«أوكرانيا على صفيح ساخن»، هل تنجح صفقة المعادن في إنقاذ «كييف» من براثن روسيا
الأربعاء، 05 مارس 2025 10:20 ص

ترامب وزيلينسكي
تحليل/ عبد الرحمن عيسى
تسعى الولايات المتحدة إلى إنجاز اتفاق مع أوكرانيا يتعلق بالموارد المعدنية في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
هذه الخطوة تحمل في طياتها العديد من التحديات، لا سيما بعد الخلافات التي نشأت بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
في هذا السياق، تكشف التطورات الأخيرة عن التوترات القائمة وكيف يمكن أن تؤثر على الدعم الأميركي لأوكرانيا في ظل الحرب المستمرة مع روسيا.

المساعي الأميركية لإبرام الاتفاق
بدأت الولايات المتحدة مساعيها الحثيثة للوصول إلى اتفاقية مع أوكرانيا تتعلق بالموارد المعدنية، وذلك بهدف إعلانها خلال خطاب الرئيس ترامب أمام الكونغرس.
وتشير التقارير إلى أن البيت الأبيض يدعم بقوة المضي في هذا الاتفاق الذي يُعتبر من المطالب الأميركية الرئيسية في مقابل استمرار دعم واشنطن لكييف.
وكان من المفترض أن يتم الإعلان عن هذا الاتفاق في الأسبوع الماضي، إلا أن خلافات مفاجئة نشأت بين الطرفين أسفرت عن تعليق التوقيع عليه.
تفاصيل الاتفاق وتحديات التنفيذ
يقضي الاتفاق المتوقع بأن تحصل الولايات المتحدة على 50% من عائدات استخراج الموارد المعدنية في أوكرانيا، بما في ذلك المعادن والنفط والغاز، ويخصص جزء من هذه العائدات لصندوق استثماري تديره الولايات المتحدة.
ويهدف الاتفاق إلى استعادة جزء من الأموال التي أنفقتها واشنطن في دعم أوكرانيا خلال الحرب ضد روسيا، رغم إن هذا الاتفاق يلقى دعمًا من بعض المسؤولين الأميركيين، فإن العقبات الكبيرة لا تزال قائمة، بدءًا من تقلبات السياسة الداخلية الأميركية إلى تعقيدات العلاقات الدولية.
الخلافات والتوترات بين أوكرانيا وأميركا
أثارت زيارة الرئيس الأوكراني إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي العديد من الخلافات، التي أثرت بشكل مباشر على سير المفاوضات.
وفي اجتماع الكاميرا، انفجر الخلاف بين زيلينسكي وترامب، مما أدى إلى انسحاب الأخير من الاتفاق في الوقت الحالي.
لم يكن الخلاف عاطفيًا فقط، بل كان له تأثير سياسي عميق على مسار الدعم الأميركي لأوكرانيا، حيث هددت الولايات المتحدة بوقف المساعدات العسكرية، وهو ما أثر بشكل كبير على التوقعات المستقبلية.

المواقف الأميركية تجاه الاتفاق
أعرب المسؤولون الأميركيون مثل نائب الرئيس جيه دي فانس ومستشار الأمن القومي مايك والتز عن تفاؤلهم بشأن إتمام الاتفاق.
ويتوقعون أن يكون لهذا الاتفاق دور كبير في تحسين الأوضاع الاقتصادية في أوكرانيا، ويسهم في استقرار العلاقة بين واشنطن وكييف.
وعلى الرغم من أن الاتفاق لا يتضمن ضمانات أمنية ضد التصعيد الروسي، إلا أن التركيز كان على إقامة شراكة دائمة بين البلدين.
ورغم إن بعض الأطراف في الكونغرس أبدت اهتمامًا كبيرًا بالإبقاء على التعاون مع أوكرانيا، إلا أن الوضع يظل هشًا نظرًا للتقلبات السياسية والاقتصادية في كلا البلدين.
تأثير المساعدات العسكرية ووقفها المؤقت
أدى قرار الرئيس ترمب بوقف جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا إلى تزايد القلق في أوساط الحلفاء الأوروبيين والأوكرانيين على حد سواء.
كما يُعد هذا القرار خطوة مفاجئة، حيث كان الدعم الأميركي أحد العوامل الرئيسية في تعزيز قدرة أوكرانيا على مواجهة الهجمات الروسية.
وعلى الرغم من ذلك، كان هذا القرار بمثابة "توقف مؤقت"، بحسب ما صرح به المسؤولون الأميركيون، في وقت يسعى فيه الحلفاء الأوروبيون لتعويض النقص في الإمدادات العسكرية.
الموقف الأوكراني وسبل استئناف المفاوضات
على الرغم من تعقيد الأمور، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للعمل بسرعة لإعادة ترتيب المفاوضات مع واشنطن.
وأشار إلى أنه مستعد للتوقيع على الاتفاق بشأن المعادن والأمن في أي وقت، شريطة أن تتضمن الاتفاقية ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا.
يبدو أن هذه الضمانات تمثل نقطة الخلاف الجوهرية بين الجانبين، حيث يصر الأوكرانيون على تضمين بنود تحميهم من أي تصعيد روسي في المستقبل.

التأثيرات على مستقبل العلاقات بين البلدين
يعد هذا الاتفاق بمثابة اختبار للعلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها كييف في مواجهة روسيا.
كما إن تباين المواقف بين الطرفين بشأن الضمانات الأمنية، بالإضافة إلى التقلبات السياسية التي تتميز بها إدارة ترامب، يثير تساؤلات حول قدرة هذا الاتفاق على الصمود في المستقبل.
ويظل دور الولايات المتحدة حاسمًا في توفير الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا، وفي حال استمرت الخلافات، قد تشهد العلاقة بين البلدين تغيرات جذرية.
الضغوط الأوروبية والتحديات المستقبلية
بينما تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق أهدافها في أوكرانيا، يواجه الحلفاء الأوروبيون تحديات ضخمة بسبب افتقارهم إلى العديد من الأسلحة والقدرات العسكرية التي توفرها أميركا.
ورغم سعي الاتحاد الأوروبي إلى تأمين قروض ضخمة لدعم الإنفاق الدفاعي في أوكرانيا، فإن التوقعات تشير إلى أن هذه الإمدادات قد تستمر لفترة محدودة فقط، وهذا الوضع يضع مزيدًا من الضغط على أوكرانيا للاستمرار في تأمين مواردها العسكرية.
ختامًا: إن مفاوضات اتفاقية الموارد المعدنية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا تمثل نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، لكنها مليئة بالتحديات.
وفي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى تأكيد دورها الفاعل في دعم كييف، تواجه أوكرانيا صعوبات جمة في ضمان أمنها المستقبلي وحماية مصالحها الاستراتيجية.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن الدولتان من تجاوز الخلافات الراهنة وتأسيس شراكة قوية ومستدامة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية؟
Short Url
صدمة نيكسون 1971م، لحظة غيرت النظام المالي العالمي
06 مارس 2025 03:06 م
«نيوزيلندا تُحرج أمريكا» سفير يُشعل فتيل حرب اقتصادية عالمية باستقالته
06 مارس 2025 02:01 م
عمالقة التريليونات يقودون الاقتصاد العالمي في 2025
05 مارس 2025 05:34 م


أكثر الكلمات انتشاراً