الخميس، 30 يناير 2025

08:01 م

أسسها

حازم الجندي

رئيس مجلس الإدارة

أكرم القصاص

إشراف عام

علا الشافعي

«القطاع العقاري في دبي» نمو متسارع واستثمارات تتجاوز 100 مليار درهم سنويًا (تقرير)

الإثنين، 27 يناير 2025 03:59 م

دبي

دبي

كريم قنديل

القطاع العقاري في دبي يُترجم استراتيجيات الإمارة الطموحة إلى إنجازات تاريخية بتصرفات بلغت 761 مليارًا في 2024، وينجز 2.78 مليون معاملة عبر مختلف الأنشطة العقارية خلال عام، كما يُعتبر القطاع العقاري في دبي من أبرز القطاعات الاقتصادية التي تساهم بشكل كبير في اقتصاد الإمارة، ويرجع ذلك إلى التطور السريع الذي شهدته المدينة على مدار العقدين الماضيين. 

فدبي، التي كانت في الماضي مجرد صحراء، أصبحت اليوم إحدى أبرز الوجهات الاستثمارية في العالم، وهو ما انعكس بشكل واضح على السوق العقاري، وخلال السنوات الأخيرة، شهد القطاع العقاري تحولات كبيرة نتيجة لمجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مما جعله واحدًا من أكثر الأسواق العقارية ديناميكية في المنطقة.

التطور العقاري

أهمية القطاع العقاري في دبي

يعد القطاع العقاري في دبي من أكبر المساهمين في الناتج المحلي الإجمالي، وهو محرك رئيسي للنمو الاقتصادي، يساهم القطاع العقاري في توفير العديد من فرص العمل، حيث يعمل فيه الملايين من الأفراد في مختلف مجالات الإنشاء، التطوير، والإدارة العقارية، كما يُعتبر العقار في دبي واحدًا من أبرز الأدوات الاستثمارية، حيث تستقطب المدينة المستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء، ويتميز سوق العقارات في دبي بتنوعه الكبير، سواء من حيث نوعية العقارات (سكنية، تجارية، أو صناعية) أو من حيث المواقع التي تضم أبرز المشروعات العقارية على مستوى العالم.

العوامل المؤثرة في القطاع العقاري في دبي

العوامل الاقتصادية: يعتبر الوضع الاقتصادي أحد العوامل الرئيسة التي تؤثر في أداء السوق العقاري في دبي. شهدت الإمارة نموًا اقتصاديًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، نتيجة للاستثمار في مشاريع ضخمة، مثل مشروع "دبي هاربور" و"دبي كريك هاربر". على الرغم من الانخفاض النسبي في أسعار النفط خلال السنوات الماضية، إلا أن دبي تمكنت من الحفاظ على جاذبيتها الاستثمارية بفضل التنوع الاقتصادي الذي تبنته حكومة دبي. بالإضافة إلى ذلك، تمثل الاستثمارات الأجنبية عاملاً محوريًا في تعزيز السوق العقاري، حيث تساهم شركات من مختلف أنحاء العالم في تطوير مشاريع عقارية ضخمة في دبي.  تبلغ قيمة المعاملات العقارية السنوية في دبي حوالي 100 مليار درهم إماراتي، ما يعكس قوة هذا القطاع في الاقتصاد الإماراتي.

العوامل الاجتماعية: يشهد المجتمع في دبي تغيرات ديموغرافية سريعة، مع تزايد أعداد السكان بشكل مستمر. بلغ عدد سكان دبي في عام 2023 حوالي 3.5 مليون نسمة، وهو ما يعزز الطلب على العقارات السكنية والتجارية في المدينة. كما أن أسلوب الحياة المتغير، وزيادة الوعي بالاستثمار في العقار كمصدر للثروة، يعزز أيضًا من إقبال الأفراد على شراء وامتلاك العقارات. وعلى الرغم من أن القطاع العقاري في دبي يستهدف شريحة واسعة من السكان، إلا أن هناك تركيزًا كبيرًا على المشاريع التي تلبي احتياجات الطبقات المتوسطة والعالية.

