقاربة، حيث تتأثر أسعار الفضة بثلاث عوامل رئيسية، وهى سعر أونصة الفضة في السوق العالمي، وسعر الدولار، والعرض والطلب على الفضة.

ارتفاع الطلب على الفضة باعتبارها وسيلة للتحوط ضد التقلبات الاقتصادية

وإزداد الطلب الصناعي على الفضة خلال الآونة الأخيرة، فقد أشارت التوقعات إلى أن الطلب الصناعي على الفضة قد يصل إلى مستويات قياسية في عام 2025، مما دفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل ملحوظ منذ بداية العام الجاري 2025، حيث تظهر الفضة كوسيلة تحوط ضد التضخم والتقلبات الاقتصادية، ولكنها تبقى الأكثر عرضة للتقلبات مقارنة بالذهب.

وينظر المستثمرون إلى المعدن الرمادي، كبديل آمن بجانب الذهب، في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية، ومخاوف التضخم وعدم اليقين بشأن الأسواق، خاصة مع السياسات التجارية العدوانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

14% نسبة ارتفاع الفضة خلال عام 2025

وأشار تقرير الملاذ الآمن، إلى أن أسعار الفضة ارتفعت بنسبة 14% في عام 2025، مدفوعة بالطلب على الملاذات الآمنة والمخاطر الجيوسياسية، ما يعكس الطلب القوي في كل من الأسواق الثمينة والصناعية، ويعزز الدور المزدوج للفضة، كسلعة استثمارية وصناعية في السوق، حيث تمثل الاستخدامات الصناعية نحو نصف الطلب العالمي على الفضة، ما يزيد من قوتها خاصة مع تصاعد المخاوف، بشأن تأثير الحرب التجارية المحتملة على قطاع التصنيع العالمي.

الطلب القوي يدفع الفضة للتفوق على الذهب في 2025

وأضاف التقرير أن أسعار الفضة حققت ارتفاعًا بنسبة 23% خلال العام الماضي، مدعومة بالطلب الاستثماري والصناعي المتزايد، إضافة إلى استمرار نقص المعروض في الأسواق للعام الرابع على التوالي. وأشار التقرير إلى أن هذه العوامل قد تجعل الفضة تتفوق على الذهب في 2025، خاصة مع استمرار زيادة الطلب من القطاعات الصناعية.

الفضة كملاذ آمن في بيئة اقتصادية غير مستقرة

أكد المحللون أن الركود التضخمي يمثل بيئة مثالية للذهب والفضة، حيث تُعتبر هذه المعادن ملاذًا آمنًا للتحوط ضد التقلبات الاقتصادية وعدم اليقين. كما أن ارتفاع التضخم يؤدي إلى خفض العائدات الحقيقية، مما يجعل الاحتفاظ بالذهب والفضة أكثر جاذبية للمستثمرين نظرًا لعدم ارتباطهما بعوائد نقدية مثل الأصول الأخرى.

وأشارت توقعات البنك السويسري إلى أن أسعار الفضة قد تتراوح ما بين 36 ألى 38 دولاراً للأوقية بحلول نهاية 2025، مدفوعة بارتفاع الطلب القوي على الفضة كمعدن ثمين يستخدم في الصناعات والاستثمار وأيضاً الزينة.

ارتفاع الذهب يؤثر على الفضة

وفي هذا السياق، قال الدكتور وصفي واصف، مستشار شعبة الذهب والتعدين باتحاد الصناعات المصرية، في تصريحات لموقع «إيجي إن»، إن الفضة والذهب معادن ثمينة ويسيران بنفس وتيرة السعر، ففي حالة ارتفاع أي معدن منهم فيؤدي ذلك لارتفاع المعدن الآخر، أي أنه إذا ارتفع الذهب عالمياً بنسبة 0.5% فالفضة ترتفع بنفس النسبة 0.5% وفي نفس الوقت.

لا يمكن أن تتفوق الفضة على الذهب

وأشار مستشار شعبة الذهب إلى أن الفضة محلياً يتم اقتنائها بشكل أكبر في هيئة مشغولات أو على الطلب الصناعي، وبمقارنتها مع المعدن الأصفر فلا يمكن أن تتفوق الفضة على الذهب، مؤكداً أن الذهب سيد الأوعية الإدخارية.

وقال "شاهر أحمد" أحد تجار الفضة، في تصريحات لموقع «إيجي إن»، إن ارتفاع سعر الفضة بشكل كبير يأتي بالتوازي مع ارتفاع أسعار الذهب، متابعاً: " الفضة مرتفعة هذه الفترة بشكل غير طبيعي وارتفاعها قريب من ارتفاع سعر الذهب"، مضيفاً أن المبيعات ضعيفة خلال الفترة الحالية.

وتظل المنافسة قائمة بين الذهب والفضة في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية، والتي تؤثر على الطلب على المعادن النفيسة، فقد تكون الاستثمار في الفضة جذاباً بسبب سعرها الذي يناسب مختلف الفئات، وقد يكون الذهب هو الاستثمار الأفضل للبعض الآخر نظراً لقيمته وعائد ربحه، ويبقى القرار بين الاستثمار في الذهب أو الفضة مرتبطاً بأهداف المستثمرين واحتياجاتهم المستقبلة.

Short Url

أخبار متعلقة