"يورومونيتور 2025": 65% من الشركات تتجه للاستثمار في الذكاء الاصطناعي

الثلاثاء، 18 فبراير 2025 10:44 ص

الذكاء الاصطناعي وتطور الشركات

كتب/ عبد الرحمن عيسى

أكد تقرير “يورومونيتور” حول أهم اتجاهات المستهلك عالميًا 2025 أن الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدم قد أثبت فعاليته كأداة قوية في تعزيز كفاءة الشركات، كما أظهر التقرير أن نحو ثلثي المهنيين يخططون لاستثمار شركاتهم في هذه التكنولوجيا في السنوات المقبلة.

وكشف تقرير “يورومونيتور” أن - في نهايات 2024 - (41٪) من المحترفين ذكروا أن شركاتهم قد زادت استثماراتها الرقمية في الآونة الأخيرة استجابة للتغيرات في توجهات المستهلكين، وأكد (65٪) منهم أن الشركات ستستثمر في الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال الخمس سنوات القادمة، وذكر (55٪) أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل ملموس على أعمالهم في المستقبل.

سلط تقرير “يورومونيتور” الضوء على القطاع الاستهلاكي كأحد الأمثلة البارزة لتبني هذه التقنية، كما كشف التقرير أن شركات مثل (Haier) و (Samsung) قد أطلقت تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل: (HomeGPT) و (Bespoke AI) في عام 2024، مما أسهم في ارتفاع حصة الأجهزة الذكية من 17٪ في 2020 إلى 23٪ في 2023، مع توقعات بمواصلة هذا النمو في المستقبل.

أزال تقرير “يورومونيتور” الستار، وأوضح أن تجربة العملاء تعتبر من أبرز مجالات التركيز لهذا النوع من الذكاء الاصطناعي، كما ساعدت المساعدات الافتراضية الأكثر ذكاءً مثل (Taobao Wenwen) من (Alibaba)، و (Beauty Genius) من (L'Oréal Paris) في تحسين البحث وتقديم توصيات أكثر دقة للعملاء.

وأشار التقرير إلى أن 46٪ من المحترفين يتوقعون أن يُمكّن الذكاء الاصطناعي التوليدي شركاتهم من تقديم اقتراحات تسوق أكثر ذكاءً خلال العام المقبل (2025)، كما حذر التقرير من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في دعم استفسارات العملاء، مشيرةً إلى أن التفاعل البشري يظل أمرًا حاسمًا في التعامل مع الطلبات المعقدة، كما أكدت ضرورة اختبار هذه الأنظمة بشكل مستمر وتدريبها لتجنب تقديم استجابات غير دقيقة قد تؤدي إلى إحباط المستخدمين.

أوضح تقرير “يورومونيتور” أن المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي قد أثار ردود فعل سلبية في بعض الحالات، لذلك أوصت بتحديد حالات الاستخدام الملائمة قبل الاستثمار في هذه التقنية والاعتماد على الشفافية عند الإعلان عنها، كما أكد التقرير على أهمية استكشاف تكاملات الذكاء الاصطناعي التي تقدم فوائد للعملاء خارج نطاق التطبيقات الموجهة للمستهلكين، وكان المثال البارز في هذا السياق هو استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في مكافحة الاحتيال في القطاع التأميني.

وتوقع تقرير “يورومونيتور” أن يسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين سلاسل التوريد من خلال أتمتة إدارة الطلبات والبائعين في المستقبل، حيث يتوقع 42٪ من المهنيين أن تكون هذه التقنية مؤثرة في السنوات القادمة، كما حذر التقرير من اعتبار الذكاء الاصطناعي التوليدي تهديدًا للوظائف، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكون أداة لتعزيز الإنتاجية من خلال صقل مهارات الموظفين، كما نبه التقرير على أن نجاح الأعمال المستدام يعتمد في النهاية على الذكاء البشري.

ينبغي على الشركات تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل استراتيجي، مع التركيز على تحسين تجربة العملاء وتعزيز الكفاءة الداخلية. يجب تجنب الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الاستفسارات المعقدة، والاهتمام بالتفاعل البشري. من الضروري الاستثمار في التدريب المستمر لهذه الأنظمة لضمان دقتها، واستكشاف تطبيقات جديدة مثل تعزيز الأمان ومكافحة الاحتيال في القطاع المالي. كما يجب أن تبني الشركات استراتيجيات أتمتة لسلاسل التوريد، مع تعزيز مهارات الموظفين لضمان النجاح المستدام.

Short Url

أخبار متعلقة