العوامل السياسية: تلعب السياسات الحكومية دورًا رئيسيًا في دعم النمو المستدام للقطاع العقاري في دبي. قامت حكومة دبي بتقديم تسهيلات كبيرة للمستثمرين، بما في ذلك منح الإعفاءات الضريبية وتسهيلات في الإجراءات القانونية. كما تم تعديل العديد من القوانين لتنظيم السوق العقاري وتوفير بيئة استثمارية آمنة، مما زاد من ثقة المستثمرين في السوق العقاري. على سبيل المثال، فقد قامت دبي بتقديم قانون الملكية العقارية للمقيمين الأجانب، ما منحهم فرصة امتلاك العقارات في بعض المناطق.

العقارات التجارية

استراتيجية دبي للقطاع العقاري 2033

بفضل استراتيجية دبي للقطاع العقاري 2033، يواصل القطاع رفع معايير الشفافية وزيادة عائد الاستثمار وترسيخ ثقة المستثمرين مع تلبية احتياجات السوق المتنوعة، لتظل سوق العقارات في دبي من بين الأفضل عالمياً من حيث العائدات، مع التركيز القوي ليس فقط على الابتكار والتميز ولكن أيضاً على استقرار أسباب النمو واستدامتها، مع الحرص على مواصلة تنظيم السوق بأسلوب يجعل دبي أفضل مكان للعيش والعمل في العالم، وواحدة من أكبر ثلاث اقتصادات حضرية ومضاعفة ناتجها المحلي الإجمالي بحلول عام 2033.
إن الأهداف الطموحة لاستراتيجية دبي للقطاع العقاري 2033، تتمثل أيضا في زيادة حجم التعاملات العقارية لتصل إلى 70 بالمائة، ما يعزز قيمة السوق العقاري في دبي إلى تريليون درهم، فضلا عن مضاعفة قيمة المحافظ العقارية لتصل إلى 20 مليار درهم.

جاء ذلك خلال اطلاع سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم على النتائج القياسية التي حققها القطاع العقاري في إمارة دبي خلال عام 2024، حيث سجّل القطاع أداءًا استثنائيًا يعكس مكانة دبي كوجهة استثمارية عالمية، إذ تم إنجاز 2.78 مليون معاملة عقارية في هذا العام، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق في تاريخها من حيث التعاملات العقارية الإجمالية (بما يشمل التصرفات العقاريّة والمعاملات الإيجارية)، محققًا زيادة بنسبة 17% مقارنة بالعام 2023، في حين بلغ عدد التصرفات العقارية 226 ألف تصرف بقيمة إجمالية بلغت 761 مليار درهم (207.2 مليار دولار)، بنمو نسبته 36% من حيث العدد و20% من حيث القيمة مقارنة بالفترة ذاتها.

العقارات السياحية

دبي وجهة المستثمرين المفضّلة

تأكيدًا على الجاذبية الاستثمارية العالمية للسوق العقاري في دبي، حققت المبيعات العقارية نموًالافتًا بعد تسجيل 217 ألف مبايعة بقيمة 526 مليار درهم، وبنمو وصل إلى 38% في عددها و27% في قيمتها على التوالي، في حين استقطبت دبي 110,000 مستثمرًا جديدًا في القطاع العقاري بنمو 55%، ما يؤكد دور دبي الرائد في توفير بيئة استثمارية مثالية تستقطب المستثمرين من حول العالم وتدعم النمو المستدام للقطاع.

تمثل هذه المؤشرات دليلاً ملموسًا على مرونة السوق العقاري في دبي، وقدرته على مواكبة التغيرات العالمية واستقطاب الاستثمارات النوعية، كما تعكس النتائج المحققة في 2024 رؤية دبي الطموحة وجهودها المستمرة لتعزيز جاذبيتها الاستثمارية بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة وفي إطار أجندة دبي الاقتصادية D33 التي تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارة ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم.

