"هاني قسيس"، من قلب المصانع المصرية إلى أسواق العالم

الثلاثاء، 04 فبراير 2025 11:17 ص

رجل الأعمال هاني قسيس

كريم قنديل

هاني سليم عزيز قسيس، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للصناعة والتجارة (مينترا)، وهي واحدة من الشركات الرائدة في الصناعة المصرية. وُلد ونشأ في مصر في بيئة صناعية، وكان له دور محوري في تطوير القطاع الصناعي الوطني وزيادة الصادرات المصرية. شغل قسيس العديد من المناصب القيادية، مما جعله واحدًا من أبرز رجال الأعمال في مصر، ويُعدّ من الشخصيات البارزة في مجال الصناعات التحويلية والتصدير.

النشأة والتعليم

حصل هاني قسيس، على درجة بكالوريوس العلوم في التسويق الدولي من الجامعة الأمريكية في سويسرا عام 1990م، كما حصل على درجة الماجستير في الإدارة الدولية من جامعة باريس – السوربون. وفي سعيه الدائم لتعزيز معرفته المهنية، التحق بعدد من الدورات التنفيذية في التفاوض واتخاذ القرار بكلية هارفرد للأعمال، كما شغل عضوية مجموعة البحث في إدارة المنظمات (GREGOR) بجامعة باريس – السوربون لمدة 15 عامًا، حيث ساهم في تدريس مواد التسويق بالجامعة.

إضافة إلى ذلك، قام هاني قسيس بتقديم العديد من المحاضرات والدورات التدريبية في مؤسسات أكاديمية مرموقة مثل الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري و الجامعة الفرنسية في مصر، كما قدم دورات تدريبية للملحقين التجاريين بوزارة التجارة والصناعة المصرية وللمتدربين بالأكاديمية الوطنية للتدريب في الترويج والتواصل والمفاوضات.

بداية مسيرته المهنية

انطلق هاني قسيس في مسيرته المهنية من خلال مشاركته في تأسيس شركة مصر للصناعة والتجارة (مينترا) في عام 1990م. بفضل استراتيجيته الناجحة ورؤيته المستقبلية، تمكن من قيادة الشركة لتصبح واحدة من أهم الشركات الرائدة في الصناعات الوطنية التصديرية، تمكنت الشركة تحت قيادته من تصدير 80% من منتجاتها إلى أكثر من 50 دولة في الأسواق الدولية والعربية والأفريقية في قطاعات متعددة مثل الورق، الأدوات المكتبية، الأدوات المنزلية، الأثاث والمفروشات.

التوسع والإنجازات

لقد قاد هاني قسيس الشركة إلى أن تصبح من الشركات الرائدة في مجالها بفضل أسلوبه الإداري المتميز والابتكاري. كما أنه كان صاحب رؤية استشرافية، فقد عمل على إقامة أحدث مصنع للأحذية الرياضية في مصر وأفريقيا لسد الفجوة في السوق المحلي والدولي، في إطار استراتيجياته التي تهدف إلى تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد المصري من خلال التشغيل والتوظيف والتصدير، مع التركيز على التطوير والابتكار لتحقيق التنمية المستدامة.

يؤمن قسيس أن سر نجاحه يكمن في الاستثمار في العمالة المصرية، حيث يعتبر أن لديه 4000 عامل يمثلون شركاءه الحقيقيين في النجاح. وعلى الرغم من أن حجم أعماله يصل إلى المليارات، إلا أنه لا يحتفظ بأي أموال في البنوك داخل مصر أو خارجها. بدلاً من ذلك، يواصل استثمار أرباحه في تطوير مصانعه وإنشاء خطوط إنتاج جديدة. وقد تعهد أمام الله بتوفير 2500 فرصة عمل سنويًا، مؤكدًا أن العامل المصري ليس فوضويًا كما يُشاع عنه، بل هو متميز ويحتاج فقط إلى إدارة جيدة.

في خطوة جديدة تندرج ضمن رؤيته الاقتصادية، يعمل حاليًا على إنشاء مصنع للأحذية الرياضية والشنط، بهدف توظيف 50 ألف عامل وسد العجز في سلعة يتم استيرادها بنسبة تتجاوز 80%.

