بث تجريبي

الإثنين، 20 يناير 2025

07:55 م

أسسها

حازم الجندي

رئيس مجلس الإدارة

أكرم القصاص

إشراف عام

علا الشافعي

دراسة لـ «إيجي إن»، الدخل اليومي للمتسول في مصر يصل لـ 1000 جنيه يوميًا

الإثنين، 20 يناير 2025 05:34 م

ظاهرة التسول

ظاهرة التسول

يُعتبر التسول ظاهرة اجتماعية تعود جذورها إلى العصور القديمة، حيث كان الأفراد يلجأون إلى طلب المساعدة من الآخرين في أوقات الحاجة، وقد تفاقمت هذه الظاهرة في مصر بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، نتيجة لعوامل اقتصادية واجتماعية متعددة.

فالتسول هو ممارسة يقوم بها الأفراد بطلب المال أو الطعام أو المساعدة من الآخرين في الأماكن العامة، دون تقديم خدمة أو منتج مقابل ذلك. يمكن أن يكون التسول بشكل مباشر من خلال طلب المساعدة بشكل صريح، أو بشكل غير مباشر من خلال عرض حالات بائسة أو استخدام الأطفال لجذب التعاطف.

ومن أسباب تفاقم هذه الظاهرة في مصر ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، والنزاعات الداخلية، والهجرة من الريف إلى المدن.

التسول

أهداف الدراسة

تهدف الدراسة إلى تحليل ظاهرة التسول في مصر، وأسبابها، وأنواعها، وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية. تتركز الظاهرة في القاهرة والإسكندرية، حيث تنتشر بشكل أكبر خلال المناسبات الدينية والأعياد. يعمل المتسولون تحت إشراف قادة غير رسميين، ويقسمون المناطق بينهم لضمان عدم التداخل. يتراوح الدخل اليومي للمتسول بين 600 إلى 1000 جنيه مصري، وذلك حسب الموقع والوقت.

تتجمع مجمعات التسول في المناطق الحيوية مثل الأسواق والمواصلات العامة، كما تسعى الدراسة إلى تقديم حلول للحد من تفاقم الظاهرة من خلال دعم الأسر الفقيرة وتحسين توزيع الدخل القومي.

تفاقم الظاهرة في مصر

تتنوع فئات المتسولين في مصر، حيث لا يكاد يخلو شارع في العاصمة القاهرة وغيرها من المدن المصرية من هذه الظاهرة. على الرغم من الحملات الأمنية المستمرة، إلا أن التسول يزداد انتشاراً، مما يدفع البعض للمطالبة بتشديد التشريعات لردع المتسولين عن استغلال "فاعلي الخير" لتحقيق أرباح شخصية.

تشير بيانات وزارة الداخلية المصرية إلى ارتفاع قضايا التسول بنسبة 40% خلال أغسطس الماضي، حيث سجلت 2280 قضية مقارنة بـ1689 قضية في يوليو السابق، كما أسفرت الجهود الأمنية عن ضبط 14202 قضية تسول في سبتمبر 2024 في جميع محافظات مصر.

الحملات الأمنية

 تأتي هذه الزيادة نتيجة الحملات الأمنية المكثفة في الميادين والشوارع الرئيسية بمختلف المحافظات.

كما تُشير بعض التقديرات الصادرة عن مجلس النواب إلى وجود حوالي نصف مليون متسول خلال عام 2017، منهم حوالي 97 ألف طفل، ومع ذلك لا توجد تقديرات محددة ودقيقة لأعداد المتسولين في مصر.

