"57.7 مليون دولار" حفل الأوسكار 2025، ليلة سينمائية بميزانية ضخمة

يُعدّ حفل توزيع جوائز الأوسكار، أحد أكبر الفعاليات السينمائية في العالم، حيث يجمع نخبة من صناع السينما، للاحتفاء بأفضل الإنتاجات الفنية خلال العام، حيث أقيمت النسخة الـ97 من الحفل مساء أمس الأحد الـ2 مارس 2025م، في مسرح دولبي في هوليوود، لوس أنجلوس. 

وشهد الحفل حضور ألمع نجوم هوليوود، إلى جانب منافسة قوية بين الأفلام المرشحة، والتي تنوعت بين الإنتاجات الضخمة والأعمال المستقلة، وتتمحور جوائز الأوسكار هذا العام، حول التنوع والابتكار في صناعة السينما، حيث تصدر فيلم "Emilia Pérez"، الترشيحات بـ13 ترشيحًا.

وتلى هذا الفيلم سابق الذكر، كل من The Brutalist وWicked، بـ10 ترشيحات لكل منهما، ورغم الاحتفال بالأعمال السينمائية المتميزة، يظل الجانب المالي للحفل، موضوعًا مثيرًا للاهتمام، بدءًا من تكلفة تنظيمه، مرورًا بالجهات الممولة، ووصولًا إلى العوائد الاقتصادية التي يحققها.

تكلفة إنتاج الحفل

يُعتبر تنظيم حفل الأوسكار، عملية معقدة تتطلب ميزانية ضخمة، فوفقًا للتقديرات، بلغت تكلفة الحفل هذا العام، حوالي 57.7 مليون دولار، وهو مبلغ يشمل جميع التجهيزات اللوجستية والتقنية.

تشمل هذه التكاليف:-

• تجهيز مسرح دولبي، ليكون ملائمًا لاستقبال النجوم والجمهور، وهو ما يتطلب عمليات ديكور وإضاءة متطورة.
• تنظيم مراسم السجادة الحمراء، والتي تحتاج إلى 600 ساعة عمل، حيث يعمل عليها أكثر من 500 شخص لضمان مظهرها المثالي.
• تكاليف الإنتاج والبث التلفزيوني، حيث يتم استخدام معدات تصوير عالية الجودة، لضمان بث مباشر احترافي.
• أجور فريق العمل، بما في ذلك الموظفون الفنيون، ومنظمو الحدث، وحراس الأمن.
• تكاليف الاستضافة والإطعام، إذ يتم تقديم وجبات فاخرة للحاضرين في الحدث.
• تُظهر هذه التكاليف، كيف أن تنظيم حفل الأوسكار، ليس مجرد فعالية ترفيهية، بل هو استثمار مالي كبير، يتطلب تخطيطًا دقيقًا.

من يمول حفل الأوسكار؟

تتولى أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة (AMPAS)، تنظيم وتمويل الحفل، وهي المؤسسة المسؤولة عن جوائز الأوسكار، منذ إنشائها عام 1929م، لكنّ تمويل الأوسكار، لا يأتي فقط من الأكاديمية، بل يعتمد الحفل على مصادر دخل متنوعة، أبرزها:-

• حقوق البث التلفزيوني:- تُعد شبكة ABC الأمريكية، الشريك الإعلامي الرسمي لحفل الأوسكار، حيث تدفع مبلغًا سنويًا، يقدر بـ127 مليون دولار مقابل حقوق البث الحصرية.
• عائدات الإعلانات التجارية:- خلال الحفل، تُعرض إعلانات تجارية، تُحقق أرباحًا ضخمة، ففي عام 2025م، بلغ سعر الإعلان لمدة 30 ثانية، حوالي 1.95 مليون دولار.
• الرعاة الرسميون:- تتعاون الأكاديمية، مع العديد من الشركات الكبرى، مثل Rolex و CocaCola، والتي تدفع مبالغ ضخمة لرعاية الحفل.

العائدات الاقتصادية للحفل

رغم التكاليف الباهظة لتنظيم الأوسكار، فإن الحدث يحقق مكاسبًا اقتصادية كبيرة، سواءًا على مستوى هوليوود، أو الاقتصاد الأمريكي بشكل عام.

• تحفيز السياحة:- ويُساهم الحفل في جذب آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم، إلى مدينة لوس أنجلوس، ما ينعكس إيجابيًا على قطاعي الفندقة والمطاعم.
• تنشيط صناعة الأزياء:- يُعتبر الأوسكار فرصة ذهبية للمصممين، حيث ترتدي النجمات، فساتين فاخرة تصل قيمتها أحيانًا إلى مئات الآلاف من الدولارات.
• رفع إيرادات الأفلام المرشحة:- الأفلام التي تحصل على ترشيحات أو جوائز أوسكار، تحقق قفزة كبيرة في مبيعات التذاكر، إذ يشهد بعضها ارتفاعًا في الإيرادات، بنسبة 20% إلى 30% بعد الحفل.

تكلفة إنتاج أبرز الأفلام المرشحة

تتفاوت تكلفة إنتاج الأفلام المرشحة للأوسكار بشكل كبير. فعلى سبيل المثال:-

• فيلم Wicked:- وبلغت ميزانيته 150 مليون دولار، نظرًا لتصويره بتقنيات متطورة.
• فيلم Dune, Part Two:- كان من بين الإنتاجات الضخمة، بتكلفة تجاوزت 190 مليون دولار.
• فيلم The Zone of Interest:- كان أقل تكلفة مقارنة بالأفلام الأخرى، إذ لم تتجاوز ميزانيته 20 مليون دولار، وهو ما يعكس قدرة بعض الأعمال المستقلة، على المنافسة في الأوسكار رغم انخفاض تكلفتها.

يظل حفل توزيع جوائز الأوسكار 2025م، مناسبة سينمائية عالمية، تستقطب اهتمام الملايين، ليس فقط من الناحية الفنية، ولكن أيضًا من الجانب الاقتصادي، فمع ارتفاع تكاليف التنظيم، يظل الحفل استثمارًا مربحًا للأكاديمية والممولين، كما يحقق فوائدًا اقتصادية هائلة لصناعة السينما ولوس أنجلوس ككل، وبينما تتواصل تطورات صناعة الأفلام، سيظل الأوسكار أحد أبرز الفعاليات، التي تسلط الضوء على أفضل ما تقدمه السينما العالمية.