«حقل السرحان» بوابة الأردن نحو الاكتفاء الطاقي والتنمية الاقتصادية المستدامة

الجمعة، 07 فبراير 2025 01:43 م

اداة البريمة

يعمل الأردن بجد على تعزيز احتياطياته النفطية من خلال تطوير حقل السرحان، الذي يُعد من أبرز الاكتشافات النفطية الحديثة في المملكة، ويُعتبر هذا الحقل ركيزة أساسية في استراتيجية الحكومة الأردنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، مع التركيز على تقليص الاعتماد على الواردات الطاقية.

ويهدف المشروع إلى زيادة إيرادات الدولة وتعزيز الاستقلالية الاقتصادية، مما يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي المحلي وتحقيق التنمية المستدامة، فمن خلال هذا المشروع، يأمل الأردن في التقدم خطوة كبيرة نحو تحقيق طموحاته الطاقية والاقتصادية."

أهمية الحقل النفطي

ويُعد حقل السرحان من المواقع البارزة التي تركز المملكة على تطويرها، على الرغم من اكتشافه قبل نحو 40 عامًا، ويمثل هذا الحقل حجر زاوية لقطاع الطاقة في الأردن، الذي يستورد حوالي 95% من احتياجاته من الطاقة من الخارج، خاصة من العراق، حيث توجد اتفاقية لشراء النفط الخام بسعر يقل عن خام برنت بنحو 16 دولارًا.

موقع الحقل وعمليات الحفر

ويقع الحقل في منطقة السرحان شرق الأردن، حيث تُجري سلطة المصادر الطبيعية عمليات حفر لعدد كبير من الآبار ضمن جهود تطويره وزيادة إنتاجه، ومع ذلك، واجهت عمليات استكشاف الحقل العديد من التحديات على مر السنوات.

تاريخ استكشاف الحقل

وبدأت عمليات استكشاف حقل السرحان في أواخر الثمانينيات، حيث حفرت سلطة المصادر الطبيعية حوالي 14 بئرًا، أسفرت عن وجود كميات من النفط، حيث أظهرت بعض الآبار شواهد نفطية جيدة، بما في ذلك بئر أنتجت نفطًا خفيفًا استخدمه الأهالي كوقود بسبب جودته العالية، ومع ذلك، توقفت الدراسات والعمليات في الحقل لفترة.

التوقعات المستقبلية

ويمتد حقل السرحان على مساحة تُقدَّر بنحو 443 كيلومترًا مربعًا، ويتميز بموقع استراتيجي يجعله محورًا مهمًا لعمليات الاستكشاف والإنتاج النفطي في الأردن، على الرغم من أن الحقل لا يزال في مرحلة التطوير، فإن الحكومة تعلّق آمالًا كبيرة عليه لتعزيز إنتاج النفط الخام محليًا، ما سيساهم في تقليل الاعتماد على الواردات.

من المتوقع أن يسهم الحقل في دعم الاقتصاد الأردني من نواحٍ عديدة، بما في ذلك توفير فرص عمل جديدة وزيادة الإيرادات الحكومية من قطاع الطاقة، ما يعزز من استقرار البلاد الاقتصادي.

الأردن يسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة

وتسعى وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن إلى تنفيذ استراتيجية جديدة طويلة المدى لزيادة إنتاج البلاد من النفط والغاز، ما يمهد لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، ويخفف الضغط عن الموازنة العامة التي توجه جزءًا كبيرًا من مخصصاتها لاستيراد الطاقة من الخارج.

احتياطيات حقل السرحان

لا توجد تقديرات رسمية حالياً تشير إلى حجم احتياطيات حقل السرحان النفطي في الأردن، إلا أن بعض التقديرات غير الرسمية تشير إلى أن احتياطياته تبلغ نحو 1.5 مليار برميل من النفط الخام الخفيف ذو النوعية الجيدة، وتواصل الجهات المعنية في المملكة دراساتها وأعمال الحفر والتطوير للوقوف على الأحجام الدقيقة للاحتياطيات، بهدف تحديد الإمكانات الإنتاجية المستقبلية.

الجهود لتطوير الحقل

وشهدت جهود تطوير حقل السرحان النفطي مراحل متعددة منذ اكتشافه في أواخر الثمانينيات، تضمنت المرحلة الأولى حفر 14 بئرًا في المنطقة، أظهرت بعضها شواهد نفطية جيدة، مما شجع على استثمار الحقل، لكن توقفت عمليات التطوير لفترة، ثم استؤنفت الجهود مؤخرًا مع طرح عطاءات لحفر بئرين جديدين بعمق يصل إلى 500 متر، بهدف تقييم الإمكانات النفطية وزيادة الإنتاج في المستقبل.

وتتولى شركة البترول الوطنية الأردنية (NPC) مسؤولية تطوير حقل السرحان، وقد وقّعت وزارة الطاقة والثروة المعدنية مذكرات تفاهم مع شركات خاصة مثل "تجانس لتملك وإقامة المشروعات التجارية" لإجراء دراسات تقييمية للاحتمالات المتعلقة بالنفط والغاز في المنطقة

الاتفاقيات مع شركات عالمية

وقعت شركتان سعودية وإماراتية اتفاقيتين مهمتين لتطوير حقل السرحان الأولى مع "أدنوك" الإماراتية، التي ستقوم بحفر بئرين في الحقل، بالإضافة إلى تولي مسؤولية مباشرة لأعمال التنفيذ خلال المرحلة المقبلة، أما الاتفاقية الثانية، فكانت مع شركة أركاس السعودية، مما يعكس التعاون الإقليمي والدولي في تعزيز قطاع الطاقة في الأردن.

Short Url

أخبار متعلقة