كانت استراتيجية دبي للقطاع العقاري 2033 محركًا رئيسيًا في هذا النمو، من خلال التركيز على مضاعفة القيمة المضافة للقطاع في الناتج المحلي الإجمالي، ودعم منظومة متكاملة قائمة على الابتكار والتكنولوجيا، تعزّز الشفافية وتوازن العرض والطلب. وتستهدف هذه الاستراتيجية جذب الاستثمارات من الأسواق الواعدة، ما يرسخ مكانة دبي كمركز عالمي للاستثمار العقاري.

تطور السوق العقاري في دبي

العقارات السكنية: شهدت دبي تطورًا سريعًا في قطاع العقارات السكنية، حيث تُعتبر دبي اليوم واحدة من أكبر أسواق العقارات السكنية في المنطقة. يتركز الطلب في الأسواق السكنية الراقية مثل "مدينة دبي الرياضية"، "دبي مارينا"، و"وسط مدينة دبي" التي تضم العديد من الأبراج السكنية الفاخرة. على الرغم من التحديات الاقتصادية، فإن أسعار العقارات السكنية في دبي شهدت زيادات تراوحت بين 5-10% في عام 2023، مما يشير إلى تعافي السوق وعودة الطلب بشكل قوي. كما يُتوقع أن يستمر النمو في الطلب على العقارات السكنية في المناطق التي تتمتع بموقع استراتيجي، خاصة مع المشاريع الجديدة التي يتم تنفيذها.

العقارات التجارية: على الرغم من التحديات التي شهدتها السوق التجارية بسبب جائحة كوفيد-19، فقد ظل الطلب على العقارات التجارية قويًا في دبي، خاصة في المناطق مثل "برج خليفة" و"دبي داون تاون". بالرغم من أن العمل عن بُعد أصبح أكثر انتشارًا، فإن العديد من الشركات لا تزال ترى أن وجود مكاتب في دبي يمثل أولوية استراتيجية، بسبب موقع المدينة الحيوي الذي يجعلها نقطة وصل بين الشرق والغرب. سجلت العقارات التجارية في دبي زيادة في الإيجارات بنحو 8% في عام 2023، ما يعكس الانتعاش التدريجي في هذا القطاع.

المشاريع الكبرى: لا شك أن المشاريع الكبرى التي تُنفذ في دبي تعد من أبرز العوامل التي تدفع القطاع العقاري إلى الأمام. من بين هذه المشاريع، يعتبر "دبي هاربور" واحدًا من أكبر مشاريع البحر في العالم، وهو من المشاريع التي ستغير وجه العقارات التجارية والسكنية في المنطقة. كذلك، يعتبر "دبي كريك هاربر" مشروعًا مبتكرًا يتضمن بناء مدينة متكاملة تضم شققًا سكنية ومكاتب وتجارية، ومن المتوقع أن يساهم في جذب الاستثمارات العالمية. تُقدر قيمة المشاريع العقارية الكبرى في دبي بنحو 500 مليار درهم، ما يعزز من النمو المستقبلي للقطاع.

المشاريع الإنشائية

بيئة عقارية تُدار بأحدث التقنيات

إنّ استقطاب أكثر من 110 آلاف مستثمر جديد في القطاع العقاري خلال العام الماضي يعتبر مؤشرًا على الجهود الرامية إلى تعزيز ثقة المستثمرين العالميين، ويُعد هذا الإنجاز دليلاً على التزام دبي بتطوير بيئة عقارية متقدمة تُدار بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا العقارات، ما يسهم في رفع الكفاءة التشغيلية، وتحقيق رضا المستثمرين والمتعاملين على حد سواء.

واصل دائرة الأراضي والأملاك في دبي العمل، جنبًا إلى جنب، مع شركائها في القطاعين العام والخاص لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تدعم رؤية دبي المستقبلية، وتسهم في تحقيق المستهدفات الاستراتيجية، في الوقت الذي تمضي فيه الإمارة بخطى واثقة نحو تأكيد مكانتها كوجهة استثمارية رائدة، بفضل بنيتها التحتية المتطورة، ومبادراتها الرائدة، وإرثها الطويل في الابتكار والتميز.