التوزيع الجغرافي للمتسولين في مصر

  • القاهرة: تتصدر العاصمة المصرية قائمة المدن الأكثر انتشاراً للمتسولين، حيث يبلغ عددهم حوالي 14,400 متسول، وذلك بحسب تقرير صادر عن قسم الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، حيث تنتشر هذه الظاهرة بشكل ملحوظ في المناطق الحيوية مثل ميدان التحرير ومحطات المترو.
  • الإسكندرية: تأتي هذه المحافظة في المرتبة الثانية بعد القاهرة، حيث يوجد بها حوالي 9000 متسول يتركزون في المناطق السياحية والأسواق الشعبية.
  • الجيزة: تحتل الجيزة المرتبة الثالثة، حيث يوجد بها حوالي 7600 متسول ينتشرون في المناطق التجارية والمناطق القريبة من الأهرامات.
  • الغربية: يبلغ عدد المتسولين في هذه المحافظة تقريبًا 5800 متسول ينتشرون في المناطق الكبرى، مثل طنطا والمحلة الكبرى.
  • الدقهلية: يوجد بها حوالي 3000 متسول ينتشرون في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء.

ويؤدي انتشار هذه الظاهرة في مصر إلى زيادة معدلات الجريمة واستغلال الأطفال، بالإضافة إلى التأثير السلبي على الاقتصاد المحلي من خلال زيادة الأعباء على الخدمات العامة.     

ارتفاع معدل الفقر

الأوقات المناسبات الأكثر نشاطًا للتسول في مصر 

الصباح الباكر: يبدأ المتسولون نشاطهم في ساعات الصباح الباكر، حيث يستهدفون الموظفين والطلاب المتوجهين إلى أعمالهم ومدارسهم.

فترة الظهيرة: تزداد حركة التسول خلال فترة الظهيرة، خاصة في المناطق التجارية والمطاعم، حيث يتواجد عدد كبير من الناس.

المساء: تعتبر فترة المساء من أكثر الأوقات نشاطاً للمتسولين، حيث تزدحم الشوارع والأسواق بالمتسوقين والعائلات.

كما تتزايد ظاهرة التسول في مصر بشكل ملحوظ خلال المناسبات والأعياد، حيث يستغل المتسولون روح العطاء والتعاطف التي تسود بين الناس، ومن أبرز هذه المناسبات شهر رمضان، حيث تكثر الصدقات والزكاة، مما يجعل الشوارع والأسواق مكتظة بالمتسولين. كذلك، تشهد الأعياد الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى زيادة في نشاط التسول، حيث يتواجد المتسولون بكثافة حول المساجد والمناطق التجارية. بالإضافة إلى ذلك، تزداد الظاهرة خلال المناسبات الوطنية والاحتفالات العامة، حيث يتجمع الناس بأعداد كبيرة، مما يوفر فرصاً أكبر للمتسولين لجمع الأموال.

ورديات التسول والتنظيمات غير الرسمية بين المتسولين

في شوارع مصر المزدحمة، لا يقتصر التسول على الأفراد الذين يعملون بشكل عشوائي، بل يتبع بعض المتسولين نظاماً منظماً يعتمد على الورديات لتغطية أكبر عدد من الساعات خلال اليوم. هذا التنظيم غير الرسمي يساعدهم على تحقيق أكبر قدر من الأرباح وتجنب التنافس المباشر في نفس المنطقة.

  • نظام الورديات

يعمل المتسولون بنظام الورديات، حيث يتناوبون على الأماكن الحيوية مثل الميادين العامة ومحطات المترو والأسواق. يبدأ البعض عملهم في الصباح الباكر، بينما يتولى آخرون الورديات المسائية، مما يضمن وجود متسولين في نفس المكان على مدار اليوم.

  • التنظيم غير الرسمي

توجد تنظيمات غير رسمية بين المتسولين لتنسيق العمل وتجنب التنافس في نفس المنطقة، حيث يتفق المتسولون على تقسيم المناطق بينهم، بحيث لا يتواجد أكثر من متسول في نفس المكان في نفس الوقت. هذا التنظيم يساعدهم على تجنب النزاعات وضمان تحقيق أرباح مستقرة.

مجمعات التسول تحت إشراف قادة غير رسميين

في مصر، لا يقتصر التسول على الجهود الفردية فقط، بل يتواجد تحت إشراف قادة غير رسميين ينظمون العملية بشكل دقيق. هؤلاء القادة يشرفون على توزيع المناطق بين المتسولين لتجنب النزاعات وضمان تحقيق أكبر قدر من الأرباح.

