بث تجريبي

الأحد، 19 يناير 2025

09:36 م

أسسها

حازم الجندي

رئيس مجلس الإدارة

أكرم القصاص

إشراف عام

علا الشافعي

مؤسس الدولة المصرية الحديثة.. من هو محمد علي باشا؟

الأربعاء، 06 نوفمبر 2024 10:43 ص

محمد علي باشا

محمد علي باشا

وسام عمرو

يعد محمد علي باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة، وذلك يرجع إلى إصلاحاته التي قام بها في أرجاء الدولة المصرية بعد السيطرة عليها، وكان قد عين من قبل السلطان العثماني واليًا على مصر، في أعقاب خروج الحملة الفرنسية في عام 1801م.

وشملت إصلاحاته مختلف أركان الدولة، حيث قام بتحديث الجيش المصري في فترة قصيرة، بالاستعانة بالخبرات الأكاديمية الأوروبية، وإرسال الكوادر المصرية، في بعثات للتعلم في تلك الدول، إلى جانب تأسيس نظام تعليمي جديد على الطراز الأوروبي، وإرسال الطلاب من مختلف التخصصات للدراسة في الجامعات الفرنسية، الأمر الذي أثر في إعادة توجيه الثقافة المصرية بعيدًا عن السيطرة العثمانية.

ووضع محمد على جهوده لإصلاح قطاع الزراعة، التي قللت من تبعية مصر الاقتصادية للدولة العثمانية، إلى جانب تأسيس جهاز الدولة المصري الحديث، الذي كان من ضمن مهامه التعداد السكاني، وفرض نظامًا ضريبيًا مختلفًا، والتجنيد الإجباري، وتطعيم الأطفال، وغيرها من الأنشطة المركزية للدولة، والتي لا يزال الكثير منها باقٍ إلى اليوم في مصر.

 

نشأة محمد علي باشا

ولد محمد علي، في عام 1769م، في مدينة بحرية مقدونية تخضع حاليًا لسيطرة اليونان، وكان والده إبراهيم أغا، أحد القادة العسكريين من ذوي الأصول الألبانية، الذين عملوا في الحامية العثمانية في تلك المنطقة، و عمل علي، في شبابه تاجرًا، وهو الأمر الذي أثر فيما بعد على رؤيته لتطوير الزراعة المصرية، كما صاهر حاكم تلك المدينة، الأمر الذي رفع من قدره في الدولة وأهله، لقيادة الفرقة الألبانية التي أرسلها السلطان العثماني لمصر، بعد جلاء الحملة الفرنسية.

الصراع بين محمد علي باشا و المماليك على السلطة

وفي ظل الوضع غير المستقر والتنازع على السلطة بين المماليك، استطاع محمد علي، من خلال التنسيق مع كبار التجار والأشراف في مصر، استصدار فرمان من السلطان العثماني سليم الثالث، بتعيينه واليًا على مصر في عام 1805م.

ورغم توليه السلطة، إلا أن السلطة الفعلية في الأقاليم، كانت ما تزال محل نزاعٍ، حيث بقايا جيش خورشيد باشا الوالي السابق مصر، ودعم بكوات المماليك للفارين من الخدمة العسكرية من الجنود الألبان، وقد حاول المماليك دخول القاهرة، في نفس عام تولي محمد علي السلطة، ولكن حملتهم فشلت، واستطاع الباشا الجديد بمساعدة المواطنين القضاء عليهم.

وبعد عامين، وصل إلى الإسكندرية، أسطولًا بريطانيًا بقيادة ماكينزي فريزر، لدعم محمد الألفي بك، في انتزاع السلطة من محمد علي، ولكنه كان قد توفي قبل وصول الحملة، ورغم تواجده في أسيوط في تلك الفترة لقتال منافسيه من المماليك، إلا أنه استطاع من خلال تحالفه مع العديد من المماليك في شمال مصر، هزيمة الإنجليز وإجلائهم عن الإسكندرية، بعد ستة أشهر من وصولهم، في مقابل العديد من الإمتيازات التي منحها لبكوات المماليك الذين تحالفوا معه.

ولكن نجح محمد علي باشا، في تدبير مذبحة لكافة قادة المماليك في قلعته، حين دعاهم إليها بحجة الاحتفال بتجريد حملة عسكرية إلى شبه الجزيرة العربية بقيادة ولده إبراهيم بك، ولم يستطع النجاة من تلك المذبحة، سوى واحد فقط فر إلى سوريا، بينما نُهبت كافة أملاك المماليك وفر بقاياهم إلى جنوب مصر.

 

إصلاحات محمد علي باشا الداخلية

اعتمد محمد علي في الإصلاح الداخلي على تنمية القطاع الزراعي في مصر، فمنذ عام 1815م، عمل على زيادة الرقعة الزراعية، والاعتماد على زراعة محاصيل التصدير كالقطن، واستخدام الفائض من الدخل في الإنفاق على البنية التحتية كمشاريع الري، وعلى تمويل خطط التنمية الصناعية والعسكرية، ولم يكن علي، يستطيع فعل هذا دون احتكار موارد الدولة، أي بإعطاء التعليمات للفلاحين بزراعة محاصيل معينة، وشرائها منهم بمقابل محدد دون تدخل التجار.

أما في مجال التنمية الصناعية، فقد استعان محمد علي بالخبرات الأجنبية، وأقام من خلال الحكومة مصانعًا لنسج القطن والحرير والصوف، بالإضافة إلى فرض حظر على استيراد منتجات النسيج البريطانية، في محاولة لضبط التوازن التجاري بين البلدين، كما أنشأ محمد علي مصانعًا لدبغ الجلود، وتصنيع السكر محليًا، الأمر الذي أدى إلى تخوف البريطانيين، من تلك الأنشطة الاقتصادية لتهديد مصالحها المباشرة في تسويق منتجاتها في مصر، واستخدامها كمعبر بري للوصول إلى الهند.

حملات محمد علي باشا التوسعية

قام والي مصر، بالتوسع خارج الدولة أكثر من مرة، لكن أبرز تلك التوسعات، ما قام به في ثلاثينيات القرن التاسع عشرة بغزوه لسورية، حيث أطلق حملة عسكرية في عام 1831م بقيادة ابنه إبراهيم بك، استطاعت اجتياح سورية والوصول إلى الأناضول، وهزيمة قوات الصدر الأعظم العثماني محمد رشيد باشا في معركة قونية، الأمر الذي فتح الطريق للجيش المصري للوصول إلى القسطنطينية واحتلالها.

وعلى الرغم من حث إبراهيم باشا لوالده على إعلان الاستقلال عن الدولة العثمانية، إلا أنه تردد ليعطي الفرصة للسلطان العثماني لطلب المساعدة من الأوروبيين، حيث عُقد صلح كوتاهية، الذي أقر شرعية حكم محمد علي لمصر والحجاز وكريت، وتولية ابنه إبراهيم على سورية.

وتوفي محمد علي في 1849م، بعد أن تنازل عن السلطة لابنه إبراهيم في عام 1848م، بعد كبر سنه، فيما توفى  إبراهيم  قبل أبيه في نفس عام توليه السلطة، إلا أن الحكم في الأسرة الحاكمة وقتذاك، ظل متوارثًا لأجيال في كل من مصر والسودان، ويشار إلى إصلاحات علي، والتي كانت أول الطريق لتأسيس دولة مصرية مستقلة.

Short Url

showcase
showcase
search