هل تنجح جاكرتا في لعبة الكبار؟، خطة بـ19 مليار دولار لتفادي غضب ترامب الجمركي

الإثنين، 14 أبريل 2025 11:11 ص

أمريكا وإندونيسيا

تحليل/ ميرنا البكري

في الأيام الاخيرة، أعلنت إندونيسيا إنها تفكر في شراء سلع أميركية بحوالي 18 لـ19 مليار دولار، لكي تفتح باب مفاوضات مع الولايات المتحدة، ومحاولة لتهدئة أي نية من ترامب لفرض رسوم جمركية تضعف اقتصادها، خاصةً في القطاعات الحساسة مثل المعادن والتكنولوجيا.

لم تأتي هذه الخطوة من فراغ، بل في وقت يستعد فيه ترامب لفرض رسوم جديدة، مما يجعل الدول في حالة ذعر وقلق من قرارات أمريكا، وبالتالي تحاول إندونيسيا أن تهدىء الوضع بينها وبين الولايات المتحدة.

Picture background — **الرئيس الأمريكي دونالد ترامب**

إندونيسيا تحاول تكسب أمريكا بدبلوماسية التجارة “البيزنس”

جاكرتا تواجه قرارات ترامب بذكاء وحكمة، فتعرض على أمريكا عروض مغرية منها، شراء سلع بمليارات الدولار كما عرضت عليهم استثمارات كبيرة من شركات حكومية إندونيسية في قطاعات مثل البترول والغاز وتكنولوجيا المعلومات داخل أمريكا.
لماذا؟ لكي تبين حسن النية وتقول لهم "نحن شركاء وليس خصوم"، حتى لا يتأثروا سلبًا من أي قرارات جمركية قادمة.

ترامب وقصته مع 90 صفقة في 90 يوم، خطة طموحة أم أوهام؟

تحاول إدارة ترامب أن ترد الثقة للأسواق مرة أخرى، وبدأت خطة “90 صفقة في 90 يوم”. لكن في واقع الأمر الكل يعتقد إن هذا شبه مستحيل؛ نظرًا لإن فريق ترامب ليس مكتمل، وهناك مناصب مازالت فارغة، وكبير مفاوضي الرسوم الجمركية"سكوت بيسنت"، كان ف بوينس آيرس وليس في واشنطن، أي لم يظهر في وقت الجد، حتى أقرب صفقات ترامب في الماضي استغرقت شهور وأعوام، يعني فكيف يُنهي 90 صفقة في 3 شهور؟

المعادلة الصعبة، السوق يرغب طمأنينة، وترامب يريد انتصارات سريعة

بدأت الأسواق المالية ترتبك، مما أدى إلى بيع المستثمرين لسندات خزانة، كما إن الدولار شهد تراجع في الفترة الأخيرة، وأسعار الذهب ارتفعت بشكل ملحوظ، كل هذا يزود الضغط على ترامب وفريقه في إظهار نتائج سريعة وإبرام اتفاقيات، الكلام سهل للغاية ولكن الواقع مليء بالتحديات.

اللعبة سياسية واقتصادية بامتياز، فالأحداث الآن عبارة عن شطرنج عالمي، إندونيسيا تحاول تلعبها بذكاء، ترامب يريد أن يظهر قوته قبل أي انتخابات أو ركود محتمل، والاتحاد الأوروبي يخطو في طريق المفاوضات، والعالم كله يراقب قرارت ترامب.
الخلاصة إن اللعب مع أمريكا الآن ليس بالساهل، والخطأ يكلف الكثير. وإندونيسيا تحاول أن تحجز مكانها في الصف الأمامي قبل ما ترامب يقفل باب المفاوضات ويفرض موجة أخرى من التعريفات.

انخفاض الدولار.. فوائد بالجملة فمن الخاسرون؟ - Economy Plus — **هبوط الدولار**

ختامًا، هل تستطيع إندونيسيا الإفلات من فخ الرسوم الجمركية؟

إذا لعبت جاكرتا بذكاء، وبالفعل قدمت حوافز حقيقية للولايات المتحدة، قد تتفادى الضربة، لكن في عالم الاقتصاد، لا يوجد ضمانات، وكل يوم تظهر مفاجآت، والسؤال الذي يطرح نفسه: ترامب يظل على موقفه، أم المصالح الاقتصادية تسيطر على قراراته؟ الأيام القادمة تكشف، والمؤكد إن الدول الذي تتحرك بسرعة وذكاء هي التي تنجو في العاصفة.

Short Url

أخبار متعلقة