التكنولوجيا المالية في مصر، 5 شركات ناشئة تقود التحول الاقتصادي في 2025
الأحد، 02 فبراير 2025 04:32 م
الخدمات المالية الرقمية
كريم قنديل
في قلب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تسجل مصر خطوات متسارعة نحو التحول الرقمي بفضل ظهور العديد من الشركات الناشئة التي تدفع عجلة الابتكار في الاقتصاد، يشهد قطاع الشركات الناشئة في مصر ازدهارًا غير مسبوق في عام 2025، حيث تساهم أكثر من 600 شركة ناشئة في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الشمول المالي.
في هذا السياق، تبرز بعض الشركات التكنولوجية المالية التي أصبحت قادة في هذا المجال، ملتزمة بتوفير حلول مبتكرة تهدف إلى تحسين الوصول إلى الخدمات المالية الرقمية وتحقيق النمو المستدام.
فيما يلي أفضل 5 شركات ناشئة تعيد تشكيل الصناعات:
فوري "Fawry": أكبر شبكة مدفوعات رقمية في مصر، تعالج 9 مليون معاملة يوميًا مع خدمات مثل "اشترِ الآن وادفع لاحقًا" وشراكات واسعة.
بيموب "Paymob": تخدم 350,000 تاجر، وتوسع الشمول المالي من خلال أدوات مثل "اللمس على الهاتف" وتعاونات مع ماستركارد.
منت حلان "MNT-Halan": رائدة في التمويل الأصغر من خلال القروض الرقمية والحلول المالية المخصصة للمجتمعات غير المخدومة.
فالو "Valu": تبسط تمويل المستهلكين من خلال نموذج "اشترِ الآن وادفع لاحقًا"، جسر بين البيع بالتجزئة التقليدي والخدمات الرقمية الحديثة.
لاكوي فاينانشال "Lucky Financial": دمج المكافآت النقدية مع الخدمات المالية، مع التركيز على المستخدمين غير المتعاملين مع البنوك والتوسع الإقليمي.
تعمل هذه الشركات الناشئة على حل التحديات المحلية، وتحسين الوصول إلى الخدمات المالية، ووضع مصر كلاعب صاعد في مشهد التكنولوجيا العالمي.
شركة فوري “Fawry”: عملاق المدفوعات الرقمية في مصر
تتعامل فوري مع ملايين المعاملات يوميًا من خلال شبكتها الواسعة التي تضم 166,500 نقطة خدمة، مما يعزز مكانتها كأكبر شبكة مدفوعات رقمية في مصر.
على مر السنين، تطورت الشركة من مجرد معالج مدفوعات بسيط إلى منصة شاملة للخدمات المالية.
يعكس نمو الشركة نجاحها البارز، حيث شهدت زيادة في الأرباح بنسبة 150% على أساس سنوي في عام 2023.
أصبحت خدمة "اشترِ الآن وادفع لاحقًا" خيارًا شائعًا، مما ساعد على تعزيز تمويل المستهلكين، كما أسهمت شراكتها مع باي مي ديجيتال في تمكين المغتربين من إدارة التزاماتهم المالية في مصر بسهولة.
كانت فوري أول شركة تحصل على ترخيص من البنك المركزي المصري لتكون وكيلًا مصرفيًا، تمتد شبكتها إلى 300 مدينة وتوفر أكثر من 1,000 خدمة مالية عبر المتاجر، الأكشاك، أجهزة الصراف الآلي، والمكاتب البريدية.
ومن خلال التعاون مع شركة زوهو، عززت فوري بنيتها التحتية الرقمية، مما يعزز مكانتها كقائدة في قطاع التكنولوجيا المالية.
من خلال منصتها "فوري باي"، توفر الشركة حلول دفع مرنة مثل روابط الدفع للتجار الذين ليس لديهم متاجر على الإنترنت هذه الأدوات جعلت المعاملات الرقمية أكثر سهولة وأمانًا للأعمال التجارية من جميع الأحجام، مما يضمن موثوقيتها عبر مختلف المناطق والقنوات.
