الإثنين، 03 مارس 2025

11:26 ص

استثمارات الرقائق الإلكترونية، كنز تكنولوجي مخفي هل تغتنمه مصر والدول العربية؟

الأحد، 02 مارس 2025 04:27 م

شبه الموصلات

شبه الموصلات

ميرنا البكري

تُعد صناعة الرقائق الإلكترونية، من أسرع القطاعات نموًا وأكثرهم أهمية في الفترة الأخيرة، حيث يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، السيارات الكهربائية، والاتصالات، وأي جهاز إلكتروني، ومع تزايد الصراع العالمي حول سلاسل الإمداد، أصبح تنويع الإنتاج أمرٌ ضروريٌ، ما يفتح الباب أمام الأسواق الناشئة، ومنها الدول العربية، لدخول هذا المجال بقوة.

Picture background
تصنيع الرقائق الإلكترونية

 

الفرص الاستثمارية لمصر في قطاع الرقائق الإلكترونية

الموقع الاستراتيجي والبنية التحتية

تمتلك مصر، موقعًا جغرافيًا مثاليًا يربط أوروبا، وإفريقيا، وأسيا، ما يجعلها قاعدة لوجستية ممتازة للصناعات التقنية، كما توفر المناطق الصناعية والتكنولوجية مثل العاصمة الإدارية، المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومدينة المعرفة، بيئة ملائمة للاستثمارات في الصناعات الإلكترونية.

العمالة الماهرة والانطلاق نحو التكنولوجيا

مصر لديها كوادر هندسية قوية في مجالات الإلكترونيات والبرمجة، ولكنها تحتاج إلى مزيد من برامج تدريب متخصصة، لدخول قطاع أشباه الموصلات، وفي الفترة الأخيرة، تزايد الاهتمام الحكومي بالتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، يمكن أن يساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية، والشراكات مع الشركات العالمية.

التصنيع والتجميع كخطوة مبدئية

يمكن لمصر، البدء في تصنيع وتجميع بعض المكونات الرئيسية، والتي تدخل في صناعة الرقائق الإلكترونية، بدلًا من محاولة تصنيع الشرائح الكاملة، وهو ما قامت به دول مثل ماليزيا والهند في بداية دخولها لهذا السوق، كما ينبغي تشجيع الاستثمارات في مراكز البحث والتطوير (R&D)، لتطوير تكنولوجيا تصنيع محلية بمرور الوقت.

 

الفرص الاستثمارية للدول العربية في هذا القطاع

دول الخليج كمراكز تكنولوجية ناشئة

السعودية والإمارات، لديهم رؤى طموحة للاستثمار في التكنولوجيا والصناعات المتقدمة، من خلال مشاريع قائمة بالفعل مثل "نيوم" في السعودية، و"دبي سيليكون أويسس" في الإمارات، كما يمكن لدول الخليج الاستثمار في مصانع إنتاج الرقائق، نظرًا لتوفر التمويل القوي والبنية التحتية الحديثة، مع جذب المزيد من الاستثمارات من قبل الشركات العالمية، لإنشاء مصانع في المنطقة.

المغرب وتونس، بوابة لأوروبا والاستثمارات الأجنبية

تمتلك المغرب وتونس، قطاعًا صناعيًا قويًا في الإلكترونيات، كما يستطيعان الاستفادة من القرب الجغرافي من أوروبا، لجذب الاستثمارات الأجنبية في مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية.

الشراكات الإقليمية بين مصر والدول العربية لتعزيز الصناعة

يمكن للدول العربية، التعاون لإنشاء تحالف إقليمي في مجال أشباه الموصلات، حيث تتخصص دول الخليج في التمويل والبنية التحتية، ومصر في التصنيع، ودول شمال إفريقيا في البحث والتطوير والتصدير لأوروبا، ما يخلق بيئة متكاملة، تدعم صناعة أشباه الموصلات.

 

أبرز التحديات التي تواجه الصناعة وكيفية التغلب عليها

نقص الخبرة التقنية:- ويمكن مواجهة هذا التحدي، من خلال عقد اتفاقيات وشراكات مع الشركات العالمية، مثل:- TSMC التايوانية، أو Intel الأمريكية، لنقل الخبرة والتكنولوجيا.

الحاجة إلى استثمارات ضخمة:- ويمكن ذلك من خلال تقديم المزيد من الحوافز الحكومية مثل:- إعفاءات ضريبية ودعم مالي للمستثمرين، والاستفادة من صناديق الاستثمار السيادي، أو التعاون المشترك بين مصر ودول الخليج، والاستفادة من المهارات المتوفرة في كلًا منهما. 

تحديات سلاسل الإمداد:- ويتم مواجهة هذا الأمر، من خلال الاستثمار في البنية التحتية اللوجستية، وتطوير موانئ ومناطق حرة، لجذب المستثمرين الجدد.

ختامًا، هل تستطيع الدول العربية دخول المنافسة؟، نعم ولكن عبر خطة استراتيجية تدريجية، فالمرحلة الأولى فيها، يتم البدء في الاستثمار والتجميع والتعبئة واختبار الرقائق، ثم تطوير القدرات البحثية والانطلاق في تصنيع بعض مكونات أشباه الموصلات، وبعد ذلك إنشاء مصانع تصنيع متكاملة، بالشراكة مع الشركات العالمية.

ومع التوجه العالمي نحو تنويع سلاسل الإمداد وتقليل الاعتماد على أسيا، تمتلك مصر والدول العربية، فرصة ذهبية للاستثمار في هذا القطاع، ما قد يضعها على خريطة التكنولوجيا العالمية، خلال العقد القادم.

Short Url

search