الصناعة العالمية، منافسة شديدة في الاقتصادات الكبرى ودور المناطق الصناعية نحو النمو

السبت، 01 مارس 2025 03:07 م

الصناعة

تحليل/ كريم قنديل

تلعب الصناعة دورًا محوريًا في الاقتصاد العالمي من خلال مساهمتها الكبيرة في إنتاج السلع والخدمات، وتوفير فرص العمل، وتعزيز النمو الاقتصادي. منذ الثورة الصناعية، تطورت الصناعة بسرعة لتصبح أحد أعمدة الاقتصاد، حيث تمثل 21.4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

في هذا السياق، تتنافس الدول الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية على الصدارة في نشاط التصنيع، بينما تشهد اقتصادات ناشئة أخرى خطوات هامة نحو تعزيز دورها الصناعي. مع هذا التنافس، تتصدر التقارير الدولية نمو النشاط الصناعي في عدد من الدول، فيما تمثل المناطق الصناعية أداة حيوية لجذب الاستثمارات وتعزيز القدرة الإنتاجية. أما في مصر، فقد تمثل المناطق الصناعية عنصرًا أساسيًا في تحفيز الاقتصاد الوطني، حيث يتم تطوير بنية تحتية متطورة لتسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة الصادرات الصناعية.

الصناعة.. ركيزة أساسية للاقتصاد الصناعي

تعتبر الصناعة من الركائز الأساسية للاقتصاد العالمي، حيث تسهم بشكل كبير في إنتاج السلع والخدمات، وتوفر فرص عمل، وتدفع عجلة النمو الاقتصادي. منذ بداية الثورة الصناعية وما تبعها من تطورات تكنولوجية سريعة، أصبحت الصناعة تمثل جزءًا كبيرًا من الناتج المحلي الإجمالي. حيث يُعتبر قطاع التصنيع من الأعمدة الأساسية للاقتصاد العالمي، إذ يمثل 21.4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، واستحوذ التصنيع على 78.5% من إجمالي ناتج قطاع الصناعة في عام 2022، بقيمة وصلت إلى 15 تريليون دولار أمريكي، في حين سجل قطاع التعدين والمرافق 21.5% بقيمة 4.1 تريليون دولار أمريكي.

الاقتصادات الصناعية الكبرى

تتنافس الدول الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية على الصدارة في صناعة التصنيع. إذ تعد الصين في مقدمة الدول الصناعية بحصة 31.6% من إجمالي التصنيع العالمي، تليها الولايات المتحدة بحصة 15.9%. وتشمل قائمة الدول العشر الصناعية الكبرى أيضًا اليابان، ألمانيا، الهند، كوريا الجنوبية، روسيا، إيطاليا، المكسيك وفرنسا، وفقًا لقاعدة بيانات موقع "World Population Review" لعام 2024.

منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية

أظهرت إحصائيات تقرير منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، "الإنتاج العالمي للتصنيع"، أن اليابان سجلت أعلى معدل نمو في نشاط التصنيع، حيث بلغت 2.7% في الربع الثاني من عام 2024، تليها الصين بمعدل نمو قدره 1.5%، ثم جمهورية كوريا الجنوبية التي سجلت نموًا بنسبة 1.4%.

نماذج عالمية ناجحة

تعد المملكة العربية السعودية من أبرز النماذج الناجحة في تطوير المناطق الصناعية، من خلال "الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)"، التي أسست 36 مدينة صناعية تضم أكثر من 6.4 آلاف مصنع باستثمارات تتجاوز 415 مليار ريال سعودي. كما نجحت الهند في الحصول على موافقات لإنشاء 12 منطقة صناعية ذكية عام 2024 ضمن برنامجها لتطوير القطاع الصناعي الوطني. بينما تستفيد الولايات المتحدة من مناطق صناعية متطورة مثل "سيدار" و"تاهو رينو" التي تعد مراكز للابتكار والنمو الاقتصادي، مستفيدة من الحوافز الضريبية والبنية التحتية المتقدمة.

الصناعة المصرية.. التحديات والفرص

تشهد مصر تطورًا ملحوظًا في القطاع الصناعي، حيث تمثل الصناعات التحويلية 16.4% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة بين 2014 و2024. كما تصل حصة التصنيع (بخلاف تكرير البترول) إلى 81.2% من إجمالي الصناعات التحويلية في 2024. وتعد الصادرات الصناعية، بما في ذلك السلع نصف المصنعة والتامة الصنع، جزءًا كبيرًا من إجمالي الصادرات المصرية، حيث تشكل 68% من صادرات البلاد، مما يعزز مكانة مصر كمركز صناعي إقليمي.

المناطق الصناعية.. مفتاح جذب الاستثمارات

تعتبر المناطق والمدن الصناعية من أبرز العوامل التي تساهم في تعزيز النشاط التصنيعي وجذب الاستثمارات، حيث توفر بنية تحتية متطورة، خدمات متكاملة، وحوافز اقتصادية. تمتلك مصر 177 منطقة صناعية في 26 محافظة، مع 17 منطقة صناعية متخصصة تسعى الدولة لتطويرها بالشراكة مع القطاع الخاص، بهدف دعم الإنتاج المحلي وتعزيز التصدير.

Short Url

أخبار متعلقة