أحمد عبدالعزيز من «ذئاب الجبل» إلى «العمدة غلاب» في دراما الصعيد

في موسم دراما رمضان 2025، يعود الفنان القدير أحمد عبدالعزيز إلى جمهوره بشخصية جديدة ومختلفة تمامًا عن أدواره السابقة، من خلال مشاركته في مسلسل "فهد البطل"، ويجسد عبدالعزيز في هذا العمل شخصية "العمدة غلاب"، وهو عم البطل "فهد" الذي يؤدي دوره الفنان أحمد العوضي ، وهو شخصية صعيدية قوية ذات نفوذ كبير، لكنه يتمتع بصفات القسوة والظلم ، غلاب يسعى للسيطرة على أراضي قريته بالقوة، مما يجعله في صراع مباشر مع ابن أخيه "فهد".

تدور أحداث المسلسل في قرية سمالوط بمحافظة المنيا، حيث يتعرض "فهد" للظلم على يد عمه، مما يدفعه للهروب إلى القاهرة ومواجهة العديد من التحديات، حيث يجعل العمل مليئًا بالصراعات الاجتماعية والدرامية.

مقارنة بين دور أحمد عبدالعزيز في "فهد البطل" و “ذئاب الجبل”

يعود أحمد عبدالعزيز مجددًا إلى الدراما الصعيدية في "فهد البطل" (رمضان 2025)، حيث إنه يُعد من أكثر الممثلين الذين برعوا في تقديم الشخصيات الصعيدية :

ففي ذئاب الجبل (1993)، قدم شخصية "البدري بدار"، الشاب الصعيدي النبيل الذي يجد نفسه متهمًا ظلمًا بجريمة قتل شقيقته ، ليبدأ رحلة الهروب ومحاولة إثبات براءته.

أما في فهد البطل (2025)، فيجسد شخصية "العمدة غلاب"، الرجل القوي والمسيطر الذي يستخدم سلطته لفرض نفوذه على أهل القرية، مما يجعله في مواجهة مباشرة مع ابن أخيه "فهد".

- البدري بدار في "ذئاب الجبل" (1993) – الصراع من أجل البراءة

تدور شخصية "البدري بدار" حول صراع الخير والشر، حيث يجد نفسه متهمًا بجريمة قتل لم يرتكبها، ليهرب من قريته محاولًا إثبات براءته. خلال رحلته، يواجه مجتمعه الذي يميل إلى تصديق الظلم دون أدلة واضحة، لكنه يظل متمسكًا بمبادئه النبيلة ويجد من يدعمه في مواجهة هذه المحنة، مما أدى إلى تتطور شخصيته من شاب بسيط إلى رجل أكثر قوة وصلابة، لكنه لا يتخلى عن أخلاقه ومعتقداته.

شخصية البدري، لم تكن شخصية سطحية، بل هو شاب صعيدي ، نحى أفكاره وشخصيته جانبا وتمسك بجلباب وتقاليد بهتون الجبل، ولكن مع مرور الأحداث ووقوعه في الحب، يتغير كل شيء ويصبح شخصا آخر بعد المحنة التي يمر بها.

- العمدة غلاب في "فهد البطل" (2025) – السلطة والقوة المتسلطة

على النقيض تمامًا، يقدم أحمد عبدالعزيز في فهد البطل شخصية العمدة غلاب، وهو رجل قوي يستخدم نفوذه لفرض سيطرته على القرية. بعكس "البدري بدار"، فإن "غلاب" ليس مظلومًا، بل هو نفسه مصدر الظلم، حيث يسعى لترسيخ سلطته بالقوة والعنف.

ويبدأ العمدة غلاب رحلته وهو في قمة سلطته، لكنه يواجه تحديًا من ابن أخيه "فهد"، الذي يتمرد عليه ويرفض أساليبه الاستبدادية، وهذا الصراع يجعل شخصية "غلاب" أكثر تعقيدًا، حيث من الممكن أن نشهد تحولات درامية في موقفه، إما بزيادة ظلمه أو ربما بسقوطه أمام تمرد خصومه.

من البطل المظلوم إلى العمدة الظالم

المقارنة بين الدورين تبرز التحول الكبير في مسيرة أحمد عبدالعزيز، حيث انتقل من شخصية البطل الصعيدي النبيل الذي يكافح الظلم، إلى شخصية العمدة القوي الذي يفرض سلطته بالقوة. هذا التنوع في الأدوار يعكس براعته كممثل قادر على تجسيد مختلف جوانب الشخصية الصعيدية، من المظلوم الباحث عن حقه إلى الظالم الذي يخشى التمرد عليه.