ومع استمرار دبي في تحقيق هذه القفزات النوعية والتاريخية، تؤكد الإمارة جاهزيتها لريادة المستقبل، وتحقيق أهدافها الطموحة بأن تصبح الوجهة الأولى عالميًا للاستثمار العقاري والتنمية المستدامة، ومن خلال التركيز على التكامل بين القطاعين العام والخاص، تواصل دبي تقديم نموذج عالمي يحتذى به في تحقيق التميز الاقتصادي، ودعم رؤيتها الاستراتيجية، وتعزيز ريادتها في مختلف القطاعات.

التقدم التكنولوجي في البناء

التوجهات المستقبلية في القطاع العقاري في دبي

زيادة الاستثمارات الأجنبية: مع استمرار نمو دبي كمركز اقتصادي عالمي، يُتوقع أن يتزايد الاستثمار العقاري في المستقبل. تمثل الاستثمارات الأجنبية أحد المحركات الرئيسية للسوق العقاري، حيث تشهد دبي تدفقًا مستمرًا للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم. وبفضل السياسات الجذابة التي قدمتها الحكومة، مثل منح المستثمرين الأجانب الحق في تملك العقارات بنسبة 100%، يُتوقع أن تشهد دبي مزيدًا من المشاريع العقارية الكبرى في المستقبل.

التقنيات الحديثة في القطاع العقاري: أحد الاتجاهات التي ستُحدث ثورة في السوق العقاري في دبي هو استخدام التكنولوجيا المتقدمة في مجال العقارات. تتبنى العديد من الشركات العقارية في دبي تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني لتقديم حلول أكثر دقة وفعالية للمستثمرين. كما تتجه دبي إلى الابتكار في تصميم المباني بحيث تصبح أكثر استدامة وذكاء، مما سيزيد من جاذبية القطاع العقاري.

التوسع الحضري: من المتوقع أن يستمر التوسع الحضري في دبي، حيث يُتوقع أن يتم تطوير المزيد من المشاريع العقارية في المناطق التي تشهد نموًا سكانيًا كبيرًا. مع مشروعات مثل "دبي الجنوب" التي تستهدف أن تكون مدينة ذكية، يُتوقع أن تتطور دبي لتصبح مدينة من الطراز الأول، تستقطب العديد من الأعمال التجارية والسكان المحليين والدوليين.

عقارات سكنية

التحديات والفرص في القطاع العقاري

التحديات: يواجه القطاع العقاري في دبي بعض التحديات الرئيسية التي قد تؤثر على نموه المستقبلي. من أبرز هذه التحديات تقلبات أسعار العقارات في الأسواق العالمية، والتي قد تؤثر على ثقة المستثمرين. كما أن المخاطر الاقتصادية العالمية مثل التضخم والركود قد تؤثر أيضًا على قدرة المستثمرين المحليين والدوليين على الاستثمار في السوق العقاري.

الفرص: على الرغم من هذه التحديات، تظل هناك العديد من الفرص المتاحة في السوق العقاري في دبي. تزايد الطلب على العقارات المستدامة والعقارات الذكية يوفر فرصة للمطورين للاستثمار في التقنيات الحديثة. كما أن المشاريع الكبرى التي ستنفذها الحكومة، مثل "دبي هاربور"، ستسهم بشكل كبير في تعزيز جاذبية السوق العقاري.

ختامًا، يظل القطاع العقاري في دبي من أكثر القطاعات الاقتصادية ديناميكية في المنطقة، ويُتوقع له أن يواصل نموه بفضل الاستثمارات الضخمة التي تتلقاها المدينة والابتكار التكنولوجي الذي يشهده السوق. وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجهه، فإن السوق العقاري في دبي سيظل محط أنظار المستثمرين الأجانب والمحليين. كما أن التوسع المستمر في مشروعات البنية التحتية والتطوير الحضري سيسهم في تعزيز قدرة دبي على جذب مزيد من الاستثمارات العقارية في المستقبل القريب.

Short Url

search