الإثنين، 10 مارس 2025

06:15 م

بفضل الدعم الحكومي، صمود «رغيف التموين» أمام التحديات الاقتصادية

الأربعاء، 05 مارس 2025 02:39 م

العيش التمويني

العيش التمويني

ندى ذهنـى

يُعد رغيف العيش من أهم السلع الاستراتيجية في مصر، حيث يعتمد عليه ملايين المواطنين كمصدر أساسي للغذاء، ورغم ذلك فإن نظام دعم الخبز يواجه تحديات مستمرة، من ارتفاع أسعار المواد الخام إلى مشكلات توزيع الدعم. وفي ظل مناقشات متكررة حول إلغاء الدعم وتحويله إلى دعم نقدي، تظل تساؤلات كثيرة مطروحة: ما الفرق بين رغيف العيش التمويني والعيش الحر؟ كيف حافظ الرغيف المدعوم على مكانته عبر الزمن؟ وما المعاناة التي يواجهها أصحاب المخابز؟، نستعرض هذه القضية بالتفصيل في السطور التالية.

 

الفرق بين رغيف العيش التمويني والعيش الحر

يختلف رغيف العيش التمويني عن العيش الحر من حيث:

1. السعر : يباع رغيف العيش التمويني بسعر رمزي (حاليًا 20 قروشا) للمواطنين المستفيدين من بطاقات التموين، في حين سعر الرغيف الحر  1.5 جنيه.

2. الجودة والمكونات : غالبًا ما يكون العيش الحر مصنوعًا من دقيق عالي الجودة وبمواصفات أفضل، بينما يخضع العيش التمويني لمواصفات تضعها وزارة التموين لضمان إنتاجه بكميات كبيرة وسعر مدعوم.

3. الوزن والحجم : يحدد وزن رغيف العيش التمويني رسميًا بـ 90 جرامًا، لكن شكاوى متكررة تفيد بانخفاض الوزن في بعض المناطق بسبب تلاعب بعض المخابز. على الجانب الآخر، يختلف وزن العيش الحر حسب المخبز، لكنه غالبًا يكون أكبر حجمًا وأفضل جودة.

 

سر صمود رغيف العيش التمويني عبر الزمن!

على الرغم من التغيرات الاقتصادية وارتفاع أسعار الدقيق والوقود، لا يزال رغيف العيش التمويني متاحًا للملايين بنفس السعر المدعوم منذ عقود. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل:

التدخل الحكومي المستمر : تتكفل الدولة بدعم الدقيق للمخابز، مما يحافظ على استقرار سعر الرغيف.

الرقابة التموينية : يتم تشديد الرقابة لضمان عدم تسريب الدقيق المدعوم إلى السوق السوداء.

الأهمية السياسية والاجتماعية : يُعتبر الخبز المدعوم من أهم الملفات التي تؤثر على استقرار الشارع المصري، مما يجعل أي تغيير فيه حساسًا للغاية.

لكن رغم هذه العوامل، لا تزال هناك تحديات تهدد استدامة هذا النظام، أبرزها التلاعب من بعض المخابز، وارتفاع تكلفة الدعم على الدولة، ونقص جودة بعض الأرغفة.

معاناة أصحاب المخابز بين الدعم الحكومي وأسعار المواد الخام

يواجه أصحاب المخابز تحديات متعددة في ظل النظام الحالي:

ارتفاع تكاليف الإنتاج : ارتفعت أسعار الدقيق، الوقود، وأجور العمال، مما يزيد من الضغوط المالية على المخابز، خصوصا مع ثبات سعر الرغيف المدعوم.

تأخر صرف المستحقات : يعاني بعض أصحاب المخابز من تأخر صرف فارق الدعم من الحكومة، مما يضعهم في مأزق مالي.

العقوبات والرقابة المشددة : رغم أهمية الرقابة لمنع التلاعب، يشتكي بعض أصحاب المخابز من التعسف في تطبيق الغرامات، مما يؤثر على استمرارية أعمالهم.

ومع هذه الضغوط، يتزايد الجدل حول مستقبل الدعم، وما إذا كان الاستمرار في النظام الحالي هو الحل الأمثل أم أن هناك بدائل أفضل.

 

هل يجب إلغاء الدعم عن الخبز واستبداله بالدعم النقدي؟

يتجدد النقاش حول جدوى استمرار دعم الخبز بشكله الحالي، حيث يرى البعض أن الدعم النقدي سيكون أكثر عدالة وفعالية، بينما يخشى آخرون من تأثيره السلبي على الأسر الفقيرة.

مؤيدو إلغاء الدعم العيني واستبداله بالنقدي يرون أن:

الدعم النقدي سيمنع تسرب الدقيق المدعوم للسوق السوداء.

يتيح للمواطن حرية شراء ما يحتاجه بدلاً من التقيد بنظام التموين.

يخفف العبء المالي على الدولة ويقلل من الفساد الإداري في منظومة الدعم.

 أما المعارضون فيرون أن:

الدعم النقدي قد لا يواكب ارتفاع الأسعار، مما يعرض الأسر الفقيرة لمشاكل غذائية.

قد يؤدي إلى رفع أسعار الخبز في السوق، مما يزيد العبء على المواطنين.

بعض المواطنين قد يستخدمون الدعم النقدي في غير احتياجاتهم الأساسية.

وبين هذه الرؤى المختلفة، يبقى القرار النهائي رهينًا بحلول تضمن حماية الفئات الفقيرة دون الإضرار بالاقتصاد أو استنزاف موارد الدولة.

يظل ملف رغيف العيش من أكثر القضايا تعقيدًا في مصر، حيث تتداخل فيه الأبعاد الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية ، وبينما تواجه الدولة تحديات في الحفاظ على دعم الخبز وسط ارتفاع تكاليف الإنتاج، لا يزال الملايين يعتمدون عليه كمصدر غذائي أساسي،ومع تزايد الجدل حول مستقبل الدعم، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل تستطيع الدولة إيجاد حلول تضمن استمرار وصول الدعم لمستحقيه دون إهدار للموارد؟ وهل التحول إلى الدعم النقدي هو الحل الأمثل؟ الأكيد أن أي تغيير في هذه المنظومة سيكون له تأثير واسع النطاق على المجتمع المصري.

Short Url

showcase
showcase
search