المناصب القيادية والمساهمات الوطنية

بالإضافة إلى دوره في شركة مينترا، شغل هاني قسيس عدة مناصب قيادية، أبرزها رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي و عضو اللجنة الاستشارية لرئيس الوزراء لتنمية الصادرات، في هذه المناصب، كان له دور محوري في تعزيز العلاقات التجارية بين مصر والدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة، والعمل على فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية.

كما كان عضوًا في المجلس التصديري للطباعة والتغليف والورق والكتب والمصنفات الفنية، حيث عمل على وضع استراتيجيات تدعم تحسين الصادرات الوطنية وتعزيز قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية.

التحديات والرؤية المستقبلية

خلال مسيرته، واجه هاني قسيس العديد من التحديات، بما في ذلك التغيرات الاقتصادية في مصر وتحديات السوق. ومع ذلك، ظل قسيس ملتزمًا بتحقيق أهدافه، حيث يرى أن مصر تمتلك القدرة على أن تصبح قوة صناعية كبرى في المستقبل القريب، إذا تم التركيز على تطوير القطاع الصناعي من خلال زيادة الإنتاجية وتحسين الجودة. كما أكد على أهمية تطوير قطاعات مثل الورق، البلاستيك، الزجاج، والكيماويات، ودعا إلى إنشاء ألف مصنع جديد في غضون ثلاث سنوات لتعزيز قدرات الإنتاج المحلي وزيادة الصادرات.

الإنجازات والتكريمات

حصل هاني قسيس على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لجهوده في تحسين الصناعة المصرية وتعزيز التصدير. وتم تكريمه من قبل العديد من الجهات الحكومية والخاصة، كما حصل على إشادات كبيرة من قبل المنظمات الدولية لدوره البارز في تطوير الاقتصاد المصري.

الحياة الشخصية والمساهمات المجتمعية

بعيدًا عن مجاله المهني، اهتم هاني قسيس بالأنشطة المجتمعية والخيرية، خاصة في مجال التعليم والتدريب. شارك في العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعليم وتدريب الشباب المصري، وتوفير الفرص لهم للعمل في القطاعات الصناعية المختلفة، كان دائمًا داعمًا لزيادة فرص العمل للشباب في الصناعات التحويلية، معتبرًا أن ذلك سيكون أساسًا لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

إن هاني قسيس هو رجل صناعة من الطراز الأول، ويُلقب نفسه بـ«طلعت حرب»، نظرًا لولعه الشديد بالصناعة واعتقاده الراسخ بأنها السبيل الحقيقي للتنمية، يرى أن نجاحه في هذا المجال هو ما سيحاسبه الله عليه يوم القيامة، حيث يكرس نفسه وأسرته لإدارة مصانع متخصصة في إنتاج الأدوات المدرسية والمنزلية، التي تغزو أسواق أوروبا وأمريكا، مما يعكس الجودة العالية للصناعة المصرية وقدرتها على المنافسة عالميًا.

بالنسبة له، الثراء الحقيقي لا يكمن في جمع الأموال، بل في جلب المال إلى مصر من الخارج، وهو ما يعتبره أساس تقدم الدول، يرى أن الاستيراد والحصول على التوكيلات الأجنبية يعدان الطريق الأسهل لتحقيق الثراء، لكنه يرفض هذه الطريقة لأن ذلك يعني تشغيل مصانع وعمالة أجنبية على حساب المصانع والعمالة المصرية، مع ما يتبعه من خروج للأموال من البلاد.

ختامًا، هاني قسيس هو نموذج لرجل الأعمال المصري الناجح الذي استطاع دمج الخبرة الأكاديمية مع التطبيق العملي في مجالات الصناعة والتجارة. من خلال شركة "مينترا"، وبرؤيته التي تركز على الابتكار، التطوير المستدام، وزيادة التصدير، يسعى قسيس إلى تحقيق تحولات إيجابية في الاقتصاد المصري والمساهمة في تطوير الصناعة المحلية، وتظل رؤيته المستقبلية جزءًا من جهود قوية لبناء مصر كدولة صناعية رائدة على المستوى الإقليمي والدولي.

Short Url

أخبار متعلقة