متوسط خسائر الأسر 4900 دولار سنويًا، ترامب يُعيد تشكيل فاتورة المعيشة الأمريكية

في ظل الإطار التجاري الأمريكي الجديد، والقائمة المتزايدة باستمرار للدول والسلع الخاضعة لرسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية، ستُجبر العديد من الولايات على إنفاق مليارات إضافية للحفاظ على مستويات وارداتها الحالية.

لن تُشعر الولايات المتحدة بآثار هذه الرسوم بالتساوي، إذ يُحدد هيكل اقتصاد كل ولاية واعتمادها على الواردات مدى أهميتها، وفق صحيفة نيوزويك الأمريكية.

أهمية الرسوم الجمركية 

صرحت إدارة ترامب بأن الرسوم الجمركية يمكن أن تُحفز إعادة توطين التصنيع في الولايات المتحدة، مع معالجة الاختلالات التجارية التي لطالما أضرت بالمنتجين الأمريكيين واقتصاد البلاد ككل. 

وحذر النقاد من أن الآثار قد تكون وخيمة، حيث من المرجح أن تُحمّل الشركات المستهلكين تكاليفها المتزايدة، كما أن رد فعل شركاء أمريكا التجاريين سيضر بالشركات الأمريكية في الخارج.

ما يجب معرفته حول الرسوم الجمركية

وفقًا لتحليل أجرته شركة أبحاث السياسات الاقتصادية "تريد بارتنرشيب وورلد وايد"، ستتأثر كاليفورنيا بشدة بالرسوم الجمركية في عام 2025.

من المتوقع أن تدفع كاليفورنيا - أكبر مستورد في البلاد، وخاصةً لأجهزة الكمبيوتر والمنتجات الإلكترونية الأخرى - أكثر من 170 مليار دولار من ضرائب الاستيراد في عام 2025 إذا استمرت الرسوم الجمركية الحالية.

تلي كاليفورنيا تكساس بـ 82.7 مليار دولار، ثم إلينوي بـ 41.9 مليار دولار، ومن المتوقع أن تدفع جميع الولايات الأخرى تقريبًا أكثر من مليار دولار من تكاليف الاستيراد.

استندت التقديرات إلى بيانات الاستيراد لعام 2024 لكل ولاية، وتفترض ثبات الطلب على الواردات. 

جُمعت هذه التوقعات قبل إعلان ترامب عن تعليق جميع التعريفات الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، بالإضافة إلى الزيادات في معدل التعريفات الجمركية الصينية المفروضة منذ 2 أبريل.

صرح دانيال أنتوني، رئيس منظمة الشراكة التجارية العالمية، أن الآثار النهائية على جميع الولايات ستكون أقل على الأرجح، حيث من المتوقع أن تُضعف التعريفات الجمركية الطلب على الواردات، مما يؤدي إلى انخفاض ضرائب الاستيراد المُحصّلة.

خلص تحليل حديث أجراه مختبر الميزانية في جامعة ييل إلى أن سياسات الإدارة التجارية قد تُكلف الأسر الأمريكية ما متوسطه 4900 دولار سنويًا على المدى القصير، بافتراض بقائها عند مستوياتها الحالية وعدم حدوث "تحولات استهلاكية" بعيدًا عن الواردات التي تزداد تكلفتها، مع أن هذا الأخير متوقع.

صرح الخبير الاقتصادي غاري هوفباور لمجلة نيوزويك بأنه يتوقع تمديد فترة التوقف المؤقت لمدة 90 يومًا للرسوم الجمركية المتبادلة لمعظم الدول، باستثناء الصين وربما الاتحاد الأوروبي، وأضاف أن ترامب سيتمكن على الأرجح من الحصول على "بعض التنازلات التجارية والتزامات الشراء" خلال فترة التوقف الأولية.

وقد ذكرت منظمة التجارة العالمية، في أحدث تقرير لها بعنوان "توقعات وإحصاءات التجارة العالمية"، أن "توقعات التجارة العالمية تدهورت بشكل حاد نتيجةً لارتفاع التعريفات الجمركية وعدم اليقين بشأن السياسات التجارية. 

واستنادًا إلى التدابير المتخذة اعتبارًا من 14 أبريل، بما في ذلك تعليق الولايات المتحدة للتعريفات الجمركية المتبادلة، يُتوقع الآن أن ينخفض ​​حجم التجارة العالمية للسلع بنسبة 0.2% في عام 2025 قبل أن يشهد انتعاشًا طفيفًا بنسبة 2.5% في عام 2026".

ماذا سيحدث لاحقًا؟

باستثناء تلك المتعلقة بالصين، التي واصلت الرد على تعريفات ترامب الجمركية بإجراءات انتقامية، تم تعليق التعريفات الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا بعد إعلان ترامب في 9 أبريل. 

وتهدف الإدارة من هذه الخطوة إلى منح الدول الأخرى فرصةً لاقتراح اتفاقيات تجارية أكثر ملاءمةً مع الولايات المتحدة.