لقد لعبت فوري دورًا محوريًا في تغيير مشهد التكنولوجيا المالية في مصر من خلال جعل المدفوعات الرقمية أكثر وصولًا، وتقديم خدمات مبتكرة ساهمت بشكل كبير في الاقتصاد المحلي. شراكاتها مع شركات مثل "باي مي ديجيتال" و"زوهو" قد عززت من قدراتها وزادت من قوتها التنافسية.
تستمر فوري في تعزيز الشمول المالي من خلال شبكتها الواسعة وخدماتها المتنوعة، إن إنجازات فوري تسلط الضوء على قوة النظام البيئي التكنولوجي المالي المتنامي في مصر، وتوضح كيف أن الشركات الناشئة المحلية تعيد تشكيل الخدمات المالية. ومن خلال ريادتها في هذا المجال، تمهد فوري الطريق لشركات أخرى مثل "Paymob" لتعزيز الشمول المالي في أنحاء البلاد.
شركة بيموب “Paymob”: رائدة الشمول المالي للأفراد والشركات الصغيرة
تم تأسيس بيموب في عام 2015، وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في مشهد التكنولوجيا المالية في مصر، حيث تدعم ما يقرب من 350,000 تاجر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، توفر بوابة الدفع متعددة القنوات التي تقدمها بيموب للشركات القدرة على قبول أكثر من 50 طريقة دفع، مما يساعد السكان المتعاملين مع البنوك وغير المتعاملين معها على الوصول إلى الخدمات المالية، يعكس هذا النمو ازدهار النظام البيئي للتكنولوجيا المالية في مصر والبيئة المواتية لبدء الأعمال التجارية في البلاد.
من خلال جولة تمويل من السلسلة B بقيمة 72 مليون دولار، توسعت بيموب إلى أسواق مثل عمان والسعودية والإمارات، كما سمح هذا التمويل بشراكة مع ماستركارد لتوفير حلول الدفع الرقمية الميسورة التكلفة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تتماشى هذه الشراكة مع الهدف العالمي لماستركارد الذي يهدف إلى رقمنة 50 مليون شركة صغيرة بحلول عام 2025.
تقدم بيموب أدوات مثل تقنية "اللمس على الهاتف"، وروابط الدفع، ودمج سلس للتجارة الإلكترونية مع منصات مثل شوبيفاي وووكومرس، تساعد هذه الميزات الشركات الصغيرة على التغلب على الحواجز المالية التقليدية.
تركز بيموب أيضًا على إنشاء بصمات مالية رقمية للمستخدمين غير المتعاملين مع البنوك، وهو خطوة هامة في بلد مثل مصر حيث تعد الأدوات الرقمية أساسية لتحسين الوصول إلى الخدمات المالية.
تحت قيادة الرئيس التنفيذي إسلام شوقي، تواصل الشركة النمو مدعومة من قبل الأنظمة التنظيمية المواتية في مصر، وكذلك الفوائد الضريبية الجديدة التي تمنح للشركات الناشئة.
في المستقبل، تخطط بيموب لتقديم خدمات متقدمة مثل خيارات القروض، وأنظمة تسوية محسنة، وحلول الدفع المدمجة. وبينما تدفع بيموب الشمول المالي عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعمل شركات ناشئة أخرى مثل "MNT-Halan" على إعادة تشكيل التمويل الأصغر في مصر.
شركة “MNT-Halan”: تحول التمويل الأصغر باستخدام التكنولوجيا
تحت قيادة الرئيس التنفيذي مونيير نخلة، تعيد MNT-Halan تشكيل التمويل الأصغر في مصر من خلال دمج الأدوات الرقمية مع الخدمات المالية التقليدية.
منذ إطلاقها، حققت الشركة إنجازات بارزة، حيث وزعت أكثر من 30 مليار جنيه في قروض وخدمت أكثر من 5 مليون عميل في جميع أنحاء البلاد.
من خلال استخدام المنصات الرقمية، تتمكن الشركة من تقليص التكاليف وتحسين الوصول إلى الخدمات المالية للمجموعات غير المخدومة. هذا النهج جعل الشركة رائدة في مشهد التكنولوجيا المالية في مصر، حيث تعمل على إزالة الحواجز في التمويل الأصغر باستخدام التكنولوجيا.