يقوم القادة غير الرسميين بتوجيه المتسولين إلى المناطق الأكثر ربحية، مثل الميادين العامة، محطات المترو، والمناطق السياحية، حيث يتم توزيع المتسولين بشكل يضمن عدم تواجد أكثر من متسول في نفس المنطقة في نفس الوقت، مما يقلل من التنافس ويزيد من فرص الحصول على المساعدة من المارة.

معاناة

كيف يتم تقسيم المناطق بين المتسولين

يتم تقسيم المناطق بين المتسولين بناءً على اتفاقات غير رسمية، حيث يتفق المتسولون على عدم التداخل في مناطق بعضهم البعض. هذا التنظيم يساعد في تجنب النزاعات ويضمن لكل متسول منطقة خاصة به للعمل فيها.

يساهم هذا التنظيم في زيادة فعالية التسول وانتشاره، حيث يتمكن المتسولون من استغلال الأماكن الحيوية بشكل منظم، فعلى الرغم من الحملات الأمنية المستمرة، إلا أن وجود مثل هذه التنظيمات غير الرسمية يجعل من الصعب القضاء على الظاهرة بشكل كامل.

دخل المتسولين

الدخل اليومي للمتسولين

من خلال متابعتنا لبعض الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي عن المتسولين، وجدنا امرأة تتجول في التجمع ومدينة نصر، وبعد القبض عليها تم الكشف عن حوزتها على 6 ملايين جنيه. 

ووجدنا امرأه أُخرى تأخذ من زوجها 600 جنيه يوميًا، وعندما تم سؤالها هل يكسب المتسول مثل هذا المبلغ يوميًا كانت الإجابة "طبعًا، وأكثر!" ، وذكرت أنه يعمل يوميًا 14 ساعة تقريبًا ولا يقل مكسبه عن ألف جنيه يوميًا. 

ومن خلال اعترافات بعض أصحاب محلات البقالة، يتبين أن المتسولين في المنطقة يجمدون يوميًا ما يقارب الألف جنيه (يحولون العملات المعدنية إلى أوراق نقدية)، وذلك خلال ساعات عملهم الصباحية فقط.

وبالتالي، يمكننا أن نجزم أن الدخل الشهري للمتسول قد يتخطى خمسين ألف جنيه شهريًا، وهو ما يتجاوز مرتبات الأطباء والمهندسين شهريًا.

بعض التوصيات المُقدمة للقضاء على ظاهرة التسول

للقضاء على ظاهرة التسول، يجب تكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية من خلال تنفيذ مجموعة من التوصيات الفعّالة:

  • يجب على الحكومة توفير فرص عمل مناسبة للفئات الأكثر عرضة للتسول، مما يساعدهم على تحقيق دخل ثابت.
  • تطبيق قوانين صارمة لمكافحة التسول واستغلال الأطفال، مع تغليظ العقوبات على من يستغلون الأطفال في التسول.
استغلال الأطفال في التسول
  •  تقديم دعم مالي وتعليمي للأسر الفقيرة، مما يقلل من الحاجة إلى التسول ويعزز من مستوى المعيشة.
  • نشر الوعي حول مخاطر التسول وأهمية دعم المبادرات الرسمية مثل المؤسسات الخيرية والبرامج الحكومية التي تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها.
  • إنشاء مراكز لإيواء المتسولين المحتاجين، حيث يتم تقديم الرعاية اللازمة لهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية.
  • وضع برامج لمراقبة حركة المتسولين يوميًا وإجراء الدراسات الاجتماعية لفهم احتياجاتهم والأسباب التي دفعتهم للتسول.

بتنفيذ هذه التوصيات، يمكن الحد من ظاهرة التسول وتحقيق مجتمع أكثر تكافلًا وعدالة.

Short Url

showcase
showcase
search