الخدمات الرئيسية التي تقدمها الشركة
فئة الخدمة | الوصف |
القروض الرقمية | الموافقة التلقائية مع صرف سريع، مما يقلل وقت المعالجة من أسابيع إلى ساعات. |
حلول التمويل الأصغر | قروض مخصصة بشروط مرنة، مما يجعل التمويل أكثر وصولًا للأعمال الصغيرة. |
الشمول المالي | محافظ رقمية وأدوات دفع، مما يحسن الوصول للسكان غير المتعاملين مع البنوك. |
لم تذهب جهود الشركة دون تقدير، حيث تم تسميتها "أفضل شركة تكنولوجيا مالية في مصر" في جوائز البنوك والتمويل العالمية لعام 2022. كما عززت شراكاتها مع المنظمات العالمية مكانتها في السوق.
مع تركيزها على الابتكار والوصول إلى المجتمعات غير المخدومة، تدفع الشركة نمو التكنولوجيا المالية في مصر، حيث من المتوقع أن ينمو القطاع بمعدل نمو سنوي يبلغ 20% حتى عام 2028.
بينما تتصدر MNT-Halan في مجال التمويل الأصغر، تحقق شركة "Valu" نجاحات كبيرة في تمويل المستهلكين، مما يساهم في تشكيل صناعة التكنولوجيا المالية الديناميكية في مصر.
شركة فالو “Valu”: تبسيط التمويل الاستهلاكي من خلال نموذج "اشتر الآن وادفع لاحقًا"
أصبحت فالو من أبرز الشركات في مشهد التكنولوجيا المالية المتنامي في مصر من خلال تلبية حاجة رئيسية في تمويل المستهلكين. تأسست في عام 2017 على يد وليد حسونة، وتبسط المنصة الوصول إلى التمويل للمشتريات اليومية من خلال نموذج "اشتر الآن وادفع لاحقًا" (BNPL)، مما يوفر بديلاً عمليًا للبنوك التقليدية.
تعمل المنصة بسلاسة مع التجار عبر العديد من الصناعات، بما في ذلك الإلكترونيات، والأثاث، والرعاية الصحية. هيكل الرسوم الشفاف الذي تتبعه – خالي من التكاليف المخفية – يجعلها جذابة للمستهلكين الذين قد يجدون خيارات البنوك التقليدية بعيدة المنال.
لقد نجحت فالو في ربط تجارة التجزئة التقليدية بالخدمات المالية الحديثة، مما مكّنها من تحقيق موقع قوي في سوق التكنولوجيا المالية الديناميكي في مصر.
ومن خلال تركيزها على توفير خيارات تمويل مرنة، خاصة للمستهلكين غير المخدومين، اكتسبت الشركة سمعة قوية كعلامة تجارية موثوقة.
وبالتزامها القوي بإدارة المخاطر والامتثال للوائح المالية في مصر، اكتسبت فالو ثقة كل من المستهلكين والتجار. هذا التوازن بين الابتكار والمسؤولية سمح للشركة بالنمو بثبات مع المساهمة في تحول البلاد نحو الحلول المالية الرقمية.
مع استمرار الطلب على خيارات الدفع المرنة في الارتفاع، تبدو فالو في وضع جيد للنمو المستقبلي، قدرتها على دمج الخدمات سهلة الاستخدام مع الامتثال التنظيمي تمهد الطريق للتوسع في السنوات القادمة.
وفي الوقت نفسه، تعمل شركات ناشئة أخرى مثل “Lucky Financial” على تعزيز النظام البيئي من خلال تبسيط المكافآت والمدفوعات، مما يضيف مزيدًا من الزخم إلى قطاع التكنولوجيا المالية في مصر.
شركة لاكوي فاينانشال “Lucky Financial”: الابتكار في المكافآت والمدفوعات الرقمية
تعمل شركة لاكوي فاينانشال على إعادة تشكيل مشهد المكافآت والمدفوعات الرقمية في مصر من خلال نظام يجمع بين مكافآت الاسترداد النقدي والخدمات المالية.
هذه المقاربة تبرز النمو السريع لقطاع التكنولوجيا المالية في مصر، الذي تدعمه السياسات التقدمية والتطورات التكنولوجية.
مع 8 ملايين مستخدم، و30,000 شريك تجاري، و280,000 معاملة شهريًا، تلبي لاكوي الطلب القوي في السوق. وقد حققت الشركة نموًا بنسبة 250% على أساس سنوي في قيمة البضائع الإجمالية، مما يعكس تأثيرها الكبير في السوق.
تقدم بطاقة "لاكي وان"، التي تم إنشاؤها بالشراكة مع بنك المشرق، وميزا، وMDP، استردادًا نقديًا يصل إلى 5%، بالإضافة إلى ميزات مثل دفع الفواتير والسحب النقدي. هذا يجعل الخدمات المالية أكثر سهولة، خاصة للمجتمعات غير المخدومة.
يقول “أيمن إسواي”، الشريك المؤسس لشركة لاكوي: "مهمة لاكوي هي دعم النظام البيئي للتكنولوجيا المالية، وتوفير تجربة تسوق وتوفير ودفع سلسة من خلال تزويد المستخدمين غير المتعاملين مع البنوك بالتجربة المصرفية التي لم يحصلوا عليها من قبل".
من خلال شراكة مع AMAN، قدمت لاكوي خيارات "اشتر الآن وادفع لاحقًا" (BNPL)، مما يتيح الوصول إلى الائتمان للمستهلكين الذين تم استبعادهم سابقًا من خدمات بطاقات الائتمان التقليدية، ويتماشى هذا مع هدفها في تحسين الشمول المالي في مصر، حيث يفتقر حوالي 67% من السكان إلى الوصول الكافي إلى الخدمات المالية.
يتم تمويل خطط التوسع الإقليمي لشركة لاكوي من خلال جولة تمويل من السلسلة A بلغت قيمتها 25 مليون دولار، بقيادة "نكلود" وبعض البنوك الوطنية الرئيسية، ومع العمليات الحالية في المغرب، تعمل لاكوي على توسيع حلولها المالية عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يبرز نمو لاكوي ونهجها التكنولوجي إمكانيات التحول التي يحملها قطاع التكنولوجيا المالية في مصر، مما يمهد الطريق لتحقيق تأثير أوسع على مستوى المنطقة.
ختامًا، يشهد نظام الشركات الناشئة في مصر نموًا سريعًا، مما يشير إلى تحول كبير في الاقتصاد الرقمي للبلاد، إيرادات قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تبلغ 6.5 مليار دولار، والتي تمثل 5.8% من الناتج المحلي الإجمالي، تُظهر مدى أهمية هذه الشركات الناشئة في تقدم الاقتصاد المصري، بدعم من السياسات الحكومية ومراكز الابتكار، تزدهر هذه الشركات وتجذب المستثمرين العالميين، حتى في ظل التحديات مثل التضخم بنسبة 32.5%.
تحدث الشركات الناشئة فرقًا حقيقيًا من خلال تحسين الوصول إلى الخدمات المالية ودفع التحول الرقمي. خذ على سبيل المثال فوري، التي تمتلك 225,000 نقطة خدمة وتعالج 3.06 مليون معاملة يوميًا ، مما يبرز مدى تأثير هذه الشركات.
فمن خلال حل المشاكل المحلية باستخدام حلول قابلة للتوسع، لا تقوم هذه الشركات بتغيير حياة الناس في مصر فقط، بل تضع أيضًا معايير جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
هذه الزخم يتجاوز الأعمال الفردية، ويضع مصر كقوة صاعدة في مشهد التكنولوجيا العالمي، ومع مزيج من الدعم الحكومي، وزيادة الاهتمام من قبل المستثمرين الدوليين، وقاعدة من رواد الأعمال الموهوبين، من المتوقع أن يستمر نظام الشركات الناشئة في مصر في النمو. مع توسع هذه الشركات وابتكارها، فإنها ترسخ مكانة مصر كمركز تكنولوجي رائد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
Short Url
زراعة الشيوخ تناقش أهم التحديات التى تواجه الأمن الغذائي
02 فبراير 2025 07:56 م
الجميع يترقب لاجتماع أوبك، هل تغيٌر سياستها لأجل ترامب؟
02 فبراير 2025 06:31 م
البنك المركزي يطرح غدًا عطاء أذون خزانة بقيمة مليار دولار لأجل سنة
02 فبراير 2025 05:12 م
أكثر الكلمات